السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الخارجون عن الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تظنوا أن من في جماعة الإخوان يفهمون أو يدركون أو يستشعرون، هم في الحقيقة بقية من رجال، مسوخ بشرية تشوهت مشاعرها وتبلدت أحاسيسها، وتوقفت عقولها، وتيبست مفاصلها، ونستطيع أن نتحدث عن أمراضها من هنا إلى يوم الدين، ليست هذه مبالغة والله، ولكن الذي عليه الجماعة الآن هو قمة في الشوفينية والبرجماتية والفاشية، ويكفي الجماعة ذما أنها ترفع شعار الدين لتستلب عقول الصغار والبسطاء وهي في الحقيقة لا تبحث عن دين ، وإنما تبحث عن دنيا، لذلك خرج منها كل من يفهم، وكل من في قلبه ذرة من مشاعر، وبقي فيها تلك المسوخ البشرية ذات القلوب المشوهة.
وقد رصد المراقبون والباحثون مسلسل الهروب الكبير من الجماعة الذي حدث على مدار السنوات السابقة، وظهر للكل أن معظم الخارجين من الإخوان هم من أصحاب الكفاءات والملكات والموهبة، وقد وصل عدد من ترك الجماعة في الأعوام الأخيرة إلى عدة آلاف، وهذا الأمر لم يحدث من قبل قط، ولم يبق بالجماعة إلا أصحاب الأمراض النفسية المستعصية، وهم في ذلك ينطبق عليهم المثل البلدي القائل “,”ما يقعد على المداود إلا شر الـ ...“,” ولكن مع ذلك، وللإنصاف، أقول إن هناك عددا محدودا من أصحاب الكفاءات ما زال قابعا في الجماعة لا يقوى على الخروج والانفصال عن هذا السجن الذي عاشوا فيه أعمارهم، يألمون إذا خرجوا من الثلاجة التي احتفظت بهم ككيانات مجمدة، ولكن هؤلاء أصيبوا بالجمود والتيبس والشلل الفكري، ولكن من الغريب أن معظم الجالسين في ثلاجة الإخوان ليست عندهم شجاعة الإعلان عن مغادرة الجماعة عملا بسياسة (لا بحبك ولا قادر على بعدك).
مجموعة المجمدين يجلسون حاليا على قهوة المعاشات بلا حول ولا قوة تنظيمية، يتحسرون على أيام مضت كانوا فيها ملء السمع والبصر.
وإذا أردنا أن نتحدث عن الخارجين من الإخوان فحدث ولا حرج، وإذا غض كل واحد منا طرفه وأغمض عينه عن الكبار الذين خرجوا من التنظيم فلن يستطيع الحصر والعد، وعلى سبيل المثال لا الحصر كان من الخارجين من الكبار كل من الدكتور كمال الهلباوي والدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق، والأستاذ مختار نوح، والدكتور إبراهيم الزعفراني، والمهندس خالد داود، والمهندس حاتم الدفراوي، والمهندس هيثم خليل والأستاذ أحمد الحمراوي والأستاذ أحمد ربيع غزالي والدكتور سيد عبد الستار المليجي.
كان كل واحد من هؤلاء الخارجين أمة في حد ذاته، وكان للجميع أفضال كثيرة على الجماعة، إذ رفعوها وقدموها للرأي العام بعد أن كانت جماعة لا تضم إلا بضع مئات الذين خرجوا من سجون الستينيات، فكانوا مثل أهل الكهف لا يعرفون شيئا عن الواقع الجديد، ولا يدركون التغيرات المجتمعية والثقافية التي حدثت في البلاد، لذلك كان للشباب الذين دخلوا للجماعة في السبعينيات أكبر الفضل في الانتشار الذي حدث للإخوان فيما بعد، وإذا أردنا أن نضرب مثلا بمن هم قدموا الجماعة للأمة في ثوب جديد فأشهرهم هو المهندس خالد داوود الذي كان السبب في إنشاء تنظيم الإخوان بالإسكندرية وكان أول مسئول في السبعينيات عن الإخوان في محافظة الإسكندرية .
وقبل خالد داوود جاء دور مختار نوح المحامي الذي أدخل الإخوان إلى نقابة المحامين كآخر من خرجوا من الجماعة بشكل رسمي وكان في بادئ الأمر قد أعلن تجميد نفسه بعد أن أبعدته الجماعة مع سبق الإصرار والترصد عن قيادة المحامين وبعد إبعاده تقدم بأكثر من تظلم ولكن لا حياة لمن تنادي وكأنه كان يؤذن في مالطة وعندما أيقن أن إخوته ألقوه في غيابة الجب الإخواني أعلن تجميد عضويته وكأنه يقول بيدي لا بيد عزت أو الشاطر، ثم بعد برهة يسيرة عندما أدرك أن الشيخوخة دبت في مفاصل الجماعة أعلن خروجه من التنظيم رسميا ولسان حاله يقول أنا من ضيع في الإخوان عمره.
بعض الخارجين من الإخوان كتب تجربته وأسباب خروجه وكان من ضمن الذين كتبوا تجاربهم الدكتور السيد عبد الستار المليجي أمين عام نقابة العلميين وأحد المفكرين الكبار بالجماعة، وقد كان أحد القيادات الكبيرة في الإخوان حيث ساهم في يوم من الأيام مع لجنة في إدارة شئون الجماعة وقت أن كانت بعض القيادات قد هربت خارج البلاد قبل أحداث سبتمبر، وكان الدكتور المليجي هو أول من أماط اللثام عن التنظيم السري الذي يقود الجماعة.
هذه أسماء بعض المشاهير من أصحاب الفكر والرأي أو أصحاب الكفاءة ممن “,”نفدوا“,” بجلدهم من مستنقع الجماعة الراكد الآسن، أما من لم نستطع الحديث عنهم فهم أكثر من أن تستوعبهم عدة صفحات.