الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وداعا عمرو عبد الراضي.. هل كنت تعرف الموعد؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كيف حال من بلغ الأربعين من عمره؟ قالها الفارس ثم رحل .. ما أغرب رحيلك، وما أقساه. جئت سريعًا، وآثرت المغادرة مبكرا، فهل كنت تعرف الموعد؟
هل كانت مصادفة أن تسأل منذ سنوات قليلة: كيف حال من بلغ الأربعين من عمره؟ أذكر ساعتها أنك تريثتَ قليلا وأردفت بالقول: إنها لحظة مهيبة.. ثم ابتسمت ابتسامة غامضة تخفي في طياتها سرا أكبر من السؤال.. لكني لم أحفل، وليتني اكترثت وتأملت.
على محطة الأربعين وقبل أن تخطو خطوة واحدة إلى الثلث الأخير من عمرك.. غادرت هكذا دون وداع أو مقدمات، كانت اللحظة كما وصفتها أنت "لحظة مهيبة".
ما أقسى أن ترحل دون وداعنا، دون أن نجلس معك ونعانقك، دون أن نعطر ذاكرتنا بآخر ابتسامة لك، وآخر كلمة لك، فقط، جملة محفورة في الوجدان، قلتها ـ قبل سنوات ـ ثم رحلت، "كيف حال من بلغ الأربعين من عمره؟".
ابتسامتك ساعتها، أضفت غطاء سميكا جدا على السر، ولو تأملنا قليلا لأدركنا أنك كنت فارسا طيبا، وأن الأرض لا تشبع من الطيبين. كنت محبا للحياة، مبتسما، مغداقا، خدوما لأبعد حد، لكن الحياة دائما توثر رحيل الأنقياء.
ليتنا تريثنا قليلا وعرفنا الموعد، عرفنا أنك لن تخطو إلى الأربعين من عمرك، عرفنا أنك كنت تودعنا ضاحكا مبتسما كعادتك.
ما كنت تريد أن تحملنا ألم الفقد قبل الفقد، كنت وحدك تعرف السر، أو ربما، فقط، كنت تشعر بقرب اللحظة الحاسمة، لكنك آثرت التريث والانتظار .
سلاما على روحك الطاهرة، سلاما على ابتسامتك الطيبة، سلاما على أرض تقبع في رحمها، جسدا معطرا، محفوفا بالدعوات، والدموع الصادقة.. وداعا الزميل الخلوق عمرو عبد الراضي.