رغم حداثة سنه إلا أن «سامح» الشاب الذى لم يكمل عامه التاسع عشر، والذى يقيم بمنطقة الرملة بمركز بنها محافظة القليوبية، كان يريد تحمل المسئولية وبناء أسرة من خلال عمل مشروع خاص به، فلم يقبل بأن يعمل مع والده في مجال المقاولات وقرر استئجار مكان وعمله «كافتيريا» لجلب مصاريفه والإنفاق على نفسه خاصة وهو طالب يتطلب احتياجات ومصاريف وسط قرنائه، وبدأت الأمور تتحسن يومًا تلو الآخر، ولكن ذلك الشاب كان حريصًا على عدم تعاطى أى شخص يجلس داخل الكافيتريا ملكه مواد مخدر أو بيع وشراء تلك السموم.
«معلش يا جزار هنا مش هينفع عاوزين ربنا يباركلنا في أكل عيشنا».. بهذه الكلمات رفض الشاب العشرينى قيام أحد الأشخاص ويدعى «محمد» وشهرته «الجزار» ببيع بعض الحبوب المخدرة داخل الكافتيريا، فأشعلت تلك الكلمات حربًا بين الطرفين وتشاجرا، ولكن تمكن الأهالى من فض النزاع بينهما ونهاية المشاجرة.
وبعد مرور يوم كامل لم يكن المتهم قد تناسى ما حدث، وظل يفكر بأنه لم يأخذ حقه من صاحب الكافتيريا فاستعان بصديقه وقررا التشاجر مع سامح وإصابته في وجهه حتى يصبح عبرة لغيره ممن يقفون ضد «الجزار»، وبالفعل قاموا بالتشاجر معه وأثناء ذلك قام أحدهما بإخراج سلاح أبيض «مطواة» من طيات ملابسه وقام بغرسها في جسد «سامح» صاحب الكافتيريا فسقط غارقًا في دمائه.
تجمع الأهالى وحاولوا إنقاذ المجنى عليه وأحضروا دراجة نارية «توك توك» وقاموا بحمل الشاب العشرينى والأسراع به إلى أقرب مستشفى ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور دخوله المستشفى بعدما نزف كمية كبيرة من الدماء، وكشف توقيع الكشف الطبى بمعرفة مفتش الصحة أن سبب الوفاة طعنة نافذة في الفخذ الأيمن بسلاح أبيض ذى نصل، وقام المستشفى بإخطار قسم شرطة بنها والذى حضر على الفور وقام بتحرير محضر بالواقعة.
«شكلت الإدارة العامة لمباحث القليوبية فريق بحث لكشف تفاصيل وملابسات الواقعة وضبط الجناة، والذى نجح في ضبط المتهم الرئيسي، والذى أدلى باعترافات تفصيلية عن الواقعة، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم الهارب، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات والتى أمرت بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات وضبط وإحضار المتهم الهارب، وصرحت بدفن الجثة بعد بيان الصفة التشريحية لها.
