الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

اشترى كفنا من مكة.. «بسم الله توكلنا» آخر كلمات المقدم الشهيد محمد حبشي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قصة بطولة سطرها المقدم محمد وحيد حبشى، الذى استشهد في حادث الواحات، هو بطل من ذهب ضحى بحياته في سبيل الله وحماية الوطن.
ظل صامدًا مصوبًا سلاحه في وجه أعداء الوطن، دون أن يهتز سائرًا على درب من سبقوه من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل تراب الوطن، فاستشهد عن عمر يناهز الـ ٣٥ سنة.
الشهيد من أبناء مدينة المنيا، حيث وُلد المقدم في أسرة تنتمى إلى وزارة الداخلية، هو الابن الأكبر لوالده اللواء وحيد حبشى نائب مدير أمن السويس السابق، وكان متزوجا ولديه طفلان، هما جودى وأحمد، وتوفيت والدته وهو في الثانوية العامة ومرض والده بعد ذلك، وكان نعم الأب ونعم الزوج ونعم الابن والخلق والتدين.
عمل بعد تخرجه في كلية الشرطة معاون مباحث في قسم شرطة المنيا، ثم انتقل للعمل بوحدة مباحث مركز المنيا وآخر محطاته كانت جهاز الأمن الوطنى في القاهرة، وترقى إلى رتبة مقدم وكان ضمن المأمورية التى استهدفت بؤرة إرهابية خارجة عن القانون في منطقة الواحات البحرية بعد أن خرجت مأمورية من القوات الخاصة التابعة للشرطة لمداهمة بعض العناصر الإرهابية في المنطقة المتاخمة للكيلو ١٣٥ من طريق الواحات حسبما قالت وزارة الداخلية في بيان رسمى.
ويقول المهندس عادل مصيلحى شقيق والد الشهيد، إن حياة محمد كانت رمزا للخلق والشهامة والكرم والأخلاق، وإنه كان محبوبا بين كل جيرانه وأهله وكان محبًا للرياضة.
وأضاف أن محمد تم تعيينه في قسم شرطة المنيا ثم جامعة المنيا ثم جهاز الأمن الوطنى، وأنه كان بارًا بأسرته وأقاربه.
وأشار إلى أن والد الشهيد أصيب بجلطة أدت إلى إصابته بالشلل، وأن محمد كان بارًا بوالده يرعاه باستمرار ويشرف على علاجه، وأنه استشهد ووالده في المستشفى ولم يعلم والده بخبر استشهاد ابنه حتى وافته المنية، وأن الشهيد اشترك في المأمورية بعد عودته من رحلة حج، حيث اشترى كفنا من مكة وغسله بماء زمزم.
وعن آخر لقاء جمعه بالشهيد يقول: «كنت مع محمد قبل استشهاده بثلاثة أيام خلال زيارتى لوالده في المستشفى، وكان يتحدث عن الشهادة والمكانة التى ينالها الشهداء وكان لديه إحساس دوما أنه سيستشهد قريبا ويقدم حياته للوطن، للبلد وفى آخر مكالمة، وكانت آخر مكالمة يوم استشهاده، حيث طلب منى أن أذهب لرؤية شقيقي، وفى الوقت الذى أقيمت فيه جنازة الشهيد ظل والده وطفلاه في القاهرة لا يعلمون خبر استشهاده في معركة الواحات، حيث أخفينا عنهم الخبر لأن والده مصاب بجلطة في المخ».
وتابع: «أنا أول من تلقيت الخبر في اتصال هاتفى مع مسئول من وزارة الداخلية مساء يوم الحادث، وتحولت الجنازة إلى ملحمة عسكرية تلهب مشاعر الوطنية والانتماء للوطن». 
وكان آخر ما كتبه محمد على فيس بوك «بسم الله توكلنا على الله» قبل انطلاقه للمشاركة في مأمورية الواحات.