الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ومـا زال «الـنـيــل» يـجــــرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابعت بمزيد من الفخر بيان وزارة الخارجية والذى كشف عن نجاح «مفاوضات واشنطن» حول ملء سد النهضة والتوقيع نهاية فبراير، شعور بالارتياح والسعادة والطمأنينة بعد سنوات من القلق على حصة مصر من مياة النيل، وعلى ما يبدو فإن الدبلوماسية المصرية أثبتت قُدرتها على إقناع جميع الأطراف الدولية في كل القضايا التى تتعلق بالأمن القومى المصرى، دبلوماسية راقية وعاقلة ورزينة ومشهود لها بالكفاءة، دبلوماسية لها وجه واحد وما تقوله في السر هو ما تبوح به في العلن، دبلوماسية تُحقق توازنا في كل القضايا الإقليمية لما لها من ثقل دولى ومكانة محفوظة على مر السنين.
.. ورغم ما تمر به منطقة الشرق الأوسط من توترات ونزاعات وصراعات إلا أن «مصر» قادرة على الحفاظ على حقوقها وثرواتها، قادرة على تحقيق توازن في المنطقة، قادرة على حماية مُقدراتها وأمنها وحدودها، قادرة على الوقوف أمام المُخططات التى ما زالت مستمرة لنشر الفوضى في المنطقة، قادرة على إقناع دول العالم بعدالة قضيتنا، قادرة على إقناع الأمم المتحدة والضغط على الدول الفاعلة وتوصيل وجهات نظرها في مختلف القضايا العربية، وقادرة على توصيل وجهه النظر المصرية والخاصة بضرورة مجابهة الإرهاب ومموليه وداعميه ومُناصريه والذى يهدد كل الدول بلا استثناء.
.. ليس خافيًا على أحد ما يحدث من صراع في شرق البحر المتوسط، والتهديدات المستمرة من قِبل الحوثيين - التابعين تمويلًا وتسليحًا لـ «إيران» - لإيقاف الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، وعمليات نقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا، وانتشار الإرهابيين المنتمين لتنظيم القاعدة في منطقة جنوب الصحراء ومنها «تشاد ومالى والنيجر».. لذلك كان لزامًا على الدولة المصرية ودبلوماسيتها العريقة من التحرك بهدوءٍ وبنَفَسٍ طويلٍ للوصول لحل يرضى الطرفين في أزمة سد النهضة الأثيوبى، لأن مياه النيل بالنسبة للشعب المصرى تُمثل «شريان الحياة».. ومنذ قديم الأزل و«مصر» لها قدمان ثابتتان لا غنى عنهما هما (النيل والجيش)، ولو اختلت قدم، عرجت مصر، لأن (النيل) هو الحياة للمصريين، و(الجيش) من يحمى حياة المصريين.. لذلك نحمدُ الله أن «النيل ما زال يجرى وسيجرى في سلام».
.. نعم، ( ما زال النيل يجرى، وسيجرى في سلام ) رغم الظروف التى مررنا بها وشاهدناها ورأيناها وعيشناها منذ (١٠) سنوات.. رغم الإرهاب الذى يستهدفنا، والمؤامرات التى تُحاك ضدنا.. رغم تحريض الإعلام الغربى - غير المُحايد- ضدنا وتأييد بعضهم للجماعة الإرهابية.. رغم سفالة منظمات حقوق الإنسان التى تُمولها «قطر» ويُديرها عناصر إخوانية ومنها: «منظمة كوميتى فور جاستس» والتى يديرها الإخوانى «أحمد مفرح»، و«منظمة هيومان رايتس مونيتور» والتى يديرها الإخوانى «وليد شرابى» وتُشاركه في الإدارة الإخوانية «سلمى أشرف»، و«منظمة إفدى للديموقراطية» ويديرها الإخوانى «عبدالمجيد المرارى».. رغم مليارات الدولارات التى وُضعت تحت تصرُف «عزمى بشارة» لتشكيل مراكز دراسات فاسدة تنطق باسم الإخوان وتُصدِر تقاريرها لإهالة التراب على أى إصلاح سياسى أو اقتصادى أو اجتماعي في مصر.. رغم عدم حياد منظمات حقوقية دولية مثل «العفو الدولية» و«هيومان رايتس وواتش» و«فريدم هاوس» وهى من تؤازر الإخوان وتدافع عن عناصرهم المحكوم عليهم في قضايا إرهابية بأحكام قضائية نهائية باتة وهى بذلك تفقد نزاهتها ومصداقيتها التى انعدمت وفضائحها تتكرر بشكل مستمر منذ نجاح ثورة ٣٠ يونيو في الإطاحة بحكم الإخوان.
(وما زال النيل يجرى، وسيجرى في سلام) رغم ادعاءات الـ (BBC) البريطانية، و(DW) الألمانية، وصحف «الجارديان» البريطانية و«ينى شفق» التركية.. ورغم كذب قنوات الإخوان في إسطنبول ولندن.. رغم العمليات المستمرة من الهارب «بهى الدين حسن» مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان في لى الحقائق لحساب جهات التمويل التى تُساند الإخوان.. رغم الضجيج الذى يفعله أوغاد الجماعة الإرهابية الكبار ومنهم إبراهيم منير وعزام التميمى وعلى بطيخ ويحيى موسى ومحمود فتحى وأنس التكريتى ومجدى شلش وعمرو دراج.. رغم تحالفات الأفاعى ضد مصر في الخارج وتضم: توكل كرمان وأيمن نور ومحمود حسين ومدحت الحداد.. رغم تشكيل ما أسموه بـ «المجلس الثورى المصرى في الخارج» للتشهير بمصر والذى يضم: عصام تليمة وجمال حشمت وأسامة رشدى وصفىالدين حامد ومها عزام وأشرف بدرالدين ومجدى سالم وإيهاب شيحة.
(وما زال النيل يجرى، وسيجرى في سلام ) رغم ما تفعله قناة الجزيرة من كذب وتلفيق وتشهير واستمرار تحريضها على مصر، وتنسيقها الواضح مع الإرهابيين، لكن أبطال مصر في الجيش والشرطة سحقوا الإرهابيين وما زالوا يتتبعون فلولهم الهاربة للخلاص منهم نهائيًا.. رغم أخبارها الباطلة وتقاريرها الباطلة وفقراتها الجاهزة للنيل من مصر.. رغم موظفيها الإخوان ودفاعهم عن الإخوان وعملهم لحساب الإخوان.. رغم نسيانها المهنية وابتعادها عن الموضوعية ودهسها لكل قيم العروبة والأخوة والديموقراطية.
(وما زال النيل يجرى، وسيظل - إن شاء الله - يجرى في سلام) رغم محاولات انهاكنا وعرقلتنا وتركيعنا وكسرِنا وإيقاف مسيرتنا.. رغم الصعاب التى نواجهها والمشكلات التى لا تنتهى.. سيظل «نيلنا العظيم» يجرى ما دام في مصر رجال شرفاء يدافعون عن مياهنا وحقوقنا، يتفاوضون، وينجحون في الحفاظ على شريان الحياة لـ ١٠٠ مليون مصرى رغم أنف الكارهين وكيد الكائدين.