أكد الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن التجديد هو أمر ثابت في الإسلام، بقول النبى "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها"، مشيرا إلى أن الأزهر شهد حراكًا كبيرًا في مختلف قطاعاته، ومواصلة جهوده في تجديد الفكر الديني.
وتابع المحرصاوي في تصريحات على هامش مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، اليوم الاثنين، إلى أن التجديد يحتاج أولا لتحديد من له الحق في التجديد؛ وحديث الشخص في أمور الدين دون الإلمام بما يقوله، هو نقطة البداية لانطلاق الإرهاب، وهذا الذي يجعلنا دائما نبحث عن المتخصصين لتحدث كل شخص في تخصصه.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، أن هناك توجيهات ودعم فضيلة الإمام الأكبر، لتقديم الكثير من أجل العملية التعليمية ورفع كفاءة البحث العلمي والتعليم، والارتقاء بمستوى أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب.
وبين أن جامعة الأزهر، تعمل وفق إستراتيجية علمية شاملة ولا تتدخر جهدًا في عملية تجديد الفكر الديني، بما يسهم في نهوض الأمة ورقيها، ويحفظ لها هويتها، وخريجيها الذين ينتشرون بالداخل والخارج، مما يساهم في عودة الانضباط إلى التعليم المصرى، وتأهيل الخريجين بما يواكب التطورات والتحديات وبما يجعل الباحث مؤهل دائمًا على المنافسة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وتخريج أجيال قادرة على المساهمة في النهوض بالوطن.
وشدد المحرصاوي، على أن "الكتاب الموحد"، هو فكرة نحو التجديد، وأننا نحاول تلافى أى أخطاء، وهو يعتمد على توحيد الأفكار التى يتغذى بها طلاب جامعة الأزهر، من باب ضمان كون الأفكار التى توجه إلى الطلاب موحدة، وعدم تسرب أى معلومات مغلوطة لهم، مشيرا إلى سعي الجامعة لتجديد المادة العلمية بما يتناسب مع مستجدات العصر، وبما يتناسب مع الفئة المستهدفة.
وأشار إلى أن هناك خطوات جادة في تجديد الخطاب الديني، من خلال مراجعة المناهج الدراسية بشكل كامل، مع مراعاة التطور اللاحق بالمجتمع، موضحا أنه يتم إعادة النظر في المناهج نفسها بتصحيح معلومات كانت تُدرس منذ سنوات لكنها لا تعاصر واقعنا الحالي، مثل "المواطنة"؛ فقديمًا كانت من الموضوعات الشائكة، لكن الآن المواطنة أن الكل في الوطن سواء، ولا توجد أقلية، وهذا ما أكده المؤتمر الدولي الذي أُقيم في الأزهر لرفض مصطلح الأقلية.
وبين المحرصاوي، أن تأليف كتب الفقه التي تتناسب مع المحتوى العملى الذى يقدم في كليات الطب، بحيث تشمل موضوعات الجراحة الحديثة وعمليات التشريح ونقل الأجنة وغيرها، وهكذا في قطاعات كليات التجارة بحيث تكون هذه المواد متفاعلة مع المادة العملية التى يدرسها الطلاب.
وأوضح أن الجامعة لها عدة أنشطة في القرى والنجوع لتقديم التوعية الفكرية والمعرفية، تشمل أنشطة ثقافية للطلاب بجميع القرى بالمحافظات، لتنمية الوعي لديهم وتعريفهم بالتحديات الراهنة التى تواجه مصر، وأسبابها وطرق علاجها، وذلك لتعميق قيم الانتماء والولاء لبلادهم.
