على الرغم من المحاولات التي تقوم بها وزارة النقل، من أجل إعادة تحديث هيئة السكك الحديدية، وتقليل الخسائر؛ إلا أنه لم يأت بالنتائج المرجوة حتى الآن.
بحسب بيانات عضو لجنة الخطة والموازنة فتحي الشرقاوي، فإن خسائر الهيئة القومية لسكك حديد مصر، ارتفعت خلال العام المالى الماضى إلى 12.3 مليار جنيه مقابل 10.4 مليار خلال العام الأسبق بنمو 14.6%.
خسائر متراكمة
وقال الشرقاوي، إن الخسائر المتراكمة بهيئة السكة الحديد ارتفعت خلال العام الماضى لتصل إلى 76 مليار جنيه، لافتًا إلى أنه خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة برئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر لمناقشة الحساب الختامى للعام المالى الماضي، اتضح أن تكلفة المعدات والوقود وقطع الغيار ارتفعت خلال العام الماضى إلى 1.4 مليار جنيه مقابل مليار جنيه.
وكانت لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، وافقت الأسبوع الجاري على اتفاقية التسهيلات الائتمانية لتوريد 1300 عربة سكة حديد جديدة بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر والبنك المجرى للتصدير والاستيراد وبنك الاستيراد والتصدير الروسى بقيمة 1.016 مليار يورو، وسوف يتم سداد القرض خلال 12 عامًا بفائدة 2% سنويًا بما يوازى 61 مليون دولار.
ووفقًا لمذكرة الاتفاقية، فإن التسهيلات الائتمانية تتكون من قرضين، الأول ميسر، حيث يتيح البنك المجرى للتصدير والاستيراد مبلغ 863.6 مليون يورو من قيمة العقد التجارى، وقرض تجارى، ويتيح البنك المجرى 76 مليون يورو، ويتيح بنك الاستيراد والتصدير الروسى مبلغ 152 مليون يورو لتغطية باقى قيمة العقد التجارى، وأضافت المذكرة، أن سداد القرضين على 12 عامًا بواقع 24 قسطًا نصف سنوى متساوى، بعد فترة 6 أشهر من بداية الائتمان.
وتدخل الاتفاقية حيز التنفيذ من التاريخ الذي يخطر فيه البنك المجرى الحكومة المصرية بقبوله جميع المستندات الدالة على استيفائها الإجراءات القانونية اللازمة، وتشمل الصفقة 800 عربة مكيفة «500 درجة ثالثة، وهى خدمة جديدة، و180 درجة ثانية مكيفة، و90 عربة درجة أولى مكيفة، و30 عربة بوفيه مكيفة، و500 عربة درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية.
زيادة مخصصات الهيئة
كما كانت وزارة النقل قد طالبت بزيادة مخصصات الهيئة القومية لسكك حديد مصر إلى 25 مليار جنيه، إلا أنه تم تحديد 10.454 مليار جنيه مخصصات للهيئة خلال العام المالى بواقع 6.5 مليار جنيه للوحدات المتحركة و440 مليون جنيه للمنشآت الثابتة على الخطوط وتطوير نظم الرقابة والأمان 2.5 مليار جنيه و800 مليون جنيه لتطوير الورش وتجديد الخطوط الحديدية.
إدخال التكنولوجيا في التطوير
ويرى المهندس سمير نوار، المستشار السابق لوزير النقل، والرئيس السابق للهيئة القومية لسكك حديد مصر، أنه يجب إدخال تكنولوجيا المعلومات في عمليات تطوير هيئة السكك الحديدية، ويجب تعميم التجربة على كل عناصر منظومة النقل في الهيئة.
ويقول نوار لـ"البوابة نيوز"، إن الهيئة العامة للسكك الحديدية تمتلك شركة لتكنولوجيا المعلومات، وحاليًا طورت الشركة منظومة حجز التذاكر سواء عن طريق الحجز الآلي أو الحجز عبر التليفون المحمول.
ويُشير نوار، إلى ضرورة كهربة الإشارات في كل خطوط السكك الحديدية، لافتًا إلى أن هذه المشروعات كلها لن تحدث بين يوم وليلة، لذا لا بد من عدم الاستعجال في عمليات التطوير والصبر من جانب المواطنين.
وحول إدخال عمليات التكنولوجيا في تطوير القوى البشرية العاملة بالهيئة، يُوضح نوار، أن الهيئة أنشئت مدرسة ثانوية صناعية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لأجل تطوير سائقي القطارات والكمسارية، لافتًا إلى أن ذلك يتم من خلال عمليات محاكاة للعمليات الأساسية ووجود نماذج لقطارات السكك الحديدية في المدرسة لتطوير قدرات الخريجين من المدرسة.
الصيانة الدورية
ومن جانبه، أكد الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ هندسة السكك الحديدية بجامعة الأزهر، أن تحديث هيئة السكك الحديدية، يعتمد على تدريب تدريب العاملين بها من السائقين والفنيين والمهندسين على الأساليب التكنولوجية الحديثة، مشيرًا إلى ضرورة القيام بالصيانة الدورية لكل الآلات الموجودة بها، لأنه أساس الحفاظ على ما تملكه الهيئة.
ويُضيف مبروك لـ"البوابة نيوز"، أن وجود المزلقانات العشوائية تُسبب خسارة ضخمة للهيئة، ولا بد من ضرورة ميكنة المعابر والمزلقانات، إضافة لتشكيل هيئة استشارية تكون مهمتها وضع خطط واستراتيجية واضحة للعمل داخل هيئة السكك الحديدية.
