الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أردوغان السمسار الذي حوَّل المعارضة لمرتزقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وبعد كل الذي عمل عليه أردوغان في تنفيذ أجندته في سوريا إن كان بشكل غير مباشر عن طريق داعش وأخواتها من المرتزقة والإرهابيين أو بشكل مباشر، إلا أن مخططاته فشلت بشكل كبير نتيجة المقاومة التي لاقاها في الشمال السوري. 
منذ بداية الأزمة السورية عمل أردوغان على شراء ذمم الفصائل التي كانت تدّعي المعارضة والتي قبلت أن ترتمي في أحضان تركيا. إلا أنه ثبت بما لا يقبل الشك بأن أردوغان كان يستثمر بالمعارضة لأجنداته الخاصة في "عثمنة" المنطقة وإحيائها من جديد ولو كانت على حساب المرتزقة الذين قبِلوا بالخنوع والانطواء لأردوغان.
الآن وبعد اقتراب الأزمة السورية من عامها العاشر، نرى أنَّ من كانوا يحسبون أنفسهم من المعارضة التي تحمل "مشروعًا وطنيًا" لكل سوريا كما زعمت، تحولت بقدرة أردوغان إلى مجرد مرتزقة يبيعهم في أسواق النخاسة والارتزاقية بحفنة من المال. هذه المعارضة أقل ما يجب أن يقال عنها هي أنها أسوء شخصيات ترتهن للخارج من أجل تدمير الوطن. مثل الذي يبيع وطنه ويخون بلده كمثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا يسامحه أباه ولا يكافئه اللص. وهذا هو حال المعارضة السورية. فلا أردوغان سيكافئهم على ما فعلوه من بيعهم وطنهم بأبخس الأثمان ولا سيرضى عنهم شعبهم.
إدلب التي وعدهم أردوغان بأن تبقى كما الفردوس المفقود بالنسبة للمرتزقة وجلب بعض من الجنود الأشباح وزرعهم أردوغان في اثنتا عشر نقطة مراقبة، لم تشفع لهم.
والمرتزقة الذين ساعدوا أردوغان في احتلال المدن الكردية في الشمال السوري وهجروا شعبها، ها هم الآن يشربون من نفس الكأس ولكن بيد أردوغان حاميهم وخليفتهم الذي وعدهم بكل شيء إلا حمايتهم. ليتركهم وحدهم يلاقون مصيرهم المحتوم في الموت المؤكد في معركة خاسرة أو الموت البطيء على درب النزوح والهجرة مع حسرة الذل والإهانة. أو أن أردوغان فتح لهم طريق ثالث كي يستثمر بهم مرة أخرى ولكن هذه المرة عن غباء لا يمكن وصفه البتة، وهو ترحيلهم إلى ليبيا للقتال هناك من أجل حماية الأمن القومي الأردوغاني والذي يعني سرقة ما تيسر لهم من أموال الشعب الليبي وخيراتهم.
وما نراه الآن من عمليات التغيير الديموغرافي التي يقوم بها أردوغان في المدن والمناطق التي احتلها، سوى بداية مرحلة هندسة المجتمعات وفق التركيبة القوموية والأثنية والدينية الطائفية التي تسعى القوى الاقليمية والدولية على تطبيقها وإن كان بتنسيق ضمني فيما بينهم بغض النظر عن المهاترات الإعلامية التي يقومون بها.
وبالرغم من أن المرتزقة في إدلب رقصوا فرحًا لأردوغان حينما احتل المدن الكردية في الشمال السوري، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية وكذلك مجلس سوريا الديمقراطية فتحت ذراعها للمدنيين في إدلب ووجهوا لهم نداء على أن المناطق التي تحت سيطرتهم مستعدة لاستقبالهم وإيوائهم وأن لا يذهبوا عند أردوغان الذي سيبيعهم في أقرب فرصة أو سوق نخاسة تتوافق وأجنداته.