يحل اليوم 3 فبراير الذكرى الخامسة لإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا على يد عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي حيث استشهد في مثل هذا اليوم 3 فبراير من عام 2015 ونشرت داعش الإرهابية فيديو مقلته عبر بعض المواقع مما اثار غضب العالم ورفض محلي ودولي لما قام به التنظيم الإرهابي، وردت الحكومة الأردنية على حرقه بإعدام ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي.
معاذ صافي يوسف الكساسبة من مواليد 29 مايو 1988 وهو طيار أردني برتبة ملازم أول وقع أسيرًا بأيدي تنظيم داعش الإرهابي، يوم 24 ديسمبر 2014، وذلك بعد سقوط طائرته الحربية من نوع إف-16 أثناء قيامها بمهمة عسكرية على مواقع داعش في محافظة الرقة شمالي سوريا.
التحق بكلية الحسين الجوية للطيران الحربي في مدينة المفرق بعد أن أنهى دراسته الثانوية في عام 2006 وتخرج منها عام 2009 ليلتحق بصفوف طياري سلاح الجو الملكي الأردني ورفع لرتبة ملازم أول في 2014، ووفقًا لمرؤوسيه وأقرانه يعد الكساسبة من أكثر الطيارين في سلاح الجو خبرةً وتميزًا. بعد وفاته تم ترفيعه إلى رتبة نقيب.
كان الطيار الكساسبة قائدًا لإحدى المقاتلات في سرب قوات التحالف، حيث كانت المهمة لملاحظة أي مضادات أرضية تطلق على الطائرات المشاركة للتحالف ومن ثم تقوم طائرة أخرى تابعة للتحالف بقصف الأهداف المحددة له بواسطة القنابل الليزرية الموجهة "جي بي يو" ثم تقوم طائرة أخرى ضمن التدخل العسكري ضد داعش بتطهير ثانوي للمكان، وما أن بدأت عمليات الدخول حتى سمع أحد مضادات الطائرات أصاب المحرك الخلفي بطائرته واشتعلت فيه النيران، ثم سقطت طائرته وهي مقاتلة من طراز إف-16 في محافظة الرقة شمالي سوريا، وقبل الارتطام قذف الكساسبة نفسه من الطائرة وبقي معلقًا في المظلة إلى أن هبط في نهر الفرات بمنطقة مائية تسيطر عليها تنظيم الدولة ووقع الكساسبة رهينة في أيدي التنظيم بعد أن أسره.
بعد الحادثة صرح وزير الإعلام الأردني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني بسقوط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني ووقوع قائدها أسيرًا لدى تنظيم الدولة وما ظل الغموض يحيط بكيفية سقوط طائرة الكساسبة الإف-16، إذ تصرح مصادر أن الطائرة سقطت بعد إصابتها بصاروخ أرض-جو موجه بالأشعة تحت الحمراء "حراري" من قبل قوات داعش، وصرح مصادر أخر أن داعش لم يسقط الطائرة بل أنها عانت من أعطال فنية وأعطال في نظام الملاحة مما أدى إلى سقوطها في الرقة.
نفى الجيش الأمريكي أن يكون تنظيم الدولة أسقط الطائرة الحربية الأردنية في مدينة الرقة وقالت القيادة الأمريكية الوسطى التي تشرف على عمليات التحالف الجوية فوق العراق وسوريا إن الأدلة تشير بوضوح إلى أن داعش لم يسقط المقاتلة الأردنية وقال والد معاذ الكساسبة أن الإماراتية مريم المنصوري أطلقت صاروخ نحو الطائرة الأردنية مما تسبب في إسقاطها ووقوع معاذ في الأسر، وإثر ذلك أعلنت الإمارات العربية المتحدة الانسحاب من التحالف وعلقت مشاركتها في ضربات التحالف خوفا على سلامة طياريها وبذلت جهود أردنية-دولية مكثفة للإفراج عن الأسير الكساسبة بحسب الناطق باسم الحكومة الأردنية.
وبدأت الحكومة الأردنية بإجراء مفاوضات غير مباشرة لإطلاق سراح الطيار مقابل الإفراج عن ساجدة الريشاوي -دون ان يكون هناك اي اهتمام أو استجابة من تنظيم داعش بالتبادل- المتهمة بتفجيرات عمان في 9 نوفمبر 2005 لكن داعش عرضت أن تسلم الرهينة الياباني الثاني كينجي غوتو الذي قامت بإعدامه في 31 يناير 2015 وطلبت السلطات الأردنية إعطاء دليل على سلامة الطيار الكساسبة لكن لم يتم ذلك واستمرت المفاوضات السرية حتى اللحظة الأخيرة في 3 فبراير 2015.
إلى أن تم إعدامه حرقًا وهو حي على يد عناصر تنظيم داعش نفس اليوم، حيث كان يقف داخل قفص حديدي مغلق وأعلن التلفزيون الأردني عن وفاته يوم 3 فبراير 2015 وذلك بعد أن قامت مواقع تابعة لتنظيم داعش برفع صور ومقطع فيديو لعملية حرقه وقد أعلن التلفزيون الأردني أن هناك احتمال بأن إعدام الطيار تم يوم 3 يناير 2015 وليس 3 فبراير 2015 كما اذاع فيديو حرقه المنسوب لداعش.
بعد إعلان وفاته، قام الملك عبد الله الثاني بن الحسين بقطع زيارته الرسمية للولايات المتحدة، وشهد مقتله ردود فعل عالمية ومحلية وغضب من كل قادة العالم خاصة أن فيديو حرقة غير إنساني واثر في العالم.
