السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

إنشاء أول ميناء جاف في مصر.. خطوة نحو التطوير التكنولوجي والتجاري.. وخبراء النقل: يساهم في تقليل تكدس السفن بالموانئ البحرية.. وسيعود بالنفع على الصناعة والتجارة والتصدير

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة نحو المزيد من التطوير والاعتماد على التكنولوجيا في قطاع النقل، أعلن الفريق كامل الوزير وزير النقل والمواصلات، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، اليوم الأربعاء، عن إنشاء أول ميناء جاف في مصر، بمشاركة شركة مصرية.
وأوضح الفريق كامل الوزير، أن هذا الميناء سيكون هو الأول من نوعه في مصر، ويخدم حركة البضائع والتجارة ويوفر المزيد من التكنولوجيا والتطوير في هذا القطاع المهم، لافتًا إلى أن هناك شركة مصرية ستكون مشاركة في إقامة هذا الميناء.

يتكون الميناء الجاف، من منشأة مجهزة تقام بعيدًا عن الموانئ البحرية وبالقرب من المناطق الصناعية، فإن الهدف الأساسي من إنشائها هو تخفيف الضغط عن الموانئ البحرية وتوفير الوقت والمال لصالح أصحاب المصانع، فضلًا عن تخفيف الضغط على الطرق البرية وتوفير الكميات المستهلكة من الوقود المستخدم في النقل البري، كما أن هذه الموانئ تكون خاضعة لسيطرة الجمارك.
تهدف الموانئ الجافة إلى إتمام عملية النقل متعدد الوسائط ولتحقيق المفاهيم اللوجستية، بشرط توفير بنية أساسية تربطها مع وسائل النقل المختلفة وشبكة اتصالات عالية الكفاءة لمنع التكدس بالموانئ البحرية والجوية وتحقيق قيمة مضافة للدولة، بالإضافة إلى العمل على تخفيض تكلفة البضاعة من خلال تقليل تكلفة نقلها والخدمات التي تؤدي لها سواء بتقليل زمن بقائها بالموانئ أو بتقليل زمن بقاء وسائط نقلها ممتلئة أساسا في السفن وغير ذلك من أنشطة القيمة المضافة والأنشطة المكملة، بما يحقق نمو اقتصادي بشكل ايجابي، فإن الميناء الجاف ميناء بري يستقبل البضائع، ولا يرتبط بالبحر أو النيل، بحيث يتم نقل البضائع إليه عن طريق القطارات والشاحنات، والتي تعد بمثابة مركز لإعادة توزيع وتداول البضائع إلى المناطق المجاورة، وتتعامل معاملة الموانئ البحرية فيما يخص إجراءات التخليص الجمركية.

وبدوره، يقول الدكتور أسامة عقيل، أستاذ النقل والطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن الميناء الجاف عبارة عن وسيلة ربط ما بين مراكز التصدير ومنافذ الإنتاج، من خلال عملية تتم فيما بينهم والتي قد يصعب إتمامها داخل المصانع نفسها وكذلك داخل الموانئ، وبالتالي لا مكان لها، فإن دول العالم أجمع تعتمد على الموانئ الجافة، موضحًا أنها عبارة عن مكان كأنه جزء من الميناء ولكنه ظهير على الأرض بعيدًا عن الميناء، يتم فيه جميع الإجراءات ومربوط بخط سكة حديد.
ويستكمل عقيل، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن خط السكة الحديد يحصل على البضائع لنقلها إلى الميناء جاهزة للشحن، خالصة من الإجراءات وجميع الأمور التي تتم فيما يخص البضائع، لافتًا إلى أن هناك مشكلة في الموانئ المصرية وهي أن الوقت المطلوب للشحن والتفريغ على المراكب طويل وممتد، ما يؤخر المراكب، وتسبب الزحام داخل الميناء أيضًا، وتُصنف تصنيفا سيئا، وبالتالي لا بد من عمل الموانئ الجافة في الظهير الخلفي في الموانئ، أو بجوار المناطق الصناعية، مما سيعود بالنفع على الصناعة والتجارة والتصدير والاقتصاد ويرفع كفاءة الموانئ المصرية.
ويضيف، أن الموانئ الجافة كان لها خطة ومدروسة منذ سنوات طويلة، ومحدد لها أماكن كثيرة جدًا على نطاق محافظات الجمهورية، ولكن سبب تأخرها هي عدم مشاركة القطاع الخاص في تأسيسها فمن المفترض أن يقوم القطاع الخاص بهذا الدور، مشيرًا إلى أن الموانئ الجافة هي جزء من الأعمال اللوجستية والتي تأخرت مصر فيها فهي صناعة ضخمة وسبق العالم المتقدم مصر فيها، والتي من الممكن أن تدر دخلا كبيرا لمصر وتطور الموانئ والنقل والصناعة المصرية أيضًا، مطالبًا بالاهتمام بصناعة اللوجستيات في مصر. 

كما يرى الدكتور عماد نبيل، استشاري الطرق والنقل الدولي، أن الميناء الجاف يكون على قطعة أرض يتم فيها مجموعة من العمليات الخاصة بالتجارة الداخلية والخارجية، من خلال استقبال بضائع محددة سواء قابلة للتبريد داخل المخازن والثلاجات أو بضائع جافة يتم تخزينها في أماكن مكشوفة ويتم إعادة تدويرها أو توزيعها مرة أخرى أما داخل مصر أو خارجيًا لخلق حركة تبادل ما بين الموانئ البحرية من خلال ميناء جاف على أرض مصر.
ويتابع نبيل، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مميزات الموانئ الجافة يخفف الضغط على الموانئ البحرية نتيجة خلق مساحات تخزينية وبالتالي لا يحدث انتظار للسفن لتفريغ الحمولة، وعدم انتظار المناطق الأرضية لتفريغ أو تنزيل البضائع، ما كان يسبب زحاما وتكدسا داخل الموانئ، مضيفًا أن الموانئ الجافة تسهل التفريغ والتحميل من خلال خلق مساحات إضافية تكون مرتبطة بأهداف محددة، فهي كما أعلن وزير النقل ستكون قريبة من الأماكن الصناعية، ما سيجعل اهتمامها منصبا على الأمور الصناعية والتوزيع داخل نطاق المحافظة الموجود بها الميناء، ويجعل هناك سهولة في التناول والتداول والتخفيف فيما يخص أسعار التخزين والأرضية، ما يصب في تقليل أسعار السلع والبضائع.