فتح انتشار فيروس كورونا، شهية مئات المواطنين، لتقديم النصائح والعلاجات المختلفة، من خلال الأعشاب أو العقاقير، دون أي سند علمي، وقدموا عشرات العلاجات والخلطات الشعبية والأغذية لمواجهة الفيروس، لا سيما أصحاب محلات العطارة، وهو الفخ الذي سقط فيه أطباء وإعلاميون أيضا.
أبو أحمد وكتاب "موت فيروس"
كان "أبو أحمد" بائع الفول في أحد شوارع مدينة نصر سباقًا باكتشاف علاج للفيروس، الرجل أكد أن الفول والبقوليات عمومًا تقضى على كورونا، وذلك لاحتوائها على "فيتامين ب17" على حد قوله.
"أبو أحمد" أشار إلى أن الشعب المصري الوحيد من بين شعوب العالم الذي سيقضي على فيروس كورونا، وذلك لمناعته الشديدة على الوباء العالمي، موثقًا حديثه بمعلومات قرأها في كتاب يحمل اسم "موت فيروس" لكاتب فرنسي على حد قول "أبو أحمد".
لم يكن الفول كوصفة للعلاج من فيروس كورونا حكرًا على "أبو أحمد" صاحب عربة الفول.. فهذا طبيب ينصح هو الآخر الصين، وأمريكا، بتناول الفول مضافًا إليه عصير الليمون للحماية من وباء كورونا.
الشاي يعالج وباء كورونا
حتى الشاي تحول إلى علاج للفيروس من خلال روشتة وضعتها إحدى المذيعات عبر أحد البرامج التلفزيونية.
المذيعة قالت: إن الشاي "يزق" الفيروس من منطقة الحنجرة ويطرده قبل أن يدخل للجهاز التنفسي، مناشدة المصريين شرب السوائل الساخنة لمجابهة فيروس كورونا، وتابعت: " لازم نشرب كل حاجة سخنة عشان نبقى نجحنا في أول معركة وهي معركة إنزال الفيروس من الحنجرة وطرده للخارج".
وصف أدوية دون سند علمي مؤكد
أطل علينا استشاري أمراض قلب بمنشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أعلن خلاله أن هناك 3 أدوية تعالج مرضى الذئبة الحمراء، والقلب، والروماتويد، وصفهم علاج لوباء كورونا، وذلك دون وجود سند علمي مؤكد، الأمر الذي دفع هيئة مكتب نقابة الأطباء إلى إحالته إلى التحقيق، موضحًة أن الطبيب ارتكب مخالفة صريحة لأصول ممارسة مهنة الطب.
الفول والبصل والعيش البلدي
قالت إحدى أساتذة الميكروبيولوجي في أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة: إن أخذ نفس عميق مهم جدًا لتقوية المناعة، مناشدة المواطنين التركيز على أكل الطعام البسيط والمفيد، مثل: العيش البلدي، والفول، والبصل، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي، موضحة أنها تقوي المناعة على حد قولها.
الخلطة الكيماوية القاتلة
لقيت ربة منزل بمحافظة الجيزة مصرعها، وأصيب أبنائها الثلاث وزوجها بحالة اختناق، نتيجة خلطها بعض المواد الكيماوية بغرض تطهير وتعقيم المنزل لتفادي الإصابة بفيروس كورونا، الأمر الذي أدى إلى إنتاج غاز سام أدى إلى وقوع الحادثة.
الناس بتتعلق بـ"قشاية"
الدكتورة سامية الساعاتي، أستاذ علم الاجتماع، قالت في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إنه لا يجب إعطاء أي معلومة متعلقة بلقاح فيروس كورونا المستجد، إلا من خلال طريقة علمية سليمة مبنية على اختبارات مثلما تفعل فرنسا، وإنجلترا، وإسبانيا، مؤكدة أن ما يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشكل خطر كبير.
وأضافت "الساعاتي"، أن الناس تطلق وصفات الوقاية من فيروس كورونا محاولة منها للوصول إلى حد الأمان، وتابعت: "الناس بتتعلق بقشاية".
وأشارت إلى أن أغلب الناس تفسر الأشياء ترجمات متعددة تبعًا للإيمان بالله، فهناك من يقول أن الله سبحانه وتعالى غير راضٍ عنا فأتى لنا بذلك الفيروس ليردنا للحق، موضحة أن الله سبحانه وتعالى لا يؤذي أحدا ورحيم بعباده، ونفس الأمر قبل كورونا، عندما قال البعض إن سوء الأحوال الجوية غضب من الله.
وأكدت أن فيروس كورونا وما يتعلق به، يكشف عن أهم أشياء في الإنسان، وهي معتقداته وعاداته، وهناك صلة وثيقة بينهما، وأن الجانب النفسي والاجتماعي من أهم تأثيرات كورونا.
التلاعب بالأدوية ورش الشوارعومن ناحيتها، قال الدكتور مجدي مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، في تصريح خاص، إن التلاعب بالأدوية أخطر ما يمكن، مؤكدًا أن وزارة الصحة لها بروتوكول علاجي للحالات المصابة بفيروس كورونا وأمورها ثابتة وواضحة، وكذلك منظمة الصحة العالمية التي ستعلن عن العقار حال اكتشافه ولن تخفيه عن أحد.
وأضاف "مرشد"، أن الدولة المصرية تمتلك بروتوكول محترم لعلاج الحالات المصابة بالوباء، وذلك في مستشفيات مخصصة تحت إشراف أطباء متخصصين، فلا داعي أن يشترى المواطنين أدوية على أنها علاج للفيروس، وتبحث عن حل بعيدًا عن الحلول العلمية.
وعلق عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على قيام بعض المواطنين برش الشوارع، بغرض تعقيمها لتفادي الإصابة بفيروس كورونا قائلًا: إن الرش يعمل على تهييج الشعب الهوائية والرئتين إذا زادت نسبة مادة من المواد، خاصة على من يعانون من "ربو" أو "أزمة صدرية".
وأردف النائب، أن عمليات الرش لا بد أن تتم من خلال المنوط بهم.. التنفيذيين، والحكومة، مؤكدًا أنها أمور ضد المبادئ الأساسية للصحة، وأن الحكومة هي من تقوم بدورها الوقائي والعلاجي، وعلينا كمواطنين الالتزام بتعليماتها.
الخلطات تشكل خطرا على صحة المواطن
وفي نفس السياق، قال النائب بدوي النويشي وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن أي معلومات تصدر عن لقاح كورونا من أي شخص، وعبر أي وسيلة، غير منظمة الصحة العالمية "تخاريف".
وأضاف "النويشي" في تصريح خاص، أن الخلطات التي "يفتكسها" الناس بغرض الوقاية من فيروس كورونا تشكل خطرا على حياتهم، وقد تؤدي إلى موتهم، موضحا أن فيروس كورونا لم يتم اكتشاف علاج له حتى الآن، وتابع: "نبعد عن الخلطات ونلتزم بقرارات وتعليمات الحكومة".
