الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

حكايات من دفتر الناجين من نار الإرهاب.. «دعاء» تروى محنتها بعد تفجير مبنى الأمن المركزى بالإسماعيلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البداية..سيدة حامل في شهرها الثامن، الطبيب يؤكد على سلامة الجنين واستقرار الحمل ويطلب من الأم الاستعداد للولادة، تفرح الأم وترافق شقيقتها لشراء مستلزمات المولود الجديد احتفالا بقدومه.
أسرة عم ناجي
لم تتخيل أسرة عم ناجى المكونة من أب وأم وطفلين أن سعادتها ستتحول إلى حزن وبكاء، لم تكن الزوجة الحامل تعرف أن الإرهاب الأسود سيقتل فرحتها. 
* ميكروباص القدر وغدر الإرهاب
السيدة دعاء تتواجد في موقع تفجير الأمن المركزى أثناء استقلالها ميكروباص لعودتها إلى منزلها بعد أن اشترت ملابس طفلتها المُنتظرة، تفجيرات طالت الأم والطفلة في بطنها لتولد «سما» بأمراض مزمنة نتيجة ولادتها فجأة وحجزها بالحضانة لفترة طويلة، الست دعاء الأم التى كانت تنتظر فرحة أصيبت بتليف في خلايا المخ وتليف بمركز الإبصار جعلها تفقد الرؤية بعينها اليمنى، وتصاب بنزيف وتهتك بشبكية العين ونزيف بالجسم الزجاجى وقوة الإبصار، أدى إلى احتباس في عضلات العين، وكذلك كدمات وإصابات شديدة بالمخ وضعف بالذاكرة، وبعد مرور أكثر من 6 سنوات ما زالت تعانى دعاء من نوبات وتشنجات صرعية مزمنة.
* «الاختيار» يجدد الذكرى 
أعاد مسلسل «الاختيار» ذكريات العمليات الإرهابية، التى شهدتها مصر وخاصة محافظة الإسماعيلية التى كانت مسرحًا للعديد من العمليات الإرهابية، وكان من أبرزها تفجير مبنى مكتب المخابرات الحربية وتفجير مبنى الأمن المركزي. 
تلك الحوادث وغيرها كان يقف خلفها الإرهابى المجرم هشام عشماوي، والتى أثبتت التحقيقات الرسمية تورطه في الكثير من الجرائم الإرهابية.
* «البوابة» في منزل «سما» 
«البوابة» انتقلت إلى منزل أسرة الطفلة «سما» وليدة وضحية حادث تفجير معسكر الأمن المركزي.
في البداية يقول ناجى محمد والد الطفلة سما: «مساء يوم 12/12/2013 كنت بالمنزل وزوجتى عند شقيقتها لشراء ملابس الطفلة قبل الولادة بأيام، وفجأة جاءنى تليفون أبلغنى أن زوجتى بالمستشفى تخيلت أنها تعرضت لحادث سير عادي، لكن بعد وصولى للمستشفى وشاهدت الحالة التى كانت زوجتى عليها سقطت أرضًا من هول المشهد وحجم الإصابات التى تعرضت لها».
وتابع: «في اليوم الأول بمستشفى جامعة قناة السويس خضعت زوجتى لـ3 عمليات وهى تركيب شبكة بالمخ وعمليه ترقيع بالقدم والثالثة جراحة قيصرية، وبعد 3 أسابيع من الحادث سقط الترقيع من القدم للأسف واضطر الأطباء لإجراء عملية أخرى وتركيب شرائح ومسامير بالقدم بعد شهر ونصف، وبعد عودتها إلى المنزل استمرت فترة طويلة تعانى من فقدان ذاكرة بالإضافة إلى نوبات تشنجات وصداع مستمر، وأجمع الأطباء استحالة الرؤية مرة أخرى بالعين اليمنى نتيجة تليف مركز الإبصار، وإصابتها بالحول الوحشي، أما الطفلة سما لم تستطع أن تخطو خطوة واحده مثل أى طفل طبيعى بسبب الحادث فهى تعانى من شلل تام بجميع أطرافها وعدم استجابة بين المخ وأطرافها الحسية بالإضافة إلى التشنجات التى تتعرض لها من وقت لآخر. 
وأضاف: «مهما وصفنا من معاناة نعيشها لن يستطيع الكلام أن يترجم الحقيقة الحادث مازال عالقًا بأذهاننا كأنه حدث بالأمس لم تتأثر به زوجتى وطفلتى فقط بل جميعنا مازلنا نعانى من آثاره حتى اليوم». 
وأكد أنه صرف تعويض 10 آلاف جنيه عن الحادث لكن للأسف لم يجد من المسئولين من يقف بجانبه لاستكمال علاج زوجته وطفلته سما مما أدى إلى تدهور حالتهما الصحية، وسعى كثيرًا لاستخراج أوراق تثبت أنهم مصابو عمليات إرهابية لكن كل محاولاته فشلت ولم يفلح في صرف معاش عن عجز زوجته وابنته أو معاش تكافل وكرامة. 
* هنا الوجع.. حتى لا تأخذكم شفقة بكلاب الدم والنار 
تتناول الأم طرف الحديث قائلة: «أتذكر الحادث كأنه كان بالأمس ومازلت أعيش معاناته كلما نظرت إلى نفسى وإلى طفلتى التى لاحول لها ولاقوة وكتب عليها العجز التام بسبب الانفجار، تستعيد الصورة المؤلمة وتتابع أثناء مرور الميكروباص أمام معسكر الأمن المركزى شاهدت سيارة متوقفة بموقع الحادث قيل فيما بعد أن هذه السيارة المفخخة، وبالاقتراب من المعسكر حدث انفجار شديد أصيبت بشظية بالقدم وبسبب قوة الانفجار دفعها خارج السيارة ثم أصيبت بشظية أخرى بالوجه وفقدت الوعى بعدها لمدة شهر كانت في غيبوبة تامة. 
وأشارت إلى أنه بعد أن عاد الوعى لها بعد شهر من الحادث كانت تعانى من فقدان ذاكرة وبدأت تسأل عما حدث لها، وعلمت أنها خضعت لعملية ولادة مبكرة بعد 20 ساعة من الحادث، وطلبت رؤية الطفلة لكن لم تكن على علم بمعاناة طفلتها وما المصير الذى ستواجهه فيما بعد، وتركت المستشفى بعد شهرين من الحادث واستمرت الطفلة سما أسبوع آخر في الحضانة ليخبرهم الأطباء بإصابتها بشلل رباعى وتأخر شديد في النمو العقلى والحركى نتيجة ضمور في المخ بسبب الحادث وتأثرها بالقوة الانفجارية وحجزها بالحضانة لفترة طويلة وتعرضها لنقص بالأكسجين.
وتواصل الأم حديثها ودموعها تنهمر: «اليوم بعد 6 سنوات و5 أشهر من الحادث سما من تدهور حالتها الصحية بسبب الظروف المادية الصعبة، فهى تحتاج إلى علاج شهرى بـ1000 جنيه و1650 جنيهًا تقريبًا لجلسات العلاج الطبيعي، بالإضافة إلى ثمن الزيارات للأطباء وغيرها من المصاريف التى تجعلنا نقف عاجزين على علاجها ونعيش كوابيس بسبب هذا اليوم الأليم. 
* أمنية والد سما
واختتم والد سما الحديث: «أطلب من الرئيس السيسي يصدق على صرف معاش لطفلتى وزوجتى ومنح سما أجهزة تعويضية تساعدها على الحركة»۔
* فلاش باك 
«غدر منهم وبطولات سجلها التاريخ لنا»
وزارة الداخلية تعلن وقوع انفجار بجوار مبنى الأمن المركزى بالإسماعيلية، أسفر عن استشهاد مجند معين لتأمين البوابة الرئيسية وإصابة 12 من قوة القطاع و6 مواطنين تصادف مرورهم بسيارة على الطريق بمنطقة الحادث، وتبين أن سيارة مفخخة انفجرت قرب بوابة رقم 4 لمعسكر الأمن المركزى 
فيما ضحى الشهيد النقيب أحمد وحيد بحياته للثأر لزملائه بعد تفجير معسكر قطاع الأمن المركزي، وأصيب 2 آخرون على يد أحد أعضاء جماعه الإخوان الإرهابية، أثناء مداهمة قوات الأمن لشقة تضم كمية من المتفجرات لاستخدامها في أعمال إرهابية شملت 2 بندقية آلية وقذيفة آر بى جى وكمية كبيرة من الذخيرة و2 تليفون مجهز بدائرة كهربائية مغلقة معدة للتفجير وكمية من المواد والأدوات التى تستخدم في تصنيع المتفجرات. 
وكانت أجهزة الأمن الوطنى تمكنت من تحديد مكان اختباء أحد أخطر العناصر بإحدى العقارات في منطقة أرض الجمعيات، وقامت مأمورية شارك فيها جهاز الأمن الوطنى والأمن العام والأمن المركزى وأمن الإسماعيلية استهدفت المذكور، وما إن استشعر بالقوات قام بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها فبادلته ما أسفر عن إصابة النقيب أحمد وحيد بطلقة في فمه وإصابات بالغة استشهد على إثرها.