الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"رمضان وبيكا وشاكوش" فقرة في العرض وستنتهي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يشغلني ما يفعله رمضان أو بيكا أو شاكوش أو غيرهم، لا أصب عليهم جام غضبي، ولا أتعجب من ثرائهم، ففي مرحلة الشفاء من المرض هناك ندبات تظهر على الجسد قبل أن يتعافى سرعانا ما تزول، ما يحدث ليس غريبا في مراحل السقوط، تلك ظواهر تحدث ضجيجا وتختفي، أمر طبيعي لا يستحق الغضب كما أنه لا يستحق الاهتمام، في النهاية كل هؤلاء بما جمعوه من أموال بكل هذا الحشد في الاستاد لا يبقون في ذاكرة الوطن، فقط هم كالشماريخ التي يستخدمها الجمهور تخطف العين إذا ما اشتعلت ثم لم يعد لها قيمة بعد انطفاء وهجها.
كلماتي هذه ليست هجوما على أحد بعينه، ولا تقليلا من أشخاص لهم دور في حكاية الحياة، لكنه دور ثانوي لن يرقى لأن يكون دور بطولة حتى لو انخدع الجمهور في لحظة وصفق لهم بحرارة، فالبطولة لا يمكن أبدا أن تصنعها الصدفة.
أما عن موضوع الأموال فهذا رزقهم ولله في هذا حكمة لا نعترض عليها، لكن المال ليس شيئا في حسبة التاريخ والتأريخ.
لا يمكنهم بكل ما جمعوه أن يشتروا سطرا واحدا في كتاب التاريخ ليظلوا هنا، هم يدركون أنهم مجرد عابرين استهوت حركاتهم الشقلباظية صبيان وفتيات الحي ففتحوا النوافذ يشاهدون العرض، الذي ربما يبهجهم للحظات لكنه لن يبقى في ذاكرتهم، مع مرور أراجوزات جدد بعروض أخرى.
ما يستوقفني في الأمر هو إصرار البعض على تقديمهم واقتناعه بأن يكسب أرضية لدى العوام بذلك، هؤلاء لم يتعلموا من الدروس السابقة، لم يعوا أن الناس بات لديها من الدهاء ما يجعلها تغير عادتها فباتت لا ترفض دعوة الندل على الطعام، بل باتت تذهب وتأكل طعامه وتخرج من معه تضحك عليه وتهاجمه، من يشاهد هؤلاء ويصفق لهم، هم أنفسهم من ينتقدونهم بعد دقائق أو بالأحرى بعد زوال تأثير تلك الجرعة المخدرة من "الهلس".
أحدثكم كشاب مؤمن بهذا البلد يعرف قدره، قرأ تاريخه جيدا وحفظ عن ظهر قلب طباع أهله، مصر مر بها الكثير مثل هؤلاء علقوا بثيابها كأوزار لكنها سرعانا ما تغتسل وتطهر نفسها وتعود لرونقها وجمالها.
لا أريد أن أفسد عليكم هذه الفقرة القصيرة جدا من عمر الوطن، لكن فقط أردت أن أذكركم أنها فترة للتخفيف، أعدها المصريون ضمن برنامج ثقافي طويل فقط للترفيه عن الأطفال، مع إرشادات صارمة بعدم التقليد، وإذا كنت تشكك فعليك أن تقف خارج أي حفلة وتسأل أي أب أو أم هل تحب أن ترى ابنك مثل هؤلاء؟ سيجيبك بلا قاطعة؟ اسأله ولا زوجة لابنتك تلك التي كانت تهتف له في الحفل؟ اسأل الأم.. اسأل الفتاة نفسها؟ اسأل شيخ أو قس.. كهل أو طفل.. ضابط.. أو مهندس.. أو أستاذ.. أو محام.. أو صحفي.. أو عامل.. اسأل نفسك؟ دون مزاح ستجد الإجابة.. ستعرف أنك لن ترضى أبدا أن تكون أراجوزا أو دمية مهما عرضوا عليك من أموال.
أما من روج واستضاف ودفع أموال للإعلان عن فقرة الأراجوز في العرض المسرحي فهو تاجر هدفه المكسب فلا يقف كثيرا عند التفاصيل، هدفه اقتناء لحظة الرواج، مثله مثل تاجر المخدرات، وهؤلاء ما هم إلا نوع جديد من المخدرات استهوى الزبائن ربما لبعض الوقت.. وعما قريب سيضيع المفعول.