كنت شرعت في الكتابة عن الدكتورة نداء محمود الطوخى في حلقة منفصلة عن زوجها المهندس محمود وحيد بغدادى ولكن وأنا أتصفح صفحتيهما وقعت عينى على جملة مشتركة بين المهندس وأستاذة العلوم التربوية الفنية، أظن أن هذه الكلمة وإن لم تكتب في عقد الزواج صراحة إلا أنهما وثقاها ضمنيا بينهما، الجملة هي:
"فليصيب اليأس يأسا فيموت هو ونحيا نحن".
الجملة قسم بعدم التخلى عن الأمل مهما زادت وطأة معركة الحياة، نعم الأمل الذى إن توافر وقع وصف الشافعى على صاحبه مطابقا إذ يقول: "همتى همة الملوك.. ونفسى نفس حر ترى المذلة كفرا".
بطلا الحكاية في لحظة ركض حلمهما بعيدا وبات صعب المنال لكن ولأن الأمل كما قال "درويش": ليس مادة ولا فكرة ولكنه موهبة، وأنا أقول إنه هبة من الله لمريديه وقاصديه، الذين لو بقيت لهم لحظة واحدة في الحياة لعاشوها لأقصاها، فالعبرة بمن لديه المقدرة على زرع فسيلة في لحظات الزلزلة أولئك هم القادرون على حسم المسألة وإدراك المنزلة.. أولئك هم من يصغى إليهم الزمن ويشار إليهم بالبنان.
كتابان كان من الممكن أن يحتويا على صفحتين فقط تعليم فنى للزوج وبكالوريوس تربية للزوجة.. لكن الروح بها مدد ومداد فإن يكن أغلق يوم لك، فارج الانفتاح مثلما تنقبض الوردة بعد الانشراح.. فيحيها الصبا الطلق وأنفاس الصباح.
لقد أتيا بالأمل مرغما وخطا سطرا وراء سطرا في كتابيهما فحول الزوج العسرة ليسرة وأصبح مهندسا محل فخر للأهل والأشقاء والولد.. وأصبحت الزوجة دكتورة جامعية فأضافت على جبين الأب نورا والأخ سطورا والزوج مفخرة.
إذا لم نجد طريق النجاح فعلينا أن نبتكره.
الحلوة بلادي.. انتظرونا وحكاية جديدة من ولاد الأصول
