الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كورونا والدروس الخصوصية!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما لم يكن هناك موضوع يحظي بأهمية كبيرة هذه الأيام يفوق موضوع انتشار فيروس كورونا المستجد القاتل المنتشر في جميع أنحاء العالم منذ ديسمبر الماضي حتى كتابة هذه السطور لاسيما أن هذا الفيروس قتل ما يقارب الـ٣٥٠ ألف فرد وإصابة أكثر من خمسة ملايين ومائة مواطن حول العالم ولكن رغم ذلك قرر العالم أن يتعايش مع هذا الفيروس اللعين حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا ويتم اكتشاف فيروس لعلاج كورونا الذي يقتل الأحباب والأصدقاء والزملاء والأقارب ولا يراعي كبيرا أم صغيرا، غني أم فقيرا ، وزيرا أم غفيرا .. ولكن على كل حال فإن موضوع المقال المطروح وهو ما يتعلق بقضية هامة دائما ما شغلت المجتمعات والرأي العام لسنوات طويلة وهي ظاهرة "الدروس الخصوصيه" التي تأكل الأخضر واليابس من جيوب أولياء الأمور ورغم تحذيرات وزارة التعليم والتعليم العالي ولكن دون جدوي ورغم الصرخات والاستغاثات من أولياء الأمور بسبب الارتفاعات المستمر في أثمان الحصص والمحاضرات الخاصة التي تدمر العملية التعليمية وتضربها في مقتل برأيي إلا أن أصحاب الدروس الخصوصية يزدادون توحشا وتفاخر وكبرياء دون مبرر وقد فشلت الوزارات المتتابعة منذ عقود طويلة في القضاء علي هذا الوباء التعليمي المنتشر كانتشار النار في الهشيم في جسد العملية التعليمية المدرسية وفي الجامعة!
بالتأكيد الدروس الخصوصية هي انعكاس لتدهور العملية التعليمية برمتها، لاسيما أن كثافة الفصول وغياب المعلم الكفء مع ضعف مرتبات المعلمين أدى للاتجاه نحو الدروس الخصوصية بقوة كنوع من تعويض قلة الرواتب، وربما يكون في هذه النقطة يحتاج إلى تدخل قوي لتصحيح هذا الوضع المهين للمعلم في بلادنا وهو المفترض أن ينشئ جيلا يتولي القيادة في البلاد ويكون مسئولا عن مصير دولة وفي كل مجالاتها!
ومن ناحية أخرى ما يزيد الأمر سوءا هو أن ظاهرة الدروس الخصوصية خلقت فجوة بين من يقدر ومن لا يقدر علي الدفع! حتي أصبحت أمرا من أمور المباهاة بين الناس مما يخلق إحساسا بعدم العدالة الاجتماعية لدي من لا يقدر على الدفع من الفقراء ومتوسطي الحال!
وجاءت كورونا وفعلت ما لم تفعله الوزارات والحكومات على مدار سنوات طويلة وأنهت عصر الدروس الخصوصيه بشكل كلي ولم يعد التعليم سوى إلكتروني أي أن الطالب أصبح هو المعلم ويتم التعليم عن بعد والإنترنت ولا يحتاج الطالب أو التلميذ لدروس خصوصية لتنمية مهاراته لأن المدرس لا يمكنه أن يجتمع مع عدد من الطلاب في مكان مغلق لدقائق وليس لساعات!
وهذا العمل الذي فعلته كورونا كان على المستوى العالمي واتجهت دول العالم نحو التعليم الإلكتروني والإعلام ساعد الطلاب في توفير مصادر بديلة للتعلم ينهل منها الطالب كما يشاء! 
فربما كانت كورونا بمثابة طوق انقاذ لطلاب سنوات النقل الذين تم اعفاءهم من الحضور و الدراسة بالامتحانات والاكتفاء بالبحث فقط وهو أمر قوبل باستحسان كبير وتم القضاء بالفعل علي شبح الدروس الخصوصية ودفع هذا الأمر الطلاب إلى الاجتهاد والبحث في المواقع والاطلاع والقراءة وعمل ابحاث والاعتماد علي مصادر كثيرة وتنمية مهارات البحث لديهم وتعظيم الاستفادة من العملية التعليمية الروتينية المملة والتي لم تنتج متعلم قادر ومؤهل علي مواجهة سوق العمل.!
لذا فقد نجحت كورونا فيما فشلت فيه أنظمة تعليمية وحكومات وهو إنهاء عصر الدروس الخصوصية أو الحد منها بشكل كبير، أدخل الفرحة والسعادة النسبية على قلوب الأهالي ولكنهم ينتظرون أن يرفع الله هذا الوباء القاتل عن العالم في القريب العاجل.. حفظ الله أبناء وطني مصر من كل شر.