الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

«الثقافة».. سلاح الإخوان للسيطرة على النخبة السودانية.. صناعة هوية سودانية تتماشى مع مخططات تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد الثقافة أبرز أدوات النظام القطرى للتغلغل والسيطرة على القرار السودانى عبر «ربط» المثقفين والنخبة السودانية بالدوحة وصناعة هوية سودانية تتماشى مع مخططات تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان، بمغريات عديدة ومنح متعددة، لتضمن سيطرة قطر على الشارع الثقافى السودانى، ومن ثم الشارع السلطة في السودان.
ويشكل الملحق الثقافى القطرى في السودان والمؤسسات الثقافية والاجتماعية القطرية، أذرع الدوحة وتنظيم الحمدين للسيطرة على وعى النخبة والشارع الثقافى السودانى، بما يخلق ظهيرا شعبيا وثقافيا لمخططات الدوحة في بلاد النيل، بدعم من نظام عمر البشير، والذى كان على رأس نظام الإخوان الحاكم في السودان.


المكتبة الوطنية السودانية
وقّعت قطر مع نظام البشير في ٢٠١٨، مذكرات تفاهم لإنشاء مبنى المكتبة الوطنية السودانية. وبإنشاء قطر المكتبة الوطنية، تكون وضعت يدها على التراث القومى والإنتاج الفكرى والوثائق التاريخية للسودان، وفى مقدمتها الوثائق المحفوظة في دار الوثائق القومية، والذى تأسس في عام ١٩١٦م.
وفى ٢ يناير الجارى، أصدر وزير الثقافة والإعلام السودانى فيصل محمد صالح، قرارا بتشكيل لجنة لدراسة وضع المكتبة الوطنية في السودان. ونص القرار على دراسة وضع المكتبة الوطنية في السودان، واقتراح سبل تطويرها، وإعداد مشروع لقانون المكتبة الوطنية، والهياكل الإدارية المقترحة.


الدور القطرى
ولفت الدكتور حسب الرسول أحمد الشيخ بدر، وزير الدولة بوزارة الثقافة السودانية الأسبق، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، إلى أن السودان استفاد بصورة مباشرة من الخبرات والتجارب القطرية في إعلاء مجالات التنمية الثقافية، كما وفرت اتفاقية سلام الدوحة منصة دولية لنشر ثقافة السلام والتنمية الاجتماعية، مما مكن السودان من التواصل العالمى، مستفيدا من المنصات القطرية المعرفية الدولية التى فتحت مجالات متقدمة في هذا الخصوص، خاصة فيما يتعلق بالمحافظة على التراث وتشجيع الاكتشاف والابتكار وصقل الجانب الروحى الإنسانى ليكون دافعا لتحقيق استدامة الاستقرار والتنمية، على حد قوله.
كذلك هناك العديد من مذكرات التفاهم بين الدوحة ونظام البشير، في المجال الثقافى؛ فقد وقعت مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية في يونيو ٢٠١٨، مذكرة تفاهم جمعتها بالمركز الثقافى السودانى بالدوحة، والتى تتضمن بناء قاعة متعددة الأغراض لفائدة أبناء الجالية السودانية بتكلفة مليون ريـال قطرى.


مؤسسات قطرية
كذلك تنشط مؤسسة جاسم وحمد بن جاسم الخيرية في السودان، وجمعية قطر الخيرية، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، وأيضا عبر استضافة المؤسسات الثقافية القطرية للأدباء والمفكرين السودانيين.
وافتتحت قطر الخيرية، في أكتوبر ٢٠١٨، مكتبة الجابر الوقفية بالجامع الكبير بالخرطوم بحرى، بحضور رجل الأعمال القطرى محمد سلطان الجابر، وعدد من الشخصيات الرسمية السودانية والدبلوماسية القطرية والعربية.
وتبلغ مساحة المكتبة نحو ١٠٠٠ متر مربع، وتتكون من ٤ طوابق، وتتضمّن قاعات للمطالعة، ومكاتب إدارية، إضافة إلى قاعات خاصة بالورش والندوات، وتم تزويدها حتى الآن بـ ٥٠٠٠ كتاب من أمهات الكتب. وتهدف المكتبة إلى المساعدة في توفير مصادر المعرفة والمعلومات للتشجيع على البحث العلمى والتعلم الذاتى، والتثقيف الذاتى، وتنمية مهارات أفراد المجتمع، وتعويدهم على المطالعة وتحبيب القراءة لهم.

استضافة الأدباء والمفكرين

استضاف الملتقى القطرى للمؤلفين، أدباء سودانيين، لمناقشة أعمالهم الأدبية، كمناقشة رواية «بنفسج في حديقة البارود» للكاتبة الدكتورة زينب السعيد، كنموذج من الأدب السودانى المعاصر. 
وقالت الكاتبة مريم ياسين الحمادى، مديرة الملتقى القطرى للمؤلّفين، إن الملتقى ينظم أسبوعيًا جلستين، إحداهما نقدية، والثانية للتعريف بكتاب جديد للمبدعين القطريين، كما يتم تنظيم ندوات شهرية تتم خلالها استضافة مبدعين ممن لديهم خبرات تفيد بالكتّاب الشباب، وتسهم في إثراء الحراك الثقافى بالدولة، ومن هنا جاءت استضافة الكاتبة السودانية الدكتورة زينب السعيد كإحدى الأصوات الروائية المتميزة، في إطار التعاون مع المركز الثقافى السودانى بالدوحة.


جائزة كتارا

كذلك تشكل جائزة «كتارا للأدب الروائى»، وهى إحدى الجوائز القطرية في مجال الأدب، جسرا للاختراق القطرى للسودان، والسيطرة على مزاج الشارع الثقافى السودانى، ومصادرة النخبة السودانية لصالح المشروع القطرى الإخوانى في المنطقة.
وقد فاز الكاتب والروائى السودانى عمر أحمد فضل الله، بجائزة «كتارا للأدب الروائى» للعام ٢٠١٨، وذلك عن روايته «أنفاس صليحة». كما فاز الروائى السودانى على الرفاعى بجائزة كتارا في ٢٠١٦، عن روايته «جينات عائلة ميرو» في فئة الروايات غير المنشورة.
وقال الروائى السودانى عمر فضل الله، إن جائزة كتارا خلقت مجتمعا أدبيا جديدا في العالم العربى، واستطاعت في غضون خمس سنوات أن تكون في طليعة الجوائز الأدبية في المنطقة.
ويوضح فضل الله، أن كتارا أوجدت كيانا جديدا قابلا للحياة والاستمرار، وستكون له تأثيرات إيجابية كبيرة على مسار الرواية العربية في المستقبل، فضلا عن تمكين الروائى من لقاء خلاصة العقول العربية في مجال الرواية من نقاد وأدباء ومثقفين، وتبادل المعرفة والأفكار واكتساب مهارات جديدة.

إعادة هيكلة الثقافة
يرى كثيرون أن وزارة الثقافة والإعلام السودانية، تعرضت إلى التفكيك والتجريف في عهد نظام عمر البشير، وسلمت الشارع الثقافى السودانى لقطر وتنظيم الإخوان. وقال وكيل أول وزارة الثقافة والإعلام السودانية رشيد سعيد يعقوب، إنهم يعملون على تفكيك المؤسسات التابعة لجهاز الأمن وإعادة الثقافة إلى أداء دورها في الشارع السودانى.
وأضاف أن وزارته تعمل على خطة ثقافية إستراتيجية شاملة، تلبى متطلبات المرحلة الحالية وتعزز السلام، ويقول: «فشل الدولة السودانية يرجع إلى الفشل في إدارة التنوع الثقافى»، ويتابع: «ستتيح الخطة المجال واسعًا أمام الثقافات السودانية المتنوعة، لتعبر عن نفسها في كل أجهزة إعلام الدولة، بما يجعل الثقافة جسرًا يعبر به السودانيون من الحروب والمجاعات إلى فضاءات السلام والتعايش السلمى والبناء الوطنى».
وتعهد أن تستوعب وزارته الشباب، لأنهم الوقود الذى أسهم في انتصار الثورة، ويقول: «سنعمل على استيعاب ٢٥٠ من الشباب ضمن الميزانية الجديدة للوزارة، ونفتح الباب لتمويل المبادرات الشبابية في الفنون والسينما والمسرح والموسيقى».