الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

17 وباءً فتاكًا هددوا حياة الإنسان على الأرض.. "البوابة نيوز" ترصد سلسلة أمراض قاتلة هددت العالم وتغلب عليها الإنسان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم الأربعاء الماضي، 11 مارس 2020، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن فيروس كورونا المسبّب لمرض "كوفيد-19" الذي يتفشى حول العالم "وباءً عالميًا"، لكنها أكدت أنه لا يزال من الممكن "السيطرة عليه".


وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية، حتى الآن، إلى تسجيل نحو 174 ألف و36 شخصًا بفيروس كورونا المستجد حول العالم، فيا بلغت الوفيات 6 آلاف و685 حالة، وشفى من الوباء 77 ألف و842 حالة. ومن بين تلك الأرقام، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، في مصر، إلى 150 من بينهم 80 مصريا.
وعلى مر التاريخ، شهدت البشرية العديد من الأوبئة والأمراض التي ضربت العالم وراح ضحيتها الملايين من البشر، لم تقل تهديدًا عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وتمكن الإنسان من التغلب عليها في النهاية.
"البوابة نيوز" تستعرض، خلال السطور التالية، سلسلة الأوبئة القاتلة، التي يأتي "كورنا" كحلقة أخيرة فيها:

(1) الطاعون الأنطوني
الطاعون من الأمراض المعدية القاتلة، وفي عام 165 ميلادية، تم لأول مرة تسجيل وباء "الطاعون الأنطوني"، بعدما تسبب في وفاة ما لا يقل عن 2000 شخص يوميًا، واستمر هذا الوباء في الانتشار إلى سنة 180 وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا. وبحسب بعض الدراسات الحديثة فإن الطاعون الأنطوني لم يكن سوى مرض الجدري وقد جاء تحديد المرض بناءً على وصف أعراضه التي دونها المؤرخ كاسيوس ديو.
(2) طاعون جستنيان
وباء ضرب الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو الإمبراطورية البيزنطية في آسيا وأفريقيا وأوروبا، بين عامي 541 و542، وسمى بهذا الاسم لظهوره في عهد الإمبراطور جستنيان الأول، وأسفر عن وفاة نحو 25 مليون شخص على الأقل، وقدر البعض ضحاياه بنحو 50 مليون. وتشير بعض الوثائق إلى أن هذا الوباء ظهر أولا في مصر وانتقل إلى القسطنطينية حيث كانت الإمبراطورية البيزنطية تحصل على احتياجاتها من الحبوب من مصر، وقد أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.
(3) الطاعون الأسود
بين عامي 1347 و1352، كانت أوروبا على موعد من وباء فتاك، عُرف باسم "الطاعون الأسود" وعُرف أيضًا بالموت الأسود، وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان قارة أوروبا، بعدما أسفر عن مقتل نحو 20 مليون شخص، وتسبب في وفاة ما يتراوح بين 75 مليونًا إلى 100 مليون نسمة حول العالم، ويُعتقد أن هذا الوباء نشأ في آسيا، وانتشر على الأرجح عن طريق البراغيث التي كانت في الفئران التي تعيش على متن السفن التجارية، لكن دراسة صدرت عام 2018 ذكرت أن البشر كانوا المسؤولين عن العدوى وليس الفئران.
وهاجم وباء "الطاعون" مصر خلال فترات متعددة، بين عامي 1347 و1349، وبحسب المؤرخ الدكتور محمد فارس الفارس، لقى نحو200 ألف مصري حتفهم بسببه بين القاهرة وبلبيس، فيما أوضح كتاب "حكايات منسية" للكاتب محمد أمير، أن الطاعون الأسود في مصر حصد الكثير من أرواح المصريين، لدرجة أن الطرقات امتلأت بجثث المصابين، وكان يخرج من القاهرة يوميا نحو 800 جثة لتدفن خارج العاصمة.
(4) طاعون لندن العظيم
بين عامي 1665 و1666، شهدت العاصمة البريطانية، لندن، ما عرف باسم طاعون لندن العظيم والذي وصلها قادما من هولندا، وتجاوز عدد ضحاياه الـ 100 ألف شخص، وهو ربع عدد سكان المدينة حينئذ، بحسب موقع history.com. وفي عام 2011 تمكن علماء من معرفة جينات جرثومة مرض "الموت الأسود" أو الطاعون من خلال استخراج أجزاء دقيقة من الحامض النووي للبكتيريا من أسنان جثث من العصور الوسطى عثر عليها في لندن، وقالوا إن هذه الجرثومة هي أصل كل البكتيريا المسببة للطاعون حديثًا.
(5) الطاعون العظيم بمدينة مارسيليا الفرنسية
في عام 1720 ضرب مدينة مارسيليا الفرنسية الطاعون العظيم، وتسبب في قتل 100 ألف شخص، حيث قُتل 50 ألف شخص داخل المدينة، وخلال العامين المقبلين حصد 50 ألف آخرين في شمال المقاطعات والبلدات المحيطة بها، وعلى الرغم من العدد الكبير من الوفيات، تعافت مارسيليا بسرعة من تفشي الطاعون.

(6) الحمى الصفراء
في عام 1793، انتشر وباء الحمى الصفراء بمنطقة فيلادلفيا الأمريكية، وهو مرض نزفي فيروسي حاد ينتقل عن طريق البعوض المُصاب بالعدوى، وتسبب في مقتل نحو 45 ألف شخص، بحسب موقع history.com. كما انتشر الوباء مرة أخرى في البرازيل، سنة 1932. وتظهر أعراض وخيمة على نسبة صغيرة من المرضى المصابين بالفيروس، ويموت نصفهم تقريبًا خلال 7 إلى 10 أيام، بحسب منظمة الصحة العالمية.
(7) الكوليرا
في عام 1820، ظهرت الكوليرا في مدينة كالكوتا في الهند ومنها انتشرت في جنوب آسيا والشرق الأوسط وساحل البحر الأبيض المتوسط وقد وصل هذا الوباء إلى الصين، وفتكت الكوليرا بالكثيرين في جنوب شرق آسيا، وبلغ عدد الضحايا في البداية أكثر من 100 ألف شخص. ومنذ بداية القرن التاسع عشر وإلى يومنا هذا سجلت 7 أوبئة من "الكوليرا"، وتسببت في وفاة ملايين من الناس على مستوى دول العالم، بينهم مصر.
(8) الجدري والحصبة والسعال الديكي
الجدري يُعد من بين أكثر الأمراض فتكا بالبشرية على الإطلاق، حيث دمر الجدري السكان الأصليين في أستراليا، ما أدى إلى مقتل نحو 50% منهم في السنوات الأولى من الاستعمار البريطاني. وفي الفترة ما بين 1848 و1849 تُشير التقديرات إلى وفاة نحو 40 ألف من أصل 150 ألف من سكان هاواي بسبب الحصبة والسعال الديكي والإنفلونزا. وفي عام 1875 قتلت الحصبة أكثر من 40 ألف فيجي، أى ما يقرب من ثلث السكان.
(9) طاعون منشوريا
بين عامي 1910 و1911، انتشر "طاعون منشوريا" في منطقة منشوريا في الصين، وتسبب فيه الفئران والبراغيث، وتسبب في قتل نحو 60 ألف شخص خلال عام واحد، بحسب موقع disasterhistory.org.
(10) الأنفلونزا الإسبانية
في عام 1918، اجتاح وباء الإنفلونزا الإسبانية العالم، وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن نحو 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى، وقد أودى بحياة ما يتراوح بين 40 و50 مليون. ووفقا للكتاب الموسوعي لهيئة جينس للأرقام القياسية الصادر بعنوان "الأرقام القياسية في الجرائم" فإن بسبب هذا المرض توفى بين شهري أبريل ونوفمبر من عام 1918، نحو 21 مليون و640 ألف نسمة.

(11) الإيدز
في عام 1976، ظهر الإيدز في الكونغو وانتشر في مختلف أنحاء العالم، وبلغ عدد المصابين نحو 36 مليونا. وفي عام 2014 توصل علماء إلى أن منشأ وباء الإيدز يعود إلى العشرينيات من القرن الماضي في مدينة كينشاسا الموجودة حاليًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقالوا إن "مزيجا من الأحداث" شمل النمو السكاني وتجارة الجنس وحركة السكك الحديدية سمح بانتشار فيروس "اتش اي في" المسبب للإيدز. وأضاف العلماء في دورية "ساينس" العلمية قائلين إنهم لجئوا إلى دراسة تاريخ الفيروس للتعرف على أصل الوباء.
(12) سارس
هو وباء تنفسي من مصدر حيواني، ظهر في الصين في 2002، وانتقل بسرعة إلى دول جنوب شرقي آسيا، كتايلاند وكمبوديا، ويصاب ضحاياه بصعوبة التنفس والتهاب حاد في الرئة. ويعتبر "سارس" من الأوبئة الفتاكة للإنسان إذ تسبب في مقتل 800 شخص من أصل 8000 مصاب، بحسب معهد "باستور" الفرنسي، ويشير المعهد إلى وجود تساؤلات لا تزال معلقة بخصوص هذا الوباء، أبرزها كيف تتنقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان؟ ولماذا لم يتم اكتشاف دواء فعال للقضاء على هذا الفيروس بشكل نهائي نظرا لخطورته؟
(13) إنفلونزا الطيور
ظهر هذا الوباء للمرة الأولى في 1997 لكنه انتشر من جديد في 2003 حيث أدى إلى وفاة ما يقارب 400 شخص حول العالم فضلا عن وفاة ملايين الدواجن، وإنفلونزا الطيور مرض فيروسي معد يصيب الطيور، لا سيما الطيور المائية البرية، ولا يتسبب في غالب الأحيان في ظهور أية علامات مرضية، وترجح مصادر عديدة أن الانتقال الأول لفيروس (H5N1) من الحيوان إلى الإنسان جرى في هونغ كونغ عام 1997.
(14) إنفلونزا الخنازير
انتشرت إنفلونزا الخنازير (H1N1) للمرة الأولى عام 2009 بالمكسيك، حيث عانى عدد كبير من السكان من مشكلات حادة في التنفس لم يعرف في البداية مصدرها، ثم انتقلت العدوى إلى دول أخرى، خاصة التي يكثر فيها تناول لحوم الخنازير. وتشير تقديرات غير مؤكدة إلى وفاة أكثر من 250 ألف شخص عبر العالم جراء هذا الفيروس. فيما وصل عدد الوفيات العرب في يناير 2010 إلى نحو ألف شخص ينتمون إلى 22 دولة.
(15) الإيبولا
ظهر وباء الإيبولا للمرة الأولى في السودان وزائير في 1976، وعاد مرة أخرى في عام 2013 بغينيا في أفريقيا، وانتشر سريعًا في الدول المجاورة، وتسبب في مقتل ما يقارب 6000 شخص، غالبيتهم في أفريقيا، وهو ينتمي لعائلة "الفيروسات الخيطية"، وأطلق عليه هذا الاسم لأنه يظهر على شكل خيط تحت الميكروسكوب، ويعد من أشد الفيروسات فتكا بحياة الإنسان ويصنف على أنه عامل بيولوجي ممرض من الدرجة الرابعة.
وظهر الإيبولا من جديد في 2018 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ورغم التدخل السريع للمنظمات الطبية والصحة العالمية، إلا أنه تسبب في مقتل نحو 2000 شخص حسب السلطات الصحية لهذه البلاد.

(16) فيروس "زيكا"
يعود تاريخ اكتشاف هذا الوباء للمرة الأولى إلى 1947 لدى قرد في غابة "زيكا" بأوغندا. وينتقل هذا الفيروس من شخص إلى آخر بلسعة "البعوضة الزاعجة"، وعاد مرة أخرى في 2015 بالبرازيل، حيث مس أكثر من 1.5 مليون شخص قبل أن ينتقل إلى دول أمريكا الجنوبية والوسطى الأخرى، وقد تم رصده في 23 دولة في القارة الأمريكية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على المستوى الدولي في 2016.
(17) كورونا
يأتي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" كحلقة أخيرة في سلسلة الأوبئة القاتلة التي تهدد الإنسان، ويثير تفشي فيروس كورونا مخاوف كبيرة حول العالم بالتزامن مع اتساع رقعته الجغرافية بشكل متواصل، ويُعتقد أن فيروس كورنا الجديد ظهر في بادئ الأمر في أواخر ديسمبر 2019 في "ووهان" بالصين في سوق لبيع الحيوانات البرية، وانتشر بسرعة مع كثافة تنقل المواطنين بمناسبة عطل رأس السنة، حيث انتقلت العدوى، في عضون أيام، إلى بانكوك في تايلاند وطوكيو في اليابان وسول في كوريا الجنوبية، ثم في مدن بكين وشنغهاي وجوانغدونغ في البر الصيني، وهونغ كونغ وماكاو، وإيفرت، وفيتنام، وسنغافورة.
ولم تنج الدول الأوروبية من هذا الفيروس الفتاك إذ شهدت كل من إيطاليا وفرنسا واليونان إصابات جديدة نتج عن بعضها وفيات، حيث أعلنت إيطاليا، اليوم الاثنين، تسجيل 349 حالة وفاة جديدة في يوم واحد. وتُشير الإحصائيات، حتى الآن، إلى تسجيل 175.536 إصابة بفيروس كورونا المستجد حول العالم، في حين بلغت الوفيات سبعة آلاف حالة، وشفي من الوباء 77842. وفي مصر، قال أسامة هيكل، وزير الإعلام، اليوم الاثنين، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، ارتفع إلى 150 من بينهم 80 مصريا.