تعددت مبادرات الخير لأهالى القرى بمحافظة الفيوم، والتى لم تقتصر على فئة بعينها، فشهد مركز إطسا بمحافظة الفيوم قيام إحدى القرى التابعة له بتخصيص ٣ سيارات ميكروباص لنقل مرضى الغسيل الكلوى وحالات الطوارئ إلى المستشفيات وعلاجهم.
ونظم شباب من أهالى قرية الغرق التى يتعدى قاطنوها بنحو ٨٠ الف حملة لجمع تبرعات من المواطنين لشراء سيارات خاصة لنقل مرضى الغسيل الكلوى مجانًا من مشروع خيرى، والتى استمرت لأكثر من عام بدأت من خلال تبرعات الأهالى بالقرية والقادرين فيها، وعلى الرغم من المواظبة على دفع تبرعاتهم إلا أنها لم تصنع الكثير، ولذلك تم تفعيل المبادرة بالقرية وضواحيها من العزب والنجوع التابعة للقرية الأم الغرق من خلال حث الأهالى على التبرع.
وقال محمد الفن، أحد أبناء القرية عن هذه المبادرة، في تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» إن فكرة المبادرة جاءت من منطلق العمل على تخفيف الأعباء التى يواجهها مرضى الفشل الكلوى خلال رحلة ذهابهم لوحدة الغسيل الكلوى بالفيوم وإطسا، وبسبب بعّد المسافة بين منازل المرضى ووحدة الغسيل يواجه المرضى أعباء كبيرة في الانتقال ولذلك فكان لا بد من إيجاد حل للتخفيف عنهم، قائلا: «قمنا بجمع مبلغ من التبرعات من أهالى الخير والتى بلغت نحو ١٥٠ ألف جنيه، وعمل مشروع خيرى تم توظيفه بفتح سوبر ماركت للسلع الغذائية ومطعم في القرية، واستخدام الربح العائد منهم باستخراج رواتب للأسر الفقيرة والأيتام. ثم توسع المشروع حتى قمنا بشراء سيارة ميكروباص».
وأضاف: «أما السيارة الثانية فيساعد بها أهل الخير في القرية، والسيارة الثالثة، قمنا بتجميع تبرعات من أهالى الخير وتم تخصيصها للطوارئ لغير القادرين بالقرية وضواحيها، فكانت السيارة الأولى مخصصة لنقل أصحاب الغسيل الكلوى يوميا دون مقابل، والسيارة الثانية مخصصة لنقل المرضى إلى القاهرة يوميا دون مقابل، والثالثة للطوارئ، والتى تتنقل في أى مكان أى وقت، والقادر يتحمل تكاليف السيارة من بنزين وأجرة السائق فقط، أما غير القادر فالخدمة مجانا».
وأوضح: «هناك سيارة ميكروباص خط السير من قرية الغرق إلى مستشفى إطسا متخصصة بمرضى الغسيل الكلوى، والتى تجمع حالات من الغرق وضواحيها مجانا، أما السيارة الثانية فهى خط السير من الغرق إلى القاهرة وقصر العينى ومعهد الأورام ومستشفى ٥٧ يوميا ما عدا الجمعة مجانا، وكانت الأسبقية بالحجز لنقل المرضى بموعد مسبق». وتابع حديثه: وبالفعل استجاب المواطنون بقرية الغرق وضواحيها، حيث إنها أكبر قرية بالمركز يتبعها عدد كبير من القرى، ويقطنها أكثر من نصف مليون نسمه للحملة، لافتا إلى أن المبادرة لم تنته فحسب عند شراء السيارة، بل تم الحصول على جدول مواعيد جلسات الغسيل الكلوى من وحدة الغسيل الكلوى بالفيوم، ويقوم فريق متطوع بالاتصال بالمرضى لإخطارهم بميعاد جلساتهم، بالإضافة إلى توزيع وجبات نصف شهرية على الفقراء، وتخصيص رواتب للأسر المعيلة، التى ليس لديها مصدر دخل ثابت وليس لديها من يعولها، من الأرامل والمرضى.
