الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

آثار الطقس السيئ على المحاصيل الزراعية.. الوزارة: الأمطار غسلت الأشجار وقللت من الإصابة بالفطريات.. خليل: المناطق الصحراوية والمكشوفة الأكثر تضررا.. وأبو صدام: الرياح اقتلعت الأشجار وأسقطت الأزهار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعرضت البلاد إلى طقس سيئ، وهو ما كان صباح الخميس الماضي، حيث تساقطت أمطار غزيرة، كانت رعدية أحيانًا على بعض أنحاء البلاد، وبحسب بيانات الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فإن البلاد تشهد مُنذ الخميس وحتى صباح أمس السبت، حالة من عدم الاستقرار الشديدة في الأحوال، بداية من نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة ووصولها لحد العاصفة، كما تساقطت الأمطار الغزيرة، فيما تراوحت سرعة الرياح خلال هذه الفترة من 60 - 70 كيلو مترا في الساعة، في موجة طقس سيئة عرفت إعلاميا بـ"منخفض التنين".
وبجانب الشوارع التي غمرتها المياه، فإن المحاصيل الزراعية أيضًا تأثرت بسقوط الأمطار الغزيرة والسيول خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبينما صرحت وزارة الزراعة على لسان متحدثها الرسمي؛ الدكتور محمد القرش، بأن الأمطار التي شهدتها البلاد كان لها آثارًا إيجابية على الزراعة، حيث عملت على غسل الأشجار مما ساهم في عملية البناء الضوئي للنباتات بطريقة أفضل، إضافة لتقليل إصابة بعض النباتات بالفطريات إلا أنه على الجانب الآخر، تعالت أصوات المزارعين بالأضرار التي تعرضون لها جراء الطقس.

في البداية، يقول الدكتور سعيد خليل، رئيس قسم التحول الوراثي بمركز البحوث الزراعية، إن أزمة الطقس السيئ الأخيرة لها بالغ الأثر على المنتج الزراعي المصري، خاصة في المناطق الصحراوية والمكشوفة، حيث تأثرت المحاصيل والأشجار في الأراضي الطينية بالأمطار والرياح، وهو ما يجعل من وزارة الزراعة، مسئولة عن تعويض وحماية الإنتاج والمزارع.
ويضيف خليل لـ"البوابة نيوز": "القطاع الزراعي المصري يمثل حجر الزاوية في توفير الأمن الغذائي القومي، والمزارع المصري هو صمام الأمان، ولذلك هناك بعض الحلول التي لا بد أن تأخذها وزارة الزراعة في عين الاعتبار للحد من آثار الأزمة الأخيرة، وفي مقدمتها؛ حصر الأضرار التي أصابت المزارعين، وتقدير قيمة التلفيات بشكل دقيق وواقعي، عن طريق الإدارات والمديريات الزراعية بالمحافظات، إضافة لسن قانون عاجل لإنشاء صندوق لمجابهة المخاطر الطبيعية التي تواجه القطاع الزراعي".

وشدد مستشار وزارة الزراعة السابق على ضرورة تعويض المزارعين بشكل عادل عن الأضرار التي وقعت على إنتاجهم الزراعي سواء نباتي أو حيواني أو داجني أو سمكي، بجانب توجيه البنك الزراعي المصري بإعطاء قروض ميسرة للمتضررين من التغيرات المناخية، وأيضًا تكليف المراكز البحثية بوضع خطة مستقبلية للإنتاج الزراعي المصري على ضوء التغيرات المناخية التي تحدث وتؤثر على الإنتاج والإنتاجية.
من جانبه، يقول حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن أغلب المحاصيل الشتوية لا تتأثر بمياه الأمطار، وعلى رأسها؛ محصول القمح، الذي تصل مساحته إلى 3 ملايين و400 ألف فدان، حيث إن القمح محصول شتوي يحتاج هذا المناخ، ولا يتأثر بالرياح أو الأمطار الغزيرة، موضحًا أن الأمطار الأخيرة التي ضربت البلاد خلال اليومين السابقين، تأتي في الوقت الذي تتميز فيه أعواد القمح بالمرونة والقوة، وهو ما يجعل منها "ري مجاني" بالنسبة للمحصول؛ يقضي على الفطريات ويغسل الأتربة، ويساعده على ملء الحبوب.

وأضاف لـ"البوابة نيوز": "مناخ الأيام الماضية أيضًا ساهم في غسيل المتراكمة على الأشجار، إضافة لتزهير أشجار الزيتون والمانجو، كما يروي محصول البرسيم، الذي تزيد مساحته عن 2 مليون و500 ألف فدان"، وينوّه أبوصدام إلى أنه في المُقابل فإن الأمطار الغزيرة، التي تحولت إلى سيول، أدت إلى تجريف التربة والمحاصيل، بل واقتلعت الأشجار وأسقطت الأزهار، وأثرت على بعض محاصيل الخضروات في مراحل نموها الأولى، إضافة لخسائر ناتجة عن الرياح الشديدة في الصوب البلاستيكية وبدائية الصنع. 
ويشير أبوصدام إلى أن النقابة العامة للفلاحين تابعت ميدانيًا آثار موجة الطقس السيئ خلال الأيام الماضية، للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بالزراعة والمزارعين، وكان أبرزها ما تسببت فيه الرياح الشديدة؛ بداية من سقوط بعض أشجار النخيل والفاكهة ذات الأعمال والأطوال المتقدمة، مرورًا بتلف البلاستيك الذي يغطي بعض الصوب الزراعية، وتأثر محدود في زراعات القمح والفول البلدي، لكن من ناحية أُخرى، فإن الأمطار أفادت زراعات البرسيم والبصل والثوم والزيتون، وساهمت في غسيل جميع الزراعات.