الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسالة واحدة ..وأسماء متعددة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دم يسيل ، وأرواح تغادر ، وأجساد تتمزق، أطفال وأرامل وثكالى، رعب يعشش تحت الجلد ، رعب من رنين جرس تليفون يأتي وأخر لا يرد ، رعب من عقارب الساعة التي تتقدم بالوقت متجاوزة موعد عودة من ترتعش القلوب وتهدأ حول وجودهم .
صور الوجوه التي غابت ليست مجرد صور لبشر راحوا، هي حروف رسائل وطلقات موجهة الى قلب هذا البلد ،رسائل هي نسخ مكررة من رسالة واحدة أطلقها الارهابي "محمد البلتاجي " من فوق منصة بؤرة رابعة الرسالة التي توعد فيها أن تتوقف كل العمليات الإرهابية في سيناء في اللحظة التي يعود فيها رئيس جماعتهم محمد مرسي إلى قصر الرئاسة .
لم تكن هي الرسالة الاولى فقد سبقها رسائل واضحة ومحددة وفاجرة تتوعد مصر وشعبها بالدمار ، رسائل موقعة ومسجلة بالصوت والصورة من جماعة الإخوان الإرهابيين .
تصل الرسائل نفسها الان موقعة باسماء مختلفة لكن طبق الاصل من الرسائل الاولى ، فأن توقع باسم داعش أو بيت المقدس أو غيرها لا تغير من حقيقة أن المنبع والجذر واحد ، المنبع الذي خرج منه محمد الطهطاوي رئيس ديوان المعزول متوعدا بأن لديهم الاف الانتحاريين مستعدين لتفجير أنفسهم وهو المنبع الذي خرج منه دود المستنقعات الذين نفذوا تهديد الطهطاوي والبلتاجي والعريان ومحمد مرسي نفسه ومرشدهم وغيرهم .
هؤلاء هم القيادات وهذه هي الاسماء والرسائل واضحة ومحددة والمنبع الخسيس مازال يطلق الموت فعلا ، وليس تهديدا ووعيداً فما قول دعاة "المصالحة مع من لم تلوث اياديهم بالدم" ربما بعضهم لم يمسك سلاحاً ولم يطلق رصاصة، لكن هذا البعض أشعل نارا ومن خلف ألسنة اللهب والدخان جهز ودرب وحشد، وقبل كل هذا ربى من سيطلق النار أو سيفجر نفسه .
ويسبل دعاة المصالحة عيونهم ، ويرخون جفونهم ، ويرققون اصواتهم، ويرتدون أثواب الحكمة وينتقون الفاظا وكأنها منحوتة من جدران قلوبهم الرهيفة عن وطن لكل أبنائه وعن فصيل لن يستطيع أحد إقصاءه ، ويطلقون عليه على سبيل التدليل او التدليس " الاسلام السياسي" وينتظرون أن نصرخ لهفة وأن نهرول حبا وتسامحا علهم يقبلون العودة الى حضن الوطن وأن يقبلوا توبة الشعب الذي ثار ضد وجودهم .
بالمناسبة كان الحزب النازي حزبا قويا ، وكان متغلغلا ومنتشرا في المجتمع الالماني والدولة الالمانية ، ولم يدعو أحد لاعادة مجرميه الى حضن المانيا الام ، وأيضاً وبالمناسبة تظهر بعض الكيانات التي تحمل الفكر النازي والفاشي في اوروبا ويتم التعامل معها بالقانون .
نقطة ومن أول السطر ، وأول السطر يبدأ بتنويعات ارهابية اخرى ، ومنها رسالة من حركة "اعدام" الاخوانية التي انطلقت صفحتها عبر "فيس بوك" أنها أعلنت فتح باب التطوع من أول مارس القادم لبدء ما أسمته تحديدا " عملية تكسير عظام النظام وأتباعه" ورسالة أخرى وليست أخيرة من جماعة "حركة مولوتوف الاخوانية " وفيها:" وجدنا فيكم من يستحق الحرق بلا رحمة وغدا نريكم من نحن " وبوقفة مع جرائم تعلن عن ارتكابها جماعة " بيت المقدس" ثم بقراءة لآخر رسائلها التي تهدد فيها "بتحويل مصر إلى ساحة قتال" لن نجد الا أسماء متنوعة لمجرمين قتلة جذرهم الاساسي هو جماعة الاخوان الارهابيين .
لن نتصالح يا دعاة المصالحة مع قتلة بثوا سمومهم في رسائل قبل ان تضغط أصابع عصاباتهم المجرمة على الزناد .