الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"المهرجانات الشعبية" تستحوذ على ذوق الشباب الموسيقي.. وانتقادات حادة لتأثيراتها السلبية على المجتمع.. خبراء: ضرورة تدخل الجهات الحكومية.. واقتراح بتأسيس وزارة الإرشاد القومي والإعلام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استحوذت أغاني المهرجانات الشعبية خلال هذه الفترة في مصر، على انتباه قاعدة شبابية كبيرة داخل المجتمع، ونالت إعجابهم، حيث إنهم يقبلون على سماعها تعبيرًا عن الفرحة أو من أجل الشعور بالسعادة.


أصبحت هذه الأغاني تتصدر قوائم البحث على مواقع وتطبيقات الأغاني مثل "يوتيوب- ساوند كلاود" وغيرهم.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تصدرت 7 أغاني "مهرجانات شعبية"، قائمة أكثر 50 أغنية سماعا على تطبيق الأغاني الشهير "ساوند كلاود"، وجاءت أغنية "بنت الجيران" لـ"حسن شاكوش"، ضمن أول 5 أغاني له متصدرة التطبيق، محققة 45 مليون مرة استماع، و4.5 مليون مرة الأسبوع الحالي فقط، وحصل على درع "يوتيوب" الذهبي بعد تخطي قناته على الموقع مليون مشترك بها.
ثم جاء ضمن المهرجانات المتصدرة في هذه القائمة "مهرجان شمس المجرة" لـ"عمر كمال وحمو بيكا وحسن شاكوش"، تليها أغنية "سامونيلا للفنان تميم يونس، ومهرجان " كارثه كارثه" لـ"حمو بيكا وحسن شاكوش"، ومهرجان آخر للثنائي "وداع يا دنيا وداع".
ونظرًا لزيادة جمهورها يومًا بعد يوم، أصبحت هذه المهرجانات ظاهرة مثيرة للجدل، كما أنها أصبحت غير مقتصرة على الأفراح أو الحفلات الشعبية فقط، بل يتم سماعها وتداولها بين مختلف الطبقات والفئات الشبابية المختلفة، حيث أصبحت أخبارها وتوقيتات عرض مهرجان جديد محل اهتماماتهم ومتابعة لمختلف الشباب، في ظل انتقادات فنية عديدة تؤكد تدهور مستوى الأغاني المصرية وتدني الذوق الموسيقي العام، فضلًا عن احتواء هذه المهرجانات على الألفاظ الخارجة التي تؤثر سلبًا على الأجيال القادمة، باعتبارها وسيلة لتدمير هذه الأجيال، وذلك وفقًا لما أكده خبراء النفس والاجتماع، موضحين نتائجها السلبية التي تحدث حاليًا في المجتمع.

دور كبير للدولة
وبدوره، يوضح الدكتور سمير عبد الفتاح، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس، أن المهرجانات الشعبية أصبحت وسيلة التواصل مع الشباب في الوقت الراهن، لأنها تستخدم "اللغة الدارجة" سواء في كل محافظة مثل الصعيد والأغاني الشعبية الصعيدية، والتي تلعب دور خطير في حياة الأفراد، لأنها قد تعبر عن أحوال المستمعين إليها من فئة الشباب تحديدًا، الذين قد يسعون إلى خلق لغتهم المشتركة للتعبير عن أحوالها الحزينة أو السعيدة، مضيفًا أن الدولة عليها دور كبير في هذا الأمر، حيث إنه يجب عليها الاهتمام بهذه النوعية من الفنون وإبعادها عن الابتذال والإسفاف، لأنها تبث ثقافة الشباب.
وأضاف عبد الفتاح، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن تدخل الدولة في هذه المهرجانات قد يساهم في تغير العادات السلبية الموجودة حاليًا داخل المجتمع، ويتأثر بها الشباب من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، وتحويلها إلى إيجابيات بأي شكل من الأشكال، بما يساهم في خفض نسب الجريمة وتعاطي المخدرات والخمور وغيرها، مطالبًا أن يكون للإعلامين ووسائل الإعلام أجمع دور في هذا التحول والتغيير لتعديل سلوك الأفراد فيما يخص هذه المهرجانات.


ساحة فنية غائبة
وتضيف الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم اجتماع بجامعة عين شمس، أن الدولة بحاجة إلى عمل خطوة مضادة لمواجهة المهرجانات الشعبية، فليس من الصحيح أن يذيع الإعلام، القائمين على هذه المهرجانات ويتم استضافتهم في البرامج التليفزيونية المختلفة، بما يعد وسيلة لتشجيعهم على الاستمرار في عمل المزيد من المهرجانات، موضحة أن الساحة الفنية عانت من غياب بعض الفنانين الحقيقيين لفترة طويلة بما سمحت بظهور المهرجانات وطغيانها على الساحة حاليًا.
وتابعت خضر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الدولة عليها دور في قضية الثقافة والسلوكيات والذي يحتاج إلى إعادة تنشيطه بكافة السبل المتاحة، قائلة: "لا يمكن أن يتم عرض برنامج على التليفزيون لمجموعة من المذيعات يقومن بالصراخ والنواح واستضافة أصحاب المهرجانات والرقص عليها أمام الجمهور وده مينفعش وبيستضيفوا الناس دي لأنهم يجدون أنها لزيادة جماهريتهم"، مشيرة إلى أن الدولة تسعى لتحقيق التنمية مما يتطلب أن يتم تنمية الشباب ثقافيًا وفكريًا بتقديم دراما محترمة وأغاني جيدة، حيث إن المهرجانات ساهمت في زيادة أعمال الجريمة في الشوارع.
وتؤكد، أن الإعلام والثقافة لهم دور مشترك قوي في مواجهة هذه النوعية من الانحدار المجتمعي، الذي يواجه 60% من الشباب، لافتة إلى أن أعمال البلطجة والتحرش ومعدلات الجريمة وغيرها من الجرائم والظواهر التي لم يعرفها المجتمع المصري من قبل ستزداد، وهناك حاجة لدور الثقافة والإعلام، مقترحة أن يتم إعادة عمل وزارة الإرشاد القومي والإعلام، وأن يكون لها دور على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها الوسيلة الأقرب للشباب.

تشويه للأغاني التراثية
كما قال الموسيقار حلمي بكر، إن المهرجانات الشعبية قضت على عالم الغناء المصري، حيث إنها بدأت بالمفردات الكلامية، فهي عشوائية وليست ارتقاء بالذوق، مؤكدًا أنها لا تمثل الأغاني الشعبية القديمة المتعارف عليها على مدى سنوات ماضية، فإن المهرجانات تعد تشويه لهذه الأغاني التراثية القديمة.
وتابع بكر، أن نقابة المهن الموسيقية تحتاج إلى الالتزام بالقانون وتفعيله خلال الفترة المقبلة للحد من الأزمة التي تسببها المهرجانات الشعبية، وتأثيرها المجتمعي الخطير، فهي تحتاج إلى موارد، حيث إن هذه المهرجانات سبب في الدخول إلى عصر الجهل.