الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الخبث القطري.. الدوحة تعتزم ضخ أموال لـ"إخوان السودان" بحجة الاستثمار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدور الذي تلعبه قطر في السودان الآن ما هو إلا مخططات شيطانية لكسب ثقة الحكومة الجديدة، بينما الحقيقة عكس ما تظهره، فالدوحة تسعى لفرض نفوذها في البلاد لتحقيق أكبر مكاسب لها وإعادة الإخوان مجددا، بعدما بدأت السودان، في 21 أغسطس الماضي، مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرًا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى"إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي.
وتسعى قطر إلى هدم النظام السوداني الجديد، وترفض القيادة الجديدة في السودان لدور قطر المشبوه في البلاد، الذى حول بلاد النيلين إلى واحة لمطاريد الإخوان في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
وفي مخطط جديد تلعبه الدوحة، قال السفير القطري لدى الخرطوم، عبد الرحمن الكبيسي، إن "الدوحة تعتزم ضخ مزيد من الاستثمارات في السودان"، في محاولة من قطر لوضع بصمة ثابتة في السودان تسهل عليها الألاعيب الخبيثة التي تسعى لتنفيذها داخل البلاد بضخ مزيد من الأموال لإخوان السودان وتنفيذ مخططاتهم.
وأعرب الكبيسي عن رغبة قطر في تعزيز التعاون مع السودان بكل المجالات، وتبادل الدعم في المحافل الدولية. وأضاف أن الدوحة سوف تنفذ مزيدًا من الاستثمارات في السودان بمجالات الطاقة والتعدين والزراعة، وستشجع القطاع الخاص القطري على الاستثمار بالسودان في كافة المجالات، دون أن يحدد حجم الاستثمارات المرتقبة ولا تاريخ ضخها. 
ووفق تقارير إعلامية، تستثمر قطر حاليًا 1.5 مليار دولار في السودان، عبر 40 مشروعًا في مجالات الزراعة والسياحة والعقارات، وفق بيانات سودانية رسمية.
وتستغل قطر معاناة الاقتصاد السوداني منذ سنوات طويلة من أزمات اقتصادية طاحنة بفعل العقوبات الأمريكية الاقتصادية عليه من جانب، والفساد الذي كان مستشري في كل مفاصل الدولة من جانب آخر مما جعل منه فريسة سهلة للانحيازات بين دول الخليج العربي خاصة قطر، حيث لجأت الأخيرة إلى استثمار ظروف السودان في لعبة التوازنات والتحالفات التي تشهدها المنطقة.
وتأمل حكومة عبد الله حمدوك في معالجة وضع اقتصادي متردٍ، فجر احتجاجات شعبية أجبرت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، على عزل عمر البشير من الرئاسة.
ويري مراقبون، أن مساعي قطر للاستثمار في السودان هو مخطط جديد، متسائلين: لماذا لم تستثمر قطر في دول أخري، ويروا أن اقتصاد الدوحة في خطر.
وطالما أن قطر تسعى لضخ مزيد من الأموال في السودان، فإن هذا يشير إلى مزيد من الخراب والدمار والفتنة والإرهاب.
وفي أغسطس الماضي، فتحت الدوحة صفحة جديدة مع حكام الخرطوم الجدد، عندما بعث أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رسالة تهنئة إلى رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان، بعد فترة من توتر العلاقات بين البلدين.
ولم تكتفِ الدوحة ببرقية الأمير، إذ بعث رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، آنذاك، برقية تهنئة إلى عبدالله حمدوك، بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيسًا للوزراء في السودان، وفق الوكالة القطرية ذاتها.
وجاء الموقف القطري بعد سنوات من تجمد العلاقات ووصولها لطريق مظلم، وهو ما ظهر واضحا في يونيو الماضي عقب استدعاء السودان سفيره لدى قطر، فتح الرحمن على محمد.
إلى ذلك، فإن موقف الدوحة جاء بعد فشل محاولاتها تقويض التوافق السياسي بين الثوار والمجلس العسكري عبر حملة إعلامية وصفها محللون بأنها تحريضية
ووفق المراقبين، فإن الموقف القطري الحاد تجاه المجلس العسكري الانتقالي، جاء بعد عزل عوض بن عوف، الجنرال المحسوب على تيار الإخوان في السودان والذي سارعت قطر إلى تهنئته بعيد توليه القيادة لفترة وجيزة عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
كذلك يروا أن نظام تميم المعروف بدعمه للإخوان كان يسعى من خلال دعايته التلفزيونية إلى إفشال التوافق بين مكونات الثورة السودانية والمجلس العسكري السابق؛ في محاولة لإعادة حلفائه إلى السلطة.