الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حرائق النوادي الصحية تحصد أرواح الأبرياء.. خبير حماية مدنية: «الجهل بأساليب السلامة السبب الرئيسى.. وخبير أمني: «أغلبها غير مرخصة»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحولت النوادى الصحية، خلال الفترة الأخيرة، إلى سلاح قاتل يغتال الأبرياء في صمت داخل أماكن من المفترض أنهم ذهبوا إليها لقضاء وقت ممتع أو تلقى جلسات علاج طبيعى أو ممارسة الرياضة، ليعودوا لأسرهم جثثا هامدة، إلا أن الأمر أصبح ينذر بكارثة بعد تعدد الوقائع، حيث إن أغلبها وفيات جماعية لأشخاص حديثى الزواج، ويرى خبراء الحماية المدنية، أن السبب الرئيسى في ارتفاع حالات الوفيات، عدم توافر عوامل الأمان والحصول على تراخيص من الجهات المختصة لمزاولة المهنة، وعدم المعرفة بأساليب السلامة وقت نشوب الحريق، وقيام الضحايا بالغلق المحكم لأبواب الغرف، ليتسرب الدخان نحوها، فيؤدى إلى فقدان الوعى وتشنجات وإغماء في بعض الحالات أو يسبب الوفاة.


في منطقة النزهة بالقاهرة، لقيت فتاة تدعى «ندا» وعاملة فلبينية، مصرعيهما داخل حريق نادى صحى «سبا»، وكشفت تحقيقات النيابة، عن مفاجأة في الواقعة، حيث تبين أن المكان غير مرخص، كما دلت التحقيقات، أن ماسا كهربائيا وراء اندلاع الحريق وأن المتوفاة عروس جديدة لم يمض على زواجها سوى عدة أشهر.

وفى منطقة المهندسين بالجيزة، لقيت فتاة تدعى «سلمي» مصرعها، وأصيب ٤ آخرون، إثر اشتعال النيران، في غرفة مخصصة للساونا، داخل جيم رياضي، وتبين من خلال التحقيقين أن ماسا كهربائيا وراء الحريق.

وفى هذا السياق، قال اللواء ممدوح عبدالقادر، مساعد وزير الداخلية، ومدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق، إن حوادث الحرائق داخل النوادى الصحية تعد بمثابة قنابل موقوتة تهدد المجتمع، مشيرًا إلى أن هناك اشتراطات ضرورية، يجب على رواد تلك المراكز وضعها في عين الاعتبار، ونظرا لعدم المعرفة الصحيحة لأساليب السلامة عن اشتعال النيران، يتسبب ذلك في حصد أرواح العديد من الأشخاص يكون أغلبهم عرسان لم يمر على حفل زفافهم شهران أو ثلاثة، وهو ما حدث مع « ندا» ضحية مركز النزهة، حيث توجهت الأسبوع الماضى إلى النادى صحى، لعمل جلسات علاج طبيعي، ودخلت غرفة «سبا»، ومرت دقائق حتى شب حريق في المكان وحاول أحد الأشخاص الذى كان موجودا في المكان إنقاذها عن كسر الباب، إلا أنه فشل لتلقى ومعها العاملة الفلبينية مصرعيهما.

وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه عند اشتعال النيران يجب على الأشخاص الموجودين داخل الأماكن الانبطاح على الأرض، هربًا من الدخان الناتج عن الحريق، مشيرًا إلى أن تلك الأدخنة هى أشد خطرا على الأفراد، لأنها تؤدى إلى فقدان الوعى وتشنجات وإغماء في بعض الحالات أو تسبب الوفاة، الأمر الذى يتطلب منهم حال اندلاع النيران الخروج زحفًا نحو الخارج، مستطردا: «دخان الحرائق قاتل، واستنشاقه لمدة ١٥ ثانية يؤدى للوفاة».



وتابع خبير الحماية المدنية: إن ارتفاع نسبة عدد الحرائق داخل النوادى الصحية، يرجع إلى عدم الصيانة الدورية للأسلاك مع انتهاء مدة صلاحيتها بسبب الأحمال الزائدة عليها، أو الاعتماد على خامات غير مطابقة للمواصفات الفنية، عند إنشاء تلك المراكز وعمل توصيلات عشوائية داخل تلك الوحدات، وأشار إلى أن بعض المراكز تقوم بتشغيل عدد كبير من الأجهزة على مشترك واحد مما يتسبب في انصهار الأسلاك ومن ثم حدوث ماس كهربائى ونشوب حريق.

ووضع مدير الحماية المدنية الأسبق روشتة لمجابهة الحرائق تمثلت في فصل التيار الكهربائى عند القيام بأعمال النظافة عند غسيل الجدران والأسقف والأرضيات وعدم تشغيل الأجهزة الكهربائية قبل التأكد من عدم وجود تسرب غاز، وعدم تشغيل الأجهزة الكهربائية مدة من الوقت لتركها تبرد».

وفى ذات السياق، يقول اللواء الدكتور علاء الدين عبدالمجيد، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن معظم النوادى الصحية تكون غير مرخصة، الأمر يدفع بعض القائمين عليها للقيام بالأعمال غير المشروعة، مثل استقطاب راغبى المتعة لممارسة الرذيلة، أو ترويج المواد المخدرة، وهو ما حدث في منطقة مدينة نصر بالقاهرة، حيث نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط ٣ فتيات صينيات الجنسية، ومالك ناد صحى لإنشائه مركزا غير مرخص، وممارسة أعمال منافية للآداب، مقابل ٣٠٠ جنيه في الساعة، تحت ستار عمل جلسة مساج، والإقامة داخل البلاد بطريقة غير مشروعة.


وأضاف «عبدالمجيد» أن الأجهزة تبذل قصارى جهدها في هذا الصدد من خلال الحملات الأمنية الموسعة لضبط وغلق تلك المراكز، مشيرًا إلى أنه يجب على الأسر أن تقوم بتوعية أبنائها لتوخى الحذر من هذا الأمر الذى أصبح منتشرا بشكل كبير، رغم جود الأمن للحد منه، حيث إن تلك الشبكات باتت تروج لنفسها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لاصيطاد راغبى المتعة، عن طريق إعلانات المساج والتخسيس الوهمية، مستطردا: «يجب تشديد الرقابة على جميع النوادى الصحية، وتغليظ العقوبة على المخالفين حال ضبطهم».

أما عن الشروط التى يجب اتخاذها عند إنشاء «ناد صحي»، قال الدكتور فؤاد عبدالنبي، أستاذ القانون الدستوري، أن وزارة الصحة والسكان حددت وفقًا لقرارها رقم ٤٦٣ مجموعة من الضوابط الخاصة بتسجيل وترخيص صالات الألعاب البدنية والرياضية الجيم والأندية الصحية، ضوابط ترخيص وتسجيل النوادى الصحية، وهى شهادة تسجيل الأندية الصحية وصالات الجيم من الإدارة المركزية للطب الرياضى بوزارة الشباب، وصورة موافقة من نقابة المهن الرياضية، وصورة من عقد ملكية أو إيجار موثق بالشهر العقاري، ورسم هندسى موضح به توزيع وتقسيمات وحدات النادى الداخلية بالتفاصيل، عقد مدير فنى «طبيب»، وصورة ترخيص مزاولة مهنة، وصورة بطاقته، تجهيز النادى بـ«عجلة ثابتة»، جهاز سير متحرك، جهاز صعود مرتفعات، حمام ساونا، حمام بخار، جاكوزى، جهاز جيم لفرد واحد، ترابيزة تدليك رياضى، غرفة كشف مجهزة بطبيب، وعقد مدرب تربية رياضية، وأن تكون العمالة مصرية، وأكد أن أى مخالفات تعرض النادى للغلق الإدارى.