رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أين الكمامات والقفازات والمطهرات؟.. نقص المستلزمات الطبية بعد كورونا وارتفاع أسعارها.. والشعبة: الأزمة خلقت سوقا سوداء تسعى لتحقيق الأرباح.. وحماية المستهلك ينصح بشرائها من الأماكن المعروفة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استغلالًا للأزمات التي قد يواجهها المجتمع بشكل عام، وأزمة انتشار فيروس كورونا تحديدًا، بعد إعلان مجلس الوزراء ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس داخل مصر إلى 126 حالة منهم 26 حالة ممن تماثل للشفاء، يواجه السوق فوضى ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية "الكمامات- القفازات- المطهرات" وغيابها في بعض الصيدليات.



ظهر فيروس كورونا في أواخر عام 2019 بمدينة "ووهان" الصينية، وانتشر خارج الصين في أكثر من 91 دولة حتى الآن، وأصبحت أوروبا بؤرة الوباء وفقًا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية، حيث أعلنت إيطاليا وهي أكثر الدول الأوروبية تضررا عن أكثر من 15100 إصابة وألف وفاة، وسجلت فرنسا 2860 حالة وفي ألمانيا سجلت 2369 إصابة، وبلغ عدد الإصابات في بريطانيا 798.
أعلنت المنظمة، حالة الطوارئ عالميًا، حيث إنها رفعت خطورة انتشار الفيروس في العالم إلى "أعلى مستوى"، صنفت الفيروس وباءً عالميًا، ونتيجة تزايد انتشاره يومًا بعد يوم وخاصةً في مصر، واتخاذ الحكومة عدة قرارات في ضوء الإجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها للحد من تفشي الفيروس بين المصريين، لجأ المواطنين لأخذ الاحتياطات الطبية التي تم الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وهي تطهير وغسل اليدين باستمرار، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة وارتداء "القفازات والكمامات" وغيرها.
زاد الإقبال على هذه المستلزمات بشكل كبير منذ بداية تفشي الفيروس وحتى الوقت الراهن، مما دفع بعض التجار إلى استغلال الأزمة ورفع أسعارها بشكل مبالغ فيه دون وجود رقابة على الأسواق والصيدليات، فضلًا عن إخفائها من السوق لزيادة الإقبال عليها ولرفع أسعارها لتحقيق الأرباح المرجوة من بعض المستغلين للأزمة، مما خلق سوق سوداء لهذه المستلزمات.

وفي هذا الإطار، يقول محمد إسماعيل عبده، رئيس الشعبة العامة لتجارة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية للقاهرة: إن الإقبال على المستلزمات الطبية "الكمامات- القفازات- المطهر أو معقم اليدين" زاد خلال الفترة الماضية والحالية أيضًا نتيجة زيادة حالات مصابة بفيروس كورونا، مشيرًا إلى أن إنتاج مصر من المستلزمات الطبية وخاصةً "الكمامات" ضعيف، حيث كان يتم استيرادها من الخارج، وبنسب كبيرة من الصين قبل ظهور الفيروس بها.
ويتابع عبده، أن زيادة الإقبال على هذه المستلزمات ساهم في خلق سوق سوداء لبيعها وبأسعار متفاوتة، بهدف تحقيق الأرباح والاستفادة من هذه الأزمة، دون الاهتمام بمدى كونها مطابقة للمواصفات العالمية أم لا، مؤكدًا أن المستلزمات الطبية المطابقة للمواصفات تواجدها في السوق حاليًا ضعيف جدًا، فضلًا عن المبالغة في أسعار بيعها إن تواجدت، مشددًا على ضرورة الحرص على اتباع الإرشادات الطبية التي تم الإعلان عنها من قبل منظمة الصحة العالمية.
ويستكمل، أن زيادة وتقوية الجهاز المناعي لجسم الإنسان ضروري لمواجهة فيروس كورونا، والتي تتحقق من خلال تناول الأطعمة والمشروبات والفيتامينات اللازمة لزيادة المناعة.

