الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قرارات الحكومة.. ومنع الشيشة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لاقت قرارات الحكومة التى تم تطبيقها منذ أيام بخصوص التعايش مع كورونا وبالتحديد افتتاح المقاهى المشروط بـ25% من الطاقة الاستيعابية، فرحة كبيرة عبرت عنها وسائل التواصل الاجتماعى بالكثير من التعليقات الإيجابية وبالنكات والكوميكس وشهدت المقاهى تحديدا تزاحما شديدا وبعض المقاهى والكافتريات كسرت الحاجز المحدد بنسبة 25%.
ووفقا للأرقام الرسمية يوجد 2 مليون مقهى فى مصرنا المحروسة منتشرة بجميع المحافظات بالمدن والمراكز والأحياء والقرى وتتصدر القاهرة المشهد بما يزيد على 150 ألف مقهى وفى السويس على سبيل المثال ما يقرب 1200 مقهى ما بين مرخصة وغيرها بينها مقهى واحدة صديقة للبيئة "بدون شيشة". 
وهناك مئات الآلاف من المقاهى والكافتريات أسفل العمارات والغرز على الطرق الرئيسية والفرعية والترع وضفتى النيل وأسفل الأبراج وعلى الأرصفة بطول وعرض الشوارع المصرية وعلى الحدائق الخضراء.
وقد بلغ حجم إنفاق المصريين من الرواد والمترددين على تلك المقاهى ما يزيد على 50 % من رواتبهم طبقا للإحصائيات التى يعلنها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء وأن التكلفة الاقتصادية التى ينفقها المصريون سنويا على تدخين السجائر والشيشة يصل إلى 40 مليار جنيه.
ووفقا لبعض الدراسات الاجتماعية والصحية المتخصصة يوجد 13 مليون مدخن فى مصر يعيشون فى علاقات أسرية سيئة متوترة وقلقة بسبب التدخين وتشير بعض الإحصائيات إلى أن الإنفاق على التدخين بكل أنواعه يصل إلى 128 مليارا من متوسط دخل الأسر.
وقد أعلنت مصانع المعسل التابعة للشركة المصرية للدخان والسجائر أنها قد حققت خسائر بسبب عدم بيع المعسل بالمصانع التابعة لها بسبب الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة لمواجهة جائحة كورونا وغلق المقاهى والكافتريات.
وقد تردد أن مصانع المعسل تصل إلى 40 مصنعًا منتشرة بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية وأسيوط والمنوفية والغربية هذا غير المصانع العشوائية تحت بير السلم والمنتشرة فى كل ربوع مصر والمدهش أن مصانع المعسل فى مصر تكفى الاستهلاك المحلى ويتم التصدير للدول العربية ودول الخليج.
والاندهاش أن تطوير المعسل انتشر بعدد من الأسماء التجارية الشعبية مثل "معسل سلوم" و"معسل القص للكوكب الذهبي" و"معسل ماتوسيان" بنكهاته المختلفة فهناك أنواع متعددة من المعسل المنتج حديثًا بمذاق "البطيخ والكنتالوب والتفاح والعنب والجوافة والليمون" وحتى المعسل "الأرجيلى اللبنانى" وكلها صبغات ومكسبات كيماوية ضارة.
وتكشف اقتصاديات إنتاجية المعسل فى مصر أن الإنتاج الرسمى يزيد على 21 ألف طن معسل سنويا وهو ما يعنى ارتفاع جبل من المعسل، هذا غير الإنتاج غير الرسمى.
وللأسف أن ما يزعجنا التأثيرات السلبية الخطيرة على المواطنين فى حالة رفع الحظر عن الشيشة وعودة بيع المعسل بكثافة خصوصا أن خبراء الصحة أكدوا خطورة التدخين للشيشة والسجائر حيث تسبب أمراض خطيرة تصيب الرئة بالسل والتفحم فضلا عن أمراض القلب وتسوس الأسنان والسكتات الدماغية وسرطان الرئة واللثة والشفاه والمثانة وغيرها من الأمراض الجلدية والأورام الخبيثة.
كما أكد خبراء مكافحة تدخين الشيشة "أن حجر المعسل الواحد يشكل خطورة بما يوازى حجم 20 سجارة" على الصحة من أضرار.
ومن هنا نؤكد ضرورة استمرار دراسة أضرار تدخين المعسل وانتشار الشيشة والسجائر بمجموعة من الإجراءات منها: 
• المنع التدريجى وصولا للمنع النهائى مع وقف التراخيص الخاصة بالمقاهى التى تقدم الشيشة.
• تفعيل قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة ووزارة البيئة وجمعيات مكافحة الدرن والتدخين وشرطة المرافق بالمحافظات والمدن والمراكز والقري.
• عمل حملة إعلامية ضخمة بمشاركة رجال الدين وخبراء الصحة والتعليم والثقافة تستهدف نشر مخاطر الشيشة والمعسل على الصحة العامة للمواطنين واهمية الامتناع عنها.
• إعادة النظر فى التشريعات الخاصة بتدخين السجائر والشيشة بتغليظ العقوبات الخاصة بها وذلك من خلال تشريعات حازمة من أجل محاصرة المعسل والشيشة حفاظا على الصحة العامة ومن هنا على لجان الصحة والتعليم والشئون الدنية والإدارة المحلية بالبرلمان دور كبير من أجل إصدار تلك التشريعات لمواجهة مخاطر الشيشة على الصحة العامة وحماية للشباب المصرى الذى يصل تعداده إلى ما يزيد على 65 % من السكان.
وبعد إننا على ثقة بأن لجنة إدارة الأزمات بقيادة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومة ستتخذ كل التدابير لمنع الشيشة حفاظا على صحة المواطنين المصريين.