الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

25 يناير.. عيد الشرطة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصبح هذا اليوم تاريخًا لا يُنسى في مِصر مُنذُ العام 1952، حيثُ سَطرت الشرطةُ المصرية تاريخًا بالدم عندما لم يتخل أى فرد من أفرادها عن سلاحه، ولم يتزحزح من مكانه أثناء مواجهتهم الإنجليز في الإسماعيلية، مما نتج عنه استشهاد ما يقرب من خمسين شهيدًا وجرح أكثر من ثمانين جريحًا، وقرر جمال عبد الناصر اعتبار ذلك اليوم عيدًا للشرطة، تخليدًا لذكرى معركة الكرامة بالإسماعيلية، ثم قرر محمد حسنى مبارك في 29 فبراير عام 2009، جعله إجازة رسمية.
ازداد هذا اليوم بُعدًا آخر بعد أن قامت احتجاجات بدأت في 25 يناير عام 2011، لتتحول إلى فوضى عارمة، وتُغير من مُجريات الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، بل ويتغير التاريخ المصرى الحديث، لنرى رئيسًا يتنحى، ثم رئيسًا معزولًا وغيرها من الأحداث الكبيرة والتغيرات العظيمة التى لم تكن تخطر على بالِ أكثر المتعمقين والدارسين للشأن العربى وبخاصة المصرى.
وأيًا ما يكون في هذا اليوم من أحداث إلا أنه سيبقى إلى ما شاء الله 25 يناير عيدًا للشرطة المصرية العظيمة، وحقًا أصيلًا لهم وحدهم دون غيرهم لا يُنازعهم فيه كائِنِ مَن كان، فلقد دفع هؤلاء الرجال أرواحًا ودماءً وما زالوا يدفعون بطيبِ نَفس وقلب مؤمن ويقين صادق.
إن بطولات الشرطة المصرية لم تبدأ مُنذُ عام 1952، ولكن قبل ذلك بكثير، ولم تنته أيضًا باستشهاد الكثير منهم في أعقاب 2011، ولن تنتهى لأبد الآبدين، والسبب في ذلك بسيط جدًا ألا وهو أنهم من نسيجِ هذا الشعب ومن ترابِ هذا الوطن الصامد الأبى.

إن ما حدث في ٢٥ يناير 2011 وما بعدها من اهتزازٍ وانفلات أمني، لهو خير دليلِ على احتياجنا لأفراد الشرطة، ونزولنا جميعًا للشوارع لحماية الأملاكِ والأعراض إلى أن مَن علينا بأمنه واستعادت الشرطة المصرية توازنها، وأصبح كل مصرى آمن في بيته ومكان عمله.
إن المتربصين بهذا الوطن كثيرون من داخله قبل خارجه، ولولا هؤلاء الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه مع إخوانهم من رجال الجيش، لكان هذا الوطن والعياذُ بالله في عِداد الهالكين، لكن كنانة الله محفوظة من فوقِ سبع سماوات ومن رجالِ مخلصين لا يخافون الموت بل يبحثون عن الشهادة ويتبارون فيما بينهم للشهادة.
كل عام والشرطة المصرية بكل خير قوية وعظيمة، يدافعون عن شعبهم وأهلهم بكل عِزة وكرامة، ورحم الله كل شهيد منهم ضحى بحياته من أجل أن نحيا آمنين، وصَبر أهلهم وزويهم على فراقهم، وكل عام ومِصر في أمنِ وأمان إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.. آمين يارب العالمين.