الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد قرار "الطيب" بإيقاف صلاة الجماعة والجمعة وإغلاقه مؤقتًا للمرة الثانية في تاريخه.. تعرف على أول مرة توقفت فيها صلاة الجمعة في "الجامع الأزهر" بأمر من صلاح الدين الأيوبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدر فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قرارًا بإيقاف صلاة الجماعة والجمعة بالجامع الأزهر، وإغلاقه مؤقتًا، ابتداءً من اليوم السبت، ولمدة أسبوعين، يتم خلالها تعقيم الجامع، وذلك انطلاقًا من القاعدة الشرعية: "صحة الأبدان مقدمة على صحة العبادات"، وحرصًا على سلامة المصلين، وتماشيًا مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمنع انتشار فيروس "كورونا".

قصة منع الصلاة بالجامع الأزهر
قرار الطيب، بإيقاف صلاة الجمعة بالجامع الأزهر، لم يكن الأول في تاريخ أول جامع أنشى في مدينة القاهرة، وأشهر مساجد العالم الإسلامي، وأقدم جامعة عالمية متكاملة في العالم، وقبلة العلم لكل المسلمين.
والقصة تعود جذورها إلى تأسيس الجامع الأزهر نفسه، حينما بدأ القائد الفاطمي جوهر الصقلي، في 4 أبريل، سنة 970، إنشاء الجامع الأزهر، وذلك بعد عام واحد من تأسيس مدينة القاهرة، سنة 969 ميلادية، بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وهو ما يجعل من الجامع أقدم أثر فاطمي قائم بمصر حتى الآن.
أنشئ الجامع الأزهر ليكون مسجدًا للخلافة الفاطمية، ويتلقى الناس فيه عقائد "المذهب الشيعي"، وأُطلق عليه اسم "الجامع الأزهر" نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد التي ينتسب إليها الفاطميون.
استغرق بناء الجامع الأزهر ما يقرب من 27 شهرًا، وافتُتح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هجريا، الموافق 21 يونيو 972 ميلاديًا، وكانت مساحة الجامع عند البناء نصف مساحته الحالية التي تبلغ 12 ألف متر مربع تقريبًا، وحظى على مر العصور بالاهتمام في عمارته من حيث التوسعة والإنشاءات والترميم، التي كان آخرها "أعمال الترميم الشاملة" التي انتهت في 2018 بعد أن استمرت 3 سنوات تقريبًا.
لكن في سبتمبر 1171، أمر السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، مؤسس الدولة الأيوبية في ظل الراية العباسية، بتعطيل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر، وأنشأ عدة مدارس سُنية ليُعيد إلى مصر المذهب السني، وانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي بعد زوال دولة الفاطميين على يد صلاح الدين الأيوبي.

عودة صلاة الجمعة بعد 96 عاما
بعد نحو قرن من الزمان على تعطيل صلاة الجمعة بالجامع الأزهر بأمر من الناصر صلاح الدين الأيوبي، وبالتحديد في ديسمبر 1267، أقيمت صلاة الجمعة لأول مرة بالجامع الأزهر في عهد الظاهر بيبرس، سلطان مصر، ليصبح الجامع المركز الرئيسي للدراسات السُنية في مصر والعالم الإسلامي "وفق المذاهب الأربعة".
وازدهر الجامع الأزهر، في العصر المملوكي، حيث تسابق حكام المماليك على مصر في الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً، وتوسعوا في الإنفاق عليه والإضافة إلى بنيته المعمارية. 
وبعد زوال المماليك، جاء العصر العثماني، حيث أبدى سلاطين آل عثمان احترامًا كبيرًا للجامع الأزهر وأهله، دون أن يولوا بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه، بسبب وقوف الجامع الأزهر مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين.
وخلال الحملة الفرنسية على مصر كان الأزهر مركزًا للمقاومة، وفي رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى، وتحملوا ويلاتها وامتهنت حرمته، وفي أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبار علماء الأزهر لأقسى أنواع التعذيب والغرامات الفادحة، وصدرت الأوامر باعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، وظلت تُخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهر وسلطات الاحتلال الفرنسي حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد.
أما محمد على باشا فتقرب إلى علماء الجامع الأزهر ليوطد حكمه في مصر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده من الأسرة العلوية. وفي أعقاب ثورة يوليو 1952، تم إعلان قيام جامعة الأزهر رسميًا، في سنة 1961.