الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرياضة أخلاق وليست بطولات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرياضة أفيون الشعوب ومتعتها.. خاصة كرة القدم.. التى أصبحت في العصر الحديث.. اللعبة الشعبية الأولى.. بجانب العديد من الرياضات التى انحسرت عنها الأضواء.. بعد أن كانت الأولى والأهم لدى الشعوب في أزمنة غابرة.. كألعاب القوى والفروسية والرماية والمصارعة.. وكانت الرياضة دائمًا هى المنافسة السلمية بين الشعوب بعضها البعض.. وبين أفراد وجماعات الشعب الواحد.. وكانت دائمًا وسيلة سلام ومحبة.. ونشر البهجة بين الجميع.. ولم تكن أبدًا وسيلة للتعصب والفرقة والتشاحن والقطيعة.
وفى معظم شعوب العالم.. وفى جميع الألعاب والمنافسات الرياضية.. نرى المتنافسين.. فائز وخاسر يتصافحون ويتعانقون.. في التنس والمبارزة.. وحتى كرة القدم.. نرى في الدوريات الأوروبية اللاعبين من الفريقين.. يتصافحون ويتعانقون ويتضاحكون.. وكذلك المدربون يهنئ الخاسر منهم الفائز.. حتى عندما يختلف شخص عادى وليس رياضى مع آخر.. يقول له.. «خلى عندك روح رياضية».. على أساس أن الروح الرياضية تقبل النتائج مهما كانت.
أما في مصر فقد ظهرت في الملاعب وبين الجماهير روح التعصب والشغب.. وأصبحت الرياضة.. خاصة كرة القدم.. مجالا للمعارك والسب والقذف والسجال والجدال بين اللاعبين في الملاعب.. وبين الجماهير في المدرجات وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.. وساهم في تزكية نار التعصب والاختلاف.. إعلام متحيز غير واع.. مما أدى لما نراه الآن من وضع مترد وتراشق بالألفاظ وتوجيه الإهانات والبذاءات للاعبين والجماهير المتنافسة.. وتم منع حضور المشجعين للمباريات في مدرجات الملاعب تجنبا لعدم حدوث كارثة أخرى.. ككارثتي استاد بور سعيد والدفاع الجوي.
وزاد الطين بلة أن ينتقل تعصب لاعبى ومشجعى أكبر فريقين بمصر إلى خارج مصر.. في ضيافة دولة عربية شقيقة.. أعدت للمباراة أفضل إعداد.. لتليق بقطبى الكرة في مصر.. وقدر مصر ذاتها.. ولم يكن اللاعبون أو الجماهير على أى قدر من المسئولية والمظهر الذى كان يجب أن يظهروا به أمام الشعب المضيف.. وأمام شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام والصحافة العالمية.
نسى أولئك اللاعبون أن الرياضة أخلاق وهى ترويض للنفس قبل الجسد.. قبل أن تكون تنافسًا وفوزًا أو خسارة.. فما فائدة أن يكون اللاعب أو البطل بدون أخلاق.. وبدون وعى وتقدير للمواقف.. فمهما علا نجمه.. وتدلت على صدره الميداليات والأوسمة.. ولم يتحل بالأخلاق الرياضية.. فإنه سيفقد قيمته.. ويسقط قدره في نظر الجميع.. وتسود صفحته ويغيب في قاع النسيان.. لأنه لم يكن على قدر المسئولية التى حملها الجميع له.
إن ما حدث في مباراة الأهلى والزمالك التى أقيمت على لقب السوبر المصرى الخميس الماضى على ستاد محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبى من أحداث شغب بين الفريقين وجماهيرهم.. لا يجب أن يمر مرور الكرام.. ومجرد إيقاف وغرامات للاعبين والإداريين.. ولابد من وقفة جادة وعقاب رادع.. يجعل من يفكر في ارتكاب مثلما حدث.. يتراجع بل لا يفكر أصلا في ارتكابه.
لا بد من إعادة الرياضة المصرية إلى الريادة كما كانت.. محليًا وعربيًا وأفريقيًا ودوليًا.. فمصر كبيرة.. وما حدث في دولة الإمارات الشقيقة أساء لمصر.. وقيمة مصر أكبر من شطب لاعب أو لاعبين أو حتى فريق بأكمله.. ولابد من إعادة النظر في منظومة كرة القدم المصرية بالكامل.. ابتداء بالاتحاد الذى يدير اللعبة والاتيان بشخصيات غير متعصبة وغير منتمية لكيانات متنافسة.. تستطيع إدارة المنظومة بحرفية وحياد ونزاهة.. وتغليظ العقوبات على كل من يخطئ أو من تسول له نفسه أن يخطئ.. لأنه لا يخطئ في حق أشخاص.. ولكن يخطئ في حق وطن.