تحتفي الأوساط الثقافية والفنية بذكرى ميلاد الكاتب المسرحي الروسي مكسيم جوركي، أحد أبرز كتاب الأدب الروسي، ومؤسس مدرسة الواقعية الاشتراكية التي تجسد النظرة الماركسية في الأدب، إلى يراه من وجهة نظرة أنه مبنى على النشاط الاقتصادي من النشأة مرورا بالنمو الاقتصادي منتهيا بالتطور الذي يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة لذلك ينبغي توظيف هذا النشاط في خدمة المجتمع، فقد ترشح لجائزة نوبل في الآداب 5 مرات ولم يحالفه الحظ.
واختار مكسيم "جوركي" لقبا وشعار له، وتعني كلمة "جوركي" في اللغة الروسية "الموت"، وذلك من واقع المرارة التي كان يعاني منها الشعب الروسي تحت الحكم القيصري التي شاهدها هذا الشعب خلال المسيرة الطويلة التي قاطعها باحثا عن القوت، وقد انعكس هذا الواقع المرير بشكل واضح على كتاباته وبشكل خاص في رائعته الشهيرة "الأم".
"الحضيض" أحد روائع "جوركي" المسرحية، الصادرة عن مكتبة الفنون الدرامية، وترجمها من الروسية إلى العربية عبدالحليم البشلاوي، وهو نص من أربعة فصول، حيث يرصد لنا المترجم أن جوركي قد اتسم بالواقعية إلى ذروة رفيعة من تمجيد الإنسان وحب الإنسانية، فقد قال أحد الكتاب انه إذا كان "زولا" قد قضى حياته كلها أبا للطبيعة، فقد كان حريا به أن يذهب إلى المدرسة ليتعلم أبجدية فنه عن ركبتي ذلك الشاب الذي ولد في "نزني نو فجورود"، "جوركي"
لقد جعلت هذه الطبيعة من جوركي عونا كبيرا لستانسلافسكي عندما أخرج هذه المسرحية لأول مرة على مسرح الفن بموسكو، فقد كان "جوركي" يقوم بتوجيه الممثلين وتدريبهم على أداء أدوارهم التي لم يسبقها عهد بمثلها داخل هذه المسرحية.
أصطحب "جوركي" المخرج ستانسلافسكي والممثلين إلى مغامرات سوق خيتروف، حتى يروا بأنفسهم هذه الطبقة من الناس وكيف تعيش، فقد كتب المخرج ستانسلافسكي عن ذلك الأمر فيما بعد قائلا: "لقد شحذت هذه الرحلة خيالي وملكة الخلق عندي أكثر من أي مناقشة أو تحليل للمسرحية".
