كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساء، حينما تملك الشيطان من عقل «رحاب»، مدرسة اللغة الإنجليزية بإحدى مدارس محافظة القليوبية، وتوجهت إلى شرفة منزلها بصحبة طفلتيها، «أسماء» التى لم تكمل عامها السادس، و«رغد» صاحبة الأربع سنوات، وألقت بهما واحدة تلو الأخرى ثم لحقت بهما، ويشاء القدر أن يتسبب «منشر غسيل» في إنقاذ حياة الأم، حيث علق جلبابها به، بينما تصعد روح الطفلتين إلى ربهما.
وفى شارع الصهاريج بقرية الرملة في مركز بنها، حيث مسرح الجريمة، التقينا بإحدى أقارب الأم القاتلة، التى قالت: إن رحاب متزوجة منذ سنوات، وكانت حياتها تسير بشكل طبيعي، وأنجبت ٣ بنات، مشيرة إلى أنها كانت شديدة التعلق ببناتها وتحبهن كثيرًا وترعاهن، حتى سافر زوجها إلى دولة تركيا، فكانت تتردد عليه بصحبة أطفالها من حين لآخر.
وأشارت إلى أنه منذ ما يقرب من عام بدأت الخلافات تنشب بين الزوجين، فأثرت عليها حتى أصبحت تعالج نفسيًا، وقامت أسرة زوجها بأخذ حضانة الأطفال، فتدهورت حالتها وتم حجزها بالمصحة النفسية ببنها لمدة ٦ أشهر.
وأضافت قريبة المتهمة، أنها خرجت من المصحة قبل الواقعة بشهر، وكانت حالتها قد استقرت فطلبت من أسرة زوجها إعادة بناتها ليقمن معها، وبالفعل قاموا بإعطائها الطفلتين «رغد وأسماء» وظلت الابنة الكبرى لدى أهل والدها.
وأوضحت أن رحاب كان من المفترض أن تواظب على جرعات العلاج النفسى، إلا أنها تكاسلت عنه، فكان ذلك سببًا واضحًا في تدهور حالتها من سيئ لأسوأ.
وكشفت الفتاة عن مفاجأة في تلك الواقعة، قائلة: «القطة السبب»، مشيرة إلى أنه قبل الواقعة بأسبوع قامت «رحاب» بقتل قطة وإلقائها من أعلى المنزل، ونظرًا إلى أنها لم تأخذ العلاج، فكان لموضوع القطة أثر سلبي على حالتها النفسية، وبدأت تتخيل أمورا غريبة وهلاوس، حتى إنها كانت تخبرنا بأنها ترى القطة التى قتلتها من حين لآخر.
ويوم الواقعة كانت الأم تجلس مع والدتها بالطابق الأول بالمنزل وقرأت بعض آيات من القرآن وأدت فرض الصلاة وصعدت للطابق الخامس مع طفلتيها وبعدها حدث ما حدث.
وبعد الواقعة مباشرة، تلقى اللواء جمال الرشيدي، مدير أمن القليوبية، إخطارًا من العميد محمد سمير، مأمور مركز بنها، بسقوط سيدة وطفلتيها من شرفة منزلهم بقرية الرملة ببنها.
وعلى الفور انتقل الرائد أحمد عبدالمنعم، رئيس مباحث مركز بنها، إلى موقع الحادث، وتبين سقوط «أسماء. م. ع» ٦ سنوات، و«رغدة. م. ع» ٤ سنوات، ووالدتهما «رحاب. م. ع» ٣٣ سنة من شرفة الدور الخامس.
وأوضحت التحريات الأولية أن الأم ألقت بطفلتيها من شرفة منزلهم بالدور الخامس، ثم ألقت بنفسها وراءهما، وتبين مصرع الطفلتين، فيما ترقد الأم في حالة خطيرة داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى بنها الجامعي، وكشفت التحريات عن معاناتها من مرض نفسى وأنها تخضع للعلاج منذ ٦ شهور.
وتبين من التحقيقات أن جلباب الأم تعلق بمنشر غسيل إحدى شرف الجيران، ما أدى إلى التخفيف من شدة ارتطامها بالأرض ونجاتها.
وتبين من خلال التقرير الطبى للأم إصابتها بكسر في الحوض ونزيف داخلى، وتم إجراء عملية جراحية لها واستقرت حالتها.
