الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كل يوم جريمة قتل.. عامل يعذب طفلته حتى الموت لفشلها في العثور على "جوربه" بمدينة نصر.. وآخر ينهي حياة أخيه بسبب أغنية.. وخبراء اجتماع: غياب ثقافة التحكم في الغضب خطر يهدد المجتمع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"جرائم القتل السهل".. بالرغم من بشاعة القتل وحرمة إسالة الدماء، ولكن في الآونة الأخيرة شهد الشارع العديد من جرائم القتل لأسباب واهية وخلافات سفيهة، حيث يتملكه الغضب ويُسلب منه عقله ويرتكب جريمته الشنعاء دون أي سبب يذكر، ثم يبدأ في استعادة وعيه والرجوع إلى عقله ولكنه يكون الوقت قد ولي، ويجد المتهم نفسه يصارع الزمن خلف القضبان وينتظر نهايته.
وفي سياق هذا الموضوع تناقش "البوابة نيوز" ظاهرة القتل بدم بارد والتي تكون أسبابها تافهة، من خلال تسليط الضوء على أحدث الوقائع، وتحليل شخصية المتهم وحالته النفسية من خلال آراء علماء النفس والاجتماع.
وكانت بداية تلك الوقائع ما شهدته مدينة نصر، فقد تجرد عامل من كافة مشاعر الرحمة والإنسانية، وقام بالتعدي على ابنته طفلة في العقد الأول من العمر بالضرب وتعذيبها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، فجاء ذلك بعدما فشلت في العثور على الجورب "الشراب" الخاص به، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبطه وإحالته للنيابة العامة للتحقيق.



جثة بائع الفول وكوب الشاي
لم يختلف الأمر في الجيزة عن مدينة نصر، حيث لقي بائع على عربة فول يدعى " أ.س " في العقد الثاني من العمر، مصرعه على يد عامل بمقهى يدعى " م.ف " يبلغ من العمر ٢٥ عاما، بعدما رفض الأول كوب من الشاي قد احضره له المتهم، لكونه لم يتناول طعام الإفطار بعد، تطورت الأمور بينهما وقام المتهم بتسديد طعنة للمجني عليه بصدره، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وتوفي.




قابيل وهابيل بالدقي
أمرت النيابة العامة بالجيزة، بحبس شاب سوداني الجنسية، بعد توجيه له تهمة قتل شقيقه الأصغر داخل شقتهما بالدقي، حيث تبين أن المتهم كان يقوم بتشغيل أغاني على هاتفه المحمول بصوت "عالي"، وأثناء طلب المجني عليه منها خفض صوت الأغاني نشبت بينهما مشادة تطورت إلى تشابك بالأيدي، وبناء على ذلك توجه المتهم لمطبخ الشقة، وأخذ سكينا وقام بذبح شقيقه.

غياب ثقافة التحكم في الغضب
أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن غياب ثقافة التحكم في الغضب، يعد واحدة من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار تلك الجرائم بصورة واسعة النطاق، لأن في تلك الحالة لا يستطيع طرفي الجريمة التحكم في نفسه مما يدفع أحدهم "المتهم" الخروج عن المألوف والتعدي على الطرف الأخر وