الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

خاص.. بعد ظهوره في مسلسل الاختيار.. "البوابة نيوز" داخل منزل أسرة الشهيد النقيب محمد حسنين.. شقيقه صمم على الالتحاق بالشرطة ليثأر من التكفيرين القتلة لكنه لحق به إلى جوار ربه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"البوابة" في منزل أسرة الشهيد النقيب محمد حسنين

نجوى محمود أم الشهيدين: غدر هشام عشماوى حرمنى من ابنى

شقيقه صمم على الالتحاق بالشرطة لكنه لحق بأخيه بعد 6 أشهر من تخرجه

فخورة بأبنائى.. ودموعى لم تجف لحظة منذ استشهادهما


الوجع لا ينتهى.. فبعد أن فقدت نجلها الأكبر أول فرحتها ضابط شرطة حسن الخلق والجميع يشهد له بالالتزام إثر استهداف دورية الشرطة التى كان يستقلها استقبله الإرهابى هشام عشماوى وأعوانه برصاص الغدر لينهى حياته في لمح البصر، وبعد أعوام قليلة تفقد الأم ابنها الثانى إثر حادث انقلاب سيارته، ولا يعلم أحد حتى الآن سبب الحادث لتعيش جسدا بلا روح كما وصفت نفسها.

هى نجوى محمود أم الشهيدين محمد حسنين وشقيقه أحمد حسنين ضباط شرطة من أبناء الإسماعيلية تبكى كل يوم عند رؤية حلقات مسلسل الاختيار وتألمت كثيرا عندما شاهدت واقعة استشهاد نجلها لكن ما يطفئ وجع القلب عندما تتذكر مشهد رؤية الإرهابى هشام عشماوى مكبل اليدين ومذلولا ليحاكم على كل الجرائم التى ارتكبها في حق شهداء الوطن.

"البوابة" انتقلت إلى منزل أسرة الشهيد محمد حسنين والتقت بوالدته لتروي حكايات الوجع التى لا تنتهى والصبر الذي تعيش به بعد فقد نجليها، أوضحت أن نجلها الثانى أحمد صمم على أن يلتحق بكلية الشرطة للثأر من قتلة شقيقه لكنه لحقه بالشهادة بعد تخرجه بـ 6 أشهر فقط، وإلى الحوار..


الوجع لا ينتهى.. فبعد أن فقدت نجلها الأكبر أول فرحتها ضابط شرطة حسن الخلق والجميع يشهد له بالالتزام إثر استهداف دورية الشرطة التى كان يستقلها استقبله الإرهابى هشام عشماوى وأعوانه برصاص الغدر لينهى حياته في لمح البصر وبعد أعوام قليلة تفقد الأم ابنها الثانى إثر حادث انقلاب سيارته ولا يعلم أحد حتى الآن سبب الحادث لتعيش جسدا بلا روح كما وصفت نفسها.

هى نجوى محمود أم الشهيدين محمد حسنين وشقيقه أحمد حسنين ضباط شرطة من أبناء الإسماعيلية تبكى كل يوم عند رؤية حلقات مسلسل الاختيار وتألمت كثيرا عندما شاهدت واقعة استشهاد نجلها لكن ما يطفئ وجع القلب عندما تتذكر مشهد رؤية الإرهابى هشام عشماوى مكبل اليدين ومذلولا ليحاكم على كل الجرائم التى ارتكبها في حق شهداء الوطن.

"البوابة" انتقلت إلى منزل أسرة الشهيد محمد حسنين والتقت بوالدته لتروى حكايات الوجع التى لا تنتهى والصبر الذى تعيش به بعد فقد نجليها، أوضحت أن نجلها الثانى أحمد صمم على أن يلتحق بكلية الشرطة للثأر من قتلة شقيقه لكنه لحقه بالشهادة بعد تخرجه بـ 6 أشهر فقط، وإلى الحوار..


** ما هو رأيك كمشاهد في مسلسل الاختيار الذى يجسد بطولات شهداء الوطن؟

- مسلسل الاختيار غير مفاهيم بعض الشباب الذى لا يعى حقيقة تضحيات الشهداء رغم أنه يعرض صورة مصغرة لبطولات القوات المسلحة وأرض سيناء مليئة بقصص وحكايات لبطولات لا تنتهى لأبنائنا، كما جسد المسلسل صورة لتضحيات الشعب المصرى لبث الحث الوطنى في نفوس الشباب، وأشعر بالفخر كلما شاهدت لمحات إنسانية من حياة البطل أحمد منسى، وأرى في كل بطولة تجسد ابنى الذى استشهد برصاص الغدر من الإرهابى هشام عشماوي.

** حدثينى عن ابنك الشهيد محمد حسنين؟

- محمد كان معروفا لدى الجميع بالتزامه وأخلاقه الحسنة، وكان مخلصا لأصدقائه جدا ومحبا لوطنه فكان يعيش على مبدأ "من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" زوجى لواء بالقوات المسلحة ومعظم الوقت غير متواجد بالبيت بسبب ظروف عمله، فكان محمد بالنسبة لى كل شيء، كنت أستشيره في كل الأمور لما يتمتع به بعقل واع.

** كيف كان اللقاء الأخير بينكما قبل استشهاده؟

- كان متغيبا عن المنزل منذ 3 أيام بسبب عمله، وكان صائما قبل أن يذهب إلى عمله، كنت أعد له متعلقاته، فقال لى: أنا حاسس إنى هموت شهيد، وقلت له: ليه بتقول كده؟ بتزعلنى أوى بعد الشر عليك، قال: إن الشهادة ليست شرا وهتشوفى الجامع وقت الصلاة، والجنازة هتكون إزاى وهتفرحى بيا، حديثه أغضبنى جدا وقلت له: امشِ اطلع بره مش قادرة أسمع الكلام ده منك، كان قلقى شديدا عليه هو ووالده، فكان والده مكلفا بتأمين رابعة، ومحمد مكلفا بتأمين الشوارع بالإسماعيلية، بسبب أحداث الشغب التى حدثت بعد ثورة 30 يونيو، وفى آخر يوم اتصل بى أكد أنه سيحضر إلى المنزل لتناول الإفطار معى ورتب مع أصدقائه أن يتجمعوا بالمنزل ليقضوا وقتا سويا.


** ماذا تعلمين عن واقعة استشهاده؟

- قبل أن يصل المنزل كان يمر في دورية مع الجنود بدائرة مركز القصاصين بالقرب من منطقة السماكين في الإسماعيلية بالتزامن مع يوم فض اعتصام رابعة، اعترضته سيارة مجهولة كان يستقلها هشام عشماوى وآخرون، وأطلقوا تجاه الدورية أعيرة نارية كثيفة استشهد جميع من معه وأصيب السائق فقط وكتبت له الحياة، وكانت إصابة محمد بطلقات من بندقية آلى اخترقت الرأس من الجهة اليمنى وخرجت من الاتجاه الآخر ليستشهد في الحال، وهرب عشماوى في المزارع القريبة ولم يستطع أحد التوصل لهم وقتها، وبالبحث الجنائى اكتشف أن الطلقات التى أطلقت على الدورية غير مصرية ومستوردة من تركيا.

** كيف استقبلتِ خبر استشهاده؟

- كان قلبى حاسس إنى مش هشوفه تانى، آخر مرة كان معى كان على وجه نور وكلامه يدل على أنه يشعر بشىء لا يعلمه إلا الله، صدمتى كانت كبيرة جدا هو أول فرحتى في الدنيا وسندى، ومثلما قال لى هتشوفى الجامع والجنازة هتفرحى بيا، فعلا كان المسجد مليء بالمصلين وقت الصلاة عليه والجنازة مهيبة حزنت عليه الإسماعيلية كلها كأن محمد ابن لكل أسرة.

** ما هى المواقف الإنسانية التى تتذكريها للشهيد؟

- علمت بعد استشهاده بكثير من المواقف التى أثبت فيها حبه لبلده ووطنيته، وأتذكر موقفا نقلته لى إحدى الصحفيات أثناء حريق مجمع المحاكم منعها من الاقتراب من الأحداث وقال لها هنصور ونرسل لكم البيانات كاملة، وقالت له دور الصحافة لا يقل عن دوركم وأنتم موجودين في قلب الحدث وطلبت أن تتواجد هى أيضا فقال لها "إحنا فداكم"، وموقف أخر مع شاب آخر ذهب لمجمع المحاكم لاستخراج توكيل لوالدته استشهد على أيدى الإخوان، أسرع إليه ليحاول إنقاذه لكن الإخوان حملوه في مظاهرة ورددوا أن الشرطة قتلته وبكل قوة اخترق الجنازة واشتبك مع العناصر الإخوانية وفض التظاهر وحمل الشاب ونقله لأقرب مستشفى، وبعد عودتى لعملى وجدت سيدة تبحث عنى لتقدم لى العزاء، وقالت لى إنها تقابلت مع محمد وأنقذ حياة أسرتها عندما حاول شاب سرقة مبلغ مالى ضخم يصل إلى 500 ألف جنيه تقريبا وكمية من المشغولات الذهبية عندما شاهد هذا الموقف أسرع وراء السارق وألحق به وأعاد إليها المسروقات وحاولت أن تعطى له نسبو مكافأة له لكنه رفض وقال لها أنا ضابط وهذا دوري.

** لحق نجلك الثانى بشقيقه بعد 6 سنوات.. كيف واجهتِ هذا المصاب الصعب؟

- أحمد ابنى بعد استشهاد شقيقه صمم على الالتحاق بكلية الشرطة ليثأر من الإرهابيين، وكان ترتيبه الثانى على الدفعة، وكان يعمل بقسم مركز الإسماعيلية، وكان ذاهبا لعمله وانقلبت سيارته وتوفى بالحال، بالطبع مصيبة كبرى على الجميع، خاصة إننى كنت ما زلت أعانى من فقدان محمد ليلحق به أحمد، وأثناء دفنه شاهدت جثمان ابنى محمد في المقبرة مثل أول يوم دفن فيه ودمه مطبوع على الكفن وبمجرد فتح المقبرة رائحة المسك كانت تفوح بكل مكان وشعر بها الجميع ودفن أحمد إلى جوار أخيه وأتمنى عندما أموت أدفن بنفس المقبرة.

** كيف تأثر أحمد بشقيقه الشهيد النقيب محمد؟

- عندما استشهد محمد كان أحمد في الصف الثانى الثانوى، وكان مهتما بتدريبه رياضيا ليؤهله للالتحاق بالشرطة، لكنى كنت أرفض بشدة، وأقول كفاية قلق عليك وعلى والدك، لكنه كان يبث داخله حب الشرطة، ولذلك بعد استشهاد محمد صمم على الالتحاق بكلية الشرطة رغم خلافات كثيرة بيننا، وبادرت بتقديم أوراقه في كلية التجارة بجامعة قناة السويس مما تسبب في غضبه وترك البيت، وقال لن أعود إلا بالتحاقى بكلية الشرطة لأنفذ وصية أخى وأثأر من التكفيريين القتلة.

والتحق أحمد بكلية الشرطة تنفيذا لرغبته ووصية أخيه، وفى أول يوم له سألوه عن نشاطه الرياضى، ولم يبد استعداده فكان يلعب كرة جيدا لكن عندما أخبروه أن الكلية كان بها طالب متفوق جدا رياضيا كان يحمل تيشرت رقم 10 وأطلقنا عليه اسم فاكهه الإسماعيلية ليرد عليهم أنه أخيه الشهيد النقيب محمد حسنين، وبالفعل أخذ التيشرت الخاص به وظل يلعب به طول فترة الكلية وحقق مراكز أولى، كما أنه تفوق في فريق الرماية وحصل على الترتيب الثانى على مستوى الكلية، وأثناء حفل تخرجه كنت أبكى بشدة لأننى تذكرت محمد الذى كان يتمنى أن يحضر حفل تخرجه، لكن الإخوان أثناء فترة سيطرتهم على الحكم رفضوا إقامة حفلات تخرج للشرطة وقبل وفاة أحمد كان يستعد لامتحانات النيابة العامة لكنه توفى قبل الامتحان بيوم في 5 أبريل 2019.


** كيف شاهدتِ مشهد القبض على الإرهابي هشام عشماوى؟

- تلقيت اتصالات عديدة من الجميع يبارك لى على عودة حق ابنى الشهيد محمد، وانطفأ جزء من النار بداخلى، كنت سعيدة جدا، فنصر الله أتى ولو بعد حين، لم أسمع كلمة مبروك منذ استشهاد محمد، وسمعتها بعد القبض على عشماوى، فخورة جدا بأبنائى رغم كل الوجع الذى يعتصر قلبى وأعلم أنهما سيأخذا بيدى إلى الجنة إن شاء الله، وأعيش حياتى على انتظار موعدى معهما أمام الله.

** أوصفى لى الحالة عند مشاهدتك أحداث استشهاد النقيب محمد؟

- أشاهد مسلسل الاختيار يوميا، وأبكى على الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن، وبداخلى ثورة كبيرة من خيانة وغدر الإرهاب القاتل، التكفيريين الذين استباحوا دماء أبنائنا، وعندما شاهدت واقعة استشهاد محمد كنت أبكى وأصرخ بشدة أنا ووالده، فمهما كانوا يحكوا لنا ما حدث، لكن الصعب أن أراه بعينى، شاهدت وقتها محمد وشعرت بوجوده يربط على كتفى ويمسح دموعى وأنا لا أتوقف عن ترديد حسبى الله ونعم الوكيل، دموعى لم تجف لحظة منذ فقد أبنائي.