الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بعد ثلاثة أسابيع من إعلان ترامب.. هل جمدت إسرائيل نشاطها الاستيطاني ؟

 ترامب
ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"إسرائيل وافقت على تجميد النشاط الاستيطاني لمدة أربع سنوات في الوقت الذي يجري فيه التفاوض على إقامة دولة فلسطينية"، هكذا قال ترامب رئيس الولايات المتحده حين أعلن عن خطته للسلام في الثامن والعشرين من يناير الماضي، وأكد في تفاصيل الخطة التوقف الفورى عن أي نشاط استيطانى، كان قائما بالفعل في الوقت ذاته، ولكن بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان هل نفذت إسرائيل القرار؟.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية بتخطيطها لبناء مستوطنة جديدة تضم آلاف الوحدات الاستيطانية على أنقاض مطار قلنديا الدولي شمالي القدس الشرقية. 
ورغم إعلان ترامب في خطته للسلام على أن يتم تحويل المنطقة ذاتها إلى منطقة سياحية فلسطينية، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن تفاصيل الخطة وهي إعادة تكرار لخطة أعدت في الماضي، ولكن لم يجر تنفيذها.
الصحيفة أشارت إلى أن وزارة الإسكان الإسرائيلية شرعت منذ 10 أيام بوضع التفاصيل الرئيسية لهذه الخطة، وتلاصق المستوطنة المرتقب إقامتها حدود حي كفر عقب الذي اقترحت "صفقة ترامب" أن يكون عاصمة للدولة الفلسطينية.
وقد أقيم مطار قلنديا أيام الانتداب البريطاني في سنوات العشرينيات وبقي على حاله حتى الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 حينما أوقفت إسرائيل الرحلات الدولية إليه حتى أغلقته بشكل كامل في عام 2000 وحولته إلى قاعدة صغيرة لجيش الاحتلال.
وكان الفلسطينيون يأملون في أن يصبح المطار، الذي يبعده جدار الفصل العنصري الإسرائيلي عن الأراضي المحيطة بمدينة رام الله، يوما مطارا للدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتشمل الخطة 1243 دونما ومن المتوقع بناء 6900-9000 وحدة استيطانية عليها إلى جانب 300000 متر مربع من المساحات التجارية و45000 متر مربع للشركات الأخرى، إلى جانب الفندق، وخزان المياه وغيرها من المرافق.
ولفتت الصحيفة إلى أن المستوطنة ستخصص للإسرائيليين ولكن تتواجد في المنطقة، منذ سنوات طويلة منازل لـ15 عائلة فلسطينية ومسجد. 
وتكون هذه هي المستوطنة الأولى التي تقيمها إسرائيل بالقدس الشرقية منذ عام 1991 رغم توسعها في المستوطنات القائمة وإقامة جيوب استيطانية في داخل الأحياء الفلسطينية مثل سلوان ورأس العامود ووادي الجوز والشيخ جراح فضلا عن البلدة القديمة من المدينة.
وتضمن خطة ترامب قسما بعنوان "منطقة سياحية خاصة" ينص على أنه "ينبغي لدولة إسرائيل أن تسمح بتطوير دولة فلسطين لمنطقة سياحية خاصة في عطاروت، في منطقة معينة يتفق عليها الطرفان" وأضافت" يجب أن تكون هذه المنطقة منطقة سياحية عالمية يجب أن تدعم السياحة الإسلامية إلى القدس ومواقعها المقدسة".
وفي حين أن خطة ترامب لم تحدد بالضبط مساحة المنطقة السياحية التي تقترحها، إلا أن المخطط الاستيطاني الإسرائيلي يغطي جميع المناطق غير المبنية في المنطقة.
وكان قد نشر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأيام القليلة الماضية قائمة تضم 112 شركة لها أنشطة تجارية في المستوطنات الإسرائيلية التي اقامتها إسرائيل في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وهضبة الجولان السورية المحتلة. 
وضمت "القائمة السوداء"، 94 شركة إسرائيلية، و18 شركة من 6 دول أخرى.ومنها عدد من الشركات المصرفية، وشركات الهواتف المحمولة، وشركة البناء الإسرائيلية "أشتروم"، وشركة الاتصالات "بيزك"، وشركة التكنولوجيا "ماتريكس".
كما أدرجت شركة "بوكينج كوم" الهولندية، الخاصة بحجز الغرف والفنادق عبر الإنترنت، وثلاث شركات اخرى هولندية والشركات الأمريكية الناشطة في مجال السياحة "تريب أدفايزر"، و"إير بي إن بي"، و"إكسبيديا" وثلاث شركات بريطانية وشركتان فرنسيتان وواحدة مقرها في لوكسمبورغ وأخرى مقرها في تايلاند في عداد القائمة السوداء للشركات العاملة في المستوطنات.
في الوقت نفسه أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدء التحضير لخرائط ضم المستوطنات والأغوار وشمال البحر الميت بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، وقال نتنياهو خلال خطاب انتخابي لنشطاء حزب (الليكود) أقيم في مستوطنة (معاليه أدوميم ) أن حكومته بصدد رسم خريطة للأراضي التي ستكون جزءا من دولة إسرائيل بدعم الإدارة الأمريكية سواء قبلت أو امتنعت السلطة الفلسطينية التعامل مع "خطة السلام".
وفي محافظة نابلس تخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي لشق طريق استيطاني يربط مستوطنتي "عيلي" و"شيلو" المقامتين على أراضي المواطنين جنوب نابلس مع مستوطنات الاغوار. وهذا الطريق الاستيطاني يصل طوله إلى نحو 8 كم، ويمر من أراضي زراعية خصبة في قرى قريوت وجالود والمغير جنوب نابلس ومناطق شفا الغور، حتى أراضي قرية فصايل بالأغوار الوسطى. 
يذكر أن حكومة الاحتلال أقرت عام 2014 مخططا لشق عشرات الطرقات والشوارع الالتفافية لمستوطنات الضفة الغربية تمتد على طول 300 كم، بهدف الاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، وتعزيز سيطرتها على مناطق واسعة.