ويضيف إسلام محمد، صيدلي بإحدى الصيدليات الموجودة بحي دار السلام، في محافظة القاهرة، أنه بعد ظهور فيروس كورونا في الصين زاد الإقبال على شراء الكمامات والقفازات الطبية والمطهرات الكحولية بنسبة متوسطة، ولكن بعد ظهور الفيروس في مصر زاد الإقبال عليها بنسبة مرتفعة جدًا، ما أدى إلى قلة تواجد هذه المستلزمات بالصيدليات، خاصةً أن بعضها يتم استيراده من الخارج.
ويوضح "إسلام محمد"، أن أسعار الكمامات في الوقت الراهن ارتفعت خلال هذه الفترة، وتختلف من صيدلية لأخرى، حيث إن سعر الكمامة ذات اللون الأزرق أو الأبيض تتراوح ما بين 5 إلى 7 جنيهات، بعد ما كان يتم بيعها بجنيه واحد فقط، وهناك كمامة أخرى وهي "n95" يصل سعرها نحو 55 جنيهًا فأكثر، والتي كان سعرها قبل أزمة الفيروس نحو 8 جنيهات، أما عن المطهرات الكحولية زاد سعرها أيضًا، حيث إن العبوة الصغيرة كان سعرها 5 جنيهات، ولكنها الآن أصبحت تُباع بـ10 جنيهات فأكثر، ووصل سعر عبوة القفازات البيضاء 70 جنيهًا، وتُباع فردية ليصل سعر القفاز الواحد جنيه ليكون سعر اثنين من القفازات لليدين 2 جنيهًا.

كما تضيف الدكتورة سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، أنه هناك بعض الصيدليات التي توفر عروض على المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، مثل عمل عبوات يصل سعرها نحو 55 جنيهًا تشمل "كمامة- مطهر كحولي- صابون مطهر" وغيرها، لافتة إلى أنه هناك كميات من هذه المستلزمات بالأسواق ولكن يجب على المواطنين شرائها من الأماكن المعروفة "مصدر سليم".
وتستكمل الديب، أنه في ظل الأزمة يظهر البعض ممن يستغلون الفرصة بهدف تحقيق الأرباح من خلال عمل عبوات من المستلزمات الطبية المختلفة "مقلدة" وغير حقيقية، ولا تعطي التأثير المطلوب، وبالتالي الحصول على هذه المستلزمات يحتاج إلى شرائها من مصدر مضمون، فهناك أنواع عديدة ظهرت خلال هذه الفترة، إلا أن المنتجات الصادرة من الشركات المعروفة العالمية "ذات سمعة جيدة" لا بد أن تكون المصدر الوحيد للمواطنين، فهذا جزء هام جدًا لمحاربة الفيروس وتحقيق الوقاية.
وتؤكد، أن حماية المستهلك يخصص رقم الخط الساخن "19588"، لتوضيح المشكلات التي تواجه المواطنين، مشيرة إلى أنه على سبيل المثال كانت "الكمامة العادية" سعرها جنيه واحد فقط، ثم أصبح سعرها حاليًا نحو 5 جنيهات، حيث إن الأزمات تجعل الأسعار تختلف من مكان لآخر، فكانت "الكمامة ذات اللون الوردي" كانت تُباع قبل الأزمة بنحو 4 جنيهات، ولكنها الآن يصل سعرها نحو 15 جنيهًا، فمن يمتلك كميات من المستلزمات الطبية المختلفة يتحكم في أسعارها بما يحقق له أرباح، وبالتالي يتم الاستغلال من خلال رفع الأسعار يوميًا، نتيجة اضطرار المواطنين لشرائها مهما كانت تكلفتها لحماية أنفسهم من مخاطر التعرض للإصابة وانتقال العدوى.
وتشير إلى أنه فيما يخص المستلزمات الطبية، هناك ما يسمى بـ"التفتيش الصيدلي" الذي يتم التعاون ما بينه وبين جهاز حماية المستهلك للرقابة على الصيدليات، وفي تقديم مواطن شكوى أو إخبارية معينة عن أزمة ما في مكان معين، فلكل جزء رقابي يقوم به الجهاز يتم التعاون مع الجهة المعنية به والتنسيق معها، مثل الأسواق يتم التنسيق مع وزارة التموين والتجارة الداخلية من خلال "مفتشي التموين".