الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الختان عادة وليست فريضة.. طبيب نفسي: نوع من الإجحاف واغتصاب معنوي للأنثى.. الإفتاء: مخالفة للشريعة الإسلامية.. استطلاع رأي: خرافات تسبب مشكلات ضخمة بعد الزواج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت محافظة أسيوط حادثة لم تكن الأولى من نوعها ولكنها هزت القلوب، إثر وفاة الطفلة ندى حسين، التي تبلغ من العمر 12 عاما بقرية الحواتكة مركز منفلوط بعد إجراء عملية ختان لها بإحدى العيادات على يد طبيب أخصائي نساء وولادة بالمعاش، والذي أجرى لها عملية ختان وبرفقتها والدها ووالدتها وخالها، وبعد خروجها حدثت مضاعفات لها حاول الطبيب تداركها غير أنها فارقت الحياة.
وأدانت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة، بأشد العبارات الحادث المأساوى الذى تعرضت له الطفلة، وتم القبض على الطبيب ووالد الطفلة الضحية، وتباشر النيابة العام تحقيقاتها في هذه الجريمة.

بدورها عبّرت رئيس المجلس القومى للمرأة، الدكتورة مايا مرسى، عن بالغ غضبها وأسفها لوفاة ضحية جديدة لجريمة ختان الإناث، مستنكرة إصرار بعض الأسر التضحية ببناتهم في سبيل الحفاظ على ممارسة مجتمعية ذميمة، مطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على كل من شارك في ارتكاب هذه الجريمة البشعة في حق طفلة بريئة حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه تكرار هذه الجرائم.
وأشارت إلى أن اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث تتواصل مع الجهات المعنية منذ اللحظة الأولى لمعرفة هذه الجريمة للوقوف على كافة الملابسات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

كما أدانت الدكتورة عزة العشماوى، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، هذه الواقعة بوصفها انتهاكًا صارخًا لحقوق الطفل وتخالف أحكام قانون الطفل الصادر بالقانون رقم 12 لسنة 1996، المعدل بالقانون 126 لسنة 2008، والمادة 242 مكرر من قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937" المستبدلة بالقانون رقم 78 لسنة 2016، والتي قررت عقوبة السجن من خمس إلى سبع سنوات لكل من قام بختان لأنثى، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو أفضى ذلك الفعل إلى الموت والمادة 242 مكرر أ المضافة بذات القانون التى قررت الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات لكل من طلب ختان أنثى وتم ختانها بناءً على طلبه.
وتأتي المادة 10 من القانون رقم 415 لسنة 1954 في شأن مزاولة مهنة الطب، وقرار وزير الصحة رقم 271 لسنة 2007، الصادر بتاريخ 28/6/2007 في شأن حظر إجراء الأطباء وأعضاء هيئات التمريض وغيرهم أى قطع أو تسوية أو تعديل لأى جزء طبيعى من الجهاز التناسلى للأنثى الختان سواء تم ذلك في المستشفيات الحكومية أو غيرها من الأماكن الأخرى.
جدير بالذكر أن "اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث" تم تشكيلها في مايو 2019 بهدف القضاء على ختان الإناث في مصر وتضم اللجنة أعضاء من كافة شركاء التنمية من الوزارات المعنية والجهات القضائية المختصة والأزهر الشريف والكنائس المصرية الثلاث والمجتمع المدنى.
نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إحصائية لها توضح نسبة الفتيات والنساء اللاتي أجريت لهن عمليات ختان بين أعمار 12 و45 عاما في بلغت نسبتهن في مصر 87%.
كما أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لم يرد نص شرعي يأمر المسلمين بأن يختنوا بناتهم، كما لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام بختان بناته الكرام، وأوضحت أن بعض المتصدرين للفتوى يزعمون بدون علم أن منع الجهات الصحية المسئولة لعمليات "ختان الإناث" يعد مخالفة للشريعة الإسلامية.
وأضافت أنه عادة انتشرت بين دول حوض النيل قديما، فكان المصريون القدماء يختنون الإناث، ولم تقف تلك العادة على دول حوض النيل بل انتقلت إلى بعض مناطق العرب.

وأجرت "البوابة نيوز" استطلاع رأي للناس لمعرفة مدى تقبلهم أو رفضهم لعملية الختان، وفي هذا السياق رأت أسماء محمد، 27 سنة، حاصلة على بكالوريوس تجارة، أن ختان الإناث عادة سيئة وتسبب للفتيات مشكلات ضخمة خاصة بعد الزواج مما يترتب عليه عدم الشعور والإحساس التي دائما نعاني منه ولا نعرف السبب ولكن الآن مع تطور العلم والطب علمنا من الدراسات أن أسباب عدم الرغبة عند السيدات هو استئصال جزء من المهبل. 
وتابعت: "الأطفال هم من يدفعون أخطاء العادات والتقاليد والأهل الذين لا يدركون خطر هذه العادة"، مشيرة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يختن إحدى بناته أو أحفاده، واعتبرتها على حق قولها أنها "خرافات فقط، فختان الإناث جريمة أخلاقية في الأساس في حقنا".
ورأت هبة إبراهيم، طالبة، فتاة عشرينية، أن ختان الإناث أصبح عارا على التكنولوجيا التي أصبحت تتقدم كل يوم وتثبت مدى خطورة قطع جزء من جسد المرأة خاصة من مكان حساس يؤدي للوفاة والعجز، فلا شك أن الأهالي ما زالوا يعانون من أفكار العادات والتقاليد التي تتضمن خطأ فادحا وكبيرا نتيجة استمرار إحداث العادة تحت مسمى العفة "الأب والأم بالنسبة لي مجردين من المشاعر على مواقفة قطع جزء من جسم طفلتهما البريئة".

وفي نفس السياق أوضحت كريمة، موظفة، في نهاية العقد الثلاثين، قديما كنت أسمع جيراني وأمي يقولون إن طهارة البنت تجعلها تتحكم في شهوتها كعادات وتقاليد ودائما يرددون أن البنت من غير طهارة مثل الولد لا فرق بينهما، ولكنه من وجهة نظري أن السيدة تفقد الكثير من الحب والإحساس بزوجها وأنوثتها نتيجة هذا الفعل السيئ الذي يقضي علينا مبكرا في زهرة عمرنا وقد تدفع البنت ثمن الجهل بموتها.
وأدرفت:" بالرغم من التحذيرات وأحاديث الأزهر عن منع ختان الإناث إلى أن العادة ما زالت مستمرة ويفعلها الكثيرون خاصة في الأماكن الريفية التي يقل فيها الإرشاد والتوعية"، وطالبت بتفعيل دور الوحدات الصحية لتوعية الأهالي وإرشادهم وتغيير الفكر الخاطئ التي يستحوذ على عقلهم فيما يخص هذه العادة التي تضر البنت.
من جهته قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، المتخصص في الأمراض النفسية: "ختان الإناث ثقافة تم ربطها بالدين فبعض الناس ما زالت مصممة عليها بحجة أنها عفة للبنت عن طريق "قطع جزء من البظر وبالتالي يقلل من رغبتها الجنسية، وفي معتقداتهم أنهم يحافظون عليها"، مؤكدا أنه يعتبر هذا النوع من الإجحاف ضد البنت، إلى جانب أنه ضغط عصبي أثناء العملية نفسها كما يعتبر نوعا من الاغتصاب المعنوي.
وأكد أن هناك من 1% إلى 2% يصابون بصدمة عصبية وترفض العملية الجنسية، وذلك لأن البنت تضع في مخيلتها أن العملية الجنسية نوع من الأذى وإهدار للكرامة وهذه العملية تحافظ عليها وذلك طبقا لتلقين الأم أو الخالة لها، فهنا البنت تبعد كل البعد عن العلاقة الجنسية التي تربطها بزوجها، فالخطورة النفسية والبدنية الناتجة لدى الفتيات جريمة.
وتابع:" أن الدين بريء من تلك العادات وما هي إلا معتقدات وموروثات قديمة، فالكثير من الموروثات التي ليس لها أساس من الصحة يتم دخولها في الدين لتبرير الخطأ"، وطالب بتشديد العقاب، لأن العقاب من 5 لـ7سنوات ليس حلا وإنما تشديده سيمنع إجراء هذه العملية خوفا من العقاب الواقع على المشتركين والفاعل للعملية.