الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عمرو عبد الراضى.. الطيبون يرحلون مبكرا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعرف جيدا أن الأعمار مكتوبة، ومحددة سلفا في اللوح المحفوظ عند رب العالمين، ولكل أجل كتاب، وأن ساعة الوفاة لا تتقدم ساعة ولا تتأخر إلا بإذن ربنا تبارك وتعالى، ونؤمن ونعتقد يقينا في قول الله تعالى: «وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِى كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ» (11: فاطر)، وقوله: «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا» (145: آل عمران)، وقوله جل وعلا: «اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِى قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِى ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (42: الزمر)، وأيضا قوله: «وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا» (المنافقون: 11)، وقوله سبحانه وتعالى ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ (الأعراف: 34).. هذا ديننا ومعتقدنا.. لكن ما أحب أن أقوله أن أعمار الأحبة، وإن كانت محددة سلفا لا تزيد ولا تنقص، لكنها تجرى سريعا وكأنها قصيرة، وما هى بقصيرة، لكننا لم نشبع من أصحابها وكنا نتمنى أن نلازمهم ونصاحبهم أكثر وأكثر.
فقبيل ساعات قليلة فقدنا صديقا عزيزا وأخا كريما، إنه الزميل عمرو عبدالراضي، مدير تحرير جريدة «البوابة»، وأحد أعلام الصحفيين الشباب.. رحل فجأة كما نفقد شيئا عزيزا علينا.. بلا مقدمات، أو إشارات.. لا مرض ولا إجهاد.. فجأة حل علينا الخبر كالصاعقة، «عمرو مات».. كيف ومتى ولماذا؟.. صارت أسئلة جدلية لا معنى لها.. فاليقين أنه مات، والمؤكد أننا فقدنا صديقا نحتسبه على خير، ولا نزكى على الله أحد.
سبحانك يا ربنا جعلت الموت واعظا لنا، يأتى في أجل محدد لا يتقدم ولا يتأخر، ولا يموت أحد قبل أجله، فقد قلت وقولك الحق: فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (الأعراف: 34)، وقلت أيضا: «وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا» (المنافقون:11).
«عمرو» كان مثالا طيبا للأخلاق يذكره كل زملائه بالخير كان ودودا بشوشا مؤدبا لا ينادينى إلا بـ«أستاذي» رغم أننا في عمر متقارب تقريبا، ورغم أنه كان يرأسنى إداريا بحكم العمل، وبحكم أنه كان مديرا للتحرير، ورغم الصداقة التى جمعتنا في مؤسسة البوابة، ذلك لفرط احترامه ومودته.
كلما تحدثنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر «جروبات العمل» على فيس بوك، ما كان يحدثنى إلا حديثا طيبا لينا رقيقا مؤدبا، لا تملك إلا أن تفتح قلبك له.
رحل الصديق مبكرا وإن كان قد استنفد أجله، وأخذ رزقه من الدنيا، رحل إلى رب رحيم، يقول: «وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ» (الأعراف).. فيا رب اجعل لعبدك عمرو عبدالراضي، نصيبا وافرا من هذه الرحمة، التى وسعت كل شيء، اللهم اغفر له وارحمه هو وجميع موتانا.. اللهم اعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم وأغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اجعل قبورهم روضه من رياض الجنة، اللهم ارحم نفوسا صعدت إليك ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء.