الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يـا لـيـتـنــي كُـنـت شـــهـيـدًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. شهيدًا، فكرت فيها كثيرًا، بل إننى تمنيتها، أدعو الله أن أنالها، ولم لا؟، فقد نالها مواطنون انضموا لقائمة الشرف الوطنية التى نحفظها جميعًا وسيذكُرها التاريخ في صفحات الملاحم الوطنية والأمجاد المُشرفة، نالها الشباب الطاهر المجندون الذين يدافعون عن أرض سيناء، ونالها ضباط في الجيش والشرطة وهم يُسطرون أروع الأمثلة للتضحية والفداء، نالها شباب يبدءون حياتهم ولم يُفكروا لا في منصب ولا في جاه ولا في حياة ولا في مُتع الحياة، نالها من رحل عنا بجسده وذهب للقاء ربه وهو حى عند ربه يُرزق هو وزملاؤه، نالها من سنظل نُمجِده ونُعظمه ونُقدِره ونرفع له القبعة ونترحم عليه في كل وقت وحين، نالها من سنتذكره بكل خير ونحن تسيل دموعنا أنهارًا دون توقف ليس حزنًا عليه، ولكن فخرًا به وما دموعنا هذه إلا دموع الفخر والعِزة والشرف والكبرياء، نالها من سالت دماؤه فداءً لوطن غال عزيز علينا يتعرض لأكبر مؤامرة في التاريخ تهدف لقطع أوصاله وتفتيته وتقسيمه وتقطيعه إربًا إربًا دون النظر لتاريخه المجيد وحضارته الرصينة ومعدن أهله الطيبين الذين لا يألون جهدًا في حماية وطنهم مهما عانوا ومهما تحملوا حتى لو دفعوا حياتهم ثمنًا لبقاء الوطن، نالها أبناؤنا واستشهدوا من أجل "مصر" التى نعيش فيها ونعيش من أجلها ونعيش على ترابها، نالها خيرة الرجال الذين نقرأ لهم "الفاتحة" على روحهم الطاهرة في كل صلاة نُصليها.
.. يا ليتنى كنت شهيدًا: لأكون فخرًا لعائلتى ليتباهوا بى طوال العُمر ويمشون مرفوعى الرأس والهمة بين الناس لأنهم أنجبوا "شهيدًا" وقدموا "ابنهم" لوجه الله والوطن مُدافعًا عن الأرض والعرض، وليُخلد اسمى ضمن شهداء الوطن، ولأنال الجنة ونعيمها مع النبيين والصِديقين والشهداء الذين لهم أجر عظيم عند الله، فالشهداء منزِلتهم عالية ومقامهم رفيع ومكانتهم في الفردوس الأعلى.
.. يا ليتنى كنت شهيدًا: أطلبها من الله، فلا مطلب أعز ولا أكرم ولا أشرف من الشهادة، شهادة دفاعًا عن أرض الوطن المُستهدف من أهل الشر والتطرف الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، شهادة دفاعًا عن أرض الوطن الذى يستهدفه متاجرون بالدين تكفيريون مُتطرفون ( اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا )
.. ولأن الشهادة دفاعًا عن الوطن واجب مقدس فأنا أطلبها مُعتقدًا أن الشهادة ليست حسرة وليس ألما وليس نهاية وليس فُقدانا للحياة بل هى نُصرة للوطن ودفاعًا عنه وحماية له.. والشهادة في كل الأحوال فضل من الله أترقبها بكل فرح، ( فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
.. رحل عنا الأبطال، وما زالت سيرتهم عطرة، وبطولاتهم حاضرة، وبيوتهم عامرة بتاريخهم العظيم، وما زالت أمجادهم على كل لسان، وستظل هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، رحل عنا الأبطال الصادقون، ( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )، ونحن نتمنى أن نكون مِثلهم، لعل وعسى ننالها ويكتُبها لنا الله.
.. نعلم أن حربنا ضد الإرهاب لم تنته بعد، وستظل مصر مُستهدفة وسنظل ندفع الثمن طالما مصرُنا بخير ومُتوحِدة وقوية وآمِنة ومسلموها ومسيحيوها يدًا واحدة وأزهرها وكنيستها مُتكاتفين ومُترابطين وجيشها قويا وشرطتها صامدة ونيلها يجرى.. فالهدف: إسقاط "مصر" بجيشها وشرطتها ومسلميها ومسيحييها ونيلها.. وهذا إن شاء الله لن يحدث طالما مُستعدين جميعًا للشهادة في سبيل الدفاع عن وطننا.
.. تحية واجبة لكل شهدائنا الأبرار الذين دافعوا عن أرض مصر وأهلها وكرامتها، ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).