تحدث الدكتور الجغرافي فتحي مصيلحي حول تحليق الجغرافي الراحل جمال حمدان في الآفاق، وقال: "ظل جمال حمدان محلقا بين ٣ أماكن مهمة الأول بين ناي وشبرا فيما بين مسقط رأسه فترة تعليمه من الابتدائية ومدارسه، الثاني حي الدقي ومحل سكنه وعمله وجامعته، والثالث من مدينة ردنج جنوب غرب لندن والتي حصل منها على الدكتوراة، فتلقى في الجيزة سنوات تعليمه ثم تعين معيدا، وبعد عودته من السفر عين عضو هيئة تدريس واختار سكن قريب من عمله، وعاش به عمره كله".
وواصل مصيلحي خلال كلمته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم الخميس عن "سيرة ومسيرة جمال حمدان": "كان تحليق حمدان في ربوع حي الدقي طويلا زهاء ٤٤ عاما، فكان التحليق الاول كطالب جامعي لأربع سنوات بقسم الجغرافيا، والتحليق الثاني كعضو هيئة تدريس جامعي يحاضر طلابه على مدى عشرة أعوام بذات القسم، وكان التحليق الثالث طويلا على مدى ثلاثين عاما يقرأ ويفكر ويتأمل بين صومعته بشارع أمين الرافعي وممشاه بكورنيش النيل".
وعن التحليق الفكري لحمدان تابع دكتور الجغرافيا بجامعة المنوفية وعضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية: "استشعر حمدان إرهاصات التحول في فلسفة العلوم في العقد السادس من القرن العشرين واستوعب أهم مخرجاته، هذا التحول عندما ميز بين ثلاث فئات من العلوم وهي علوم تأويلية وعلوم نومولوجية وعلوم نقدية".
وأشار الدكتور أنه بالرغم من أن حمدان تبنى التفكير الفلسفي في استكمال منهجيته العلمية من أجل استقامة القوانين وتجريبها ذهنيا في الزمان والمكان المستهدف فإن أسلوبه لم يتخلص تماما من الذاتية.
جاء ذلك خلال ندوة شخصية المعرض "جمال حمدان" بعنوان "حمدان فيلسوف الجغرافيا.. سيرة ومسيرة"، وذلك في حضور كل من الدكتور فتحي محمد مصيلحي، والدكتور ياسر خضر دكتور الجغرافيا بجامعة حلوان، ويقدمها الدكتور والكاتب الصحفي مصطفى عبد الغني، وذلك بالقاعة الرئيسية في بلازا واحد بمقر معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51 بالتجمع الخامس.
يذكر أن فعاليات الدورة ال51 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قد انطلقت الأربعاء ٢٢ يناير الجاري، على أن تستمر حتى 4 فبراير المقبل، تحت عنوان "مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع"، وتحل السنغال ضيف شرف هذه الدورة، وجرى اختيار العالم المصري الدكتور جمال حمدان شخصية المعرض هذا العام.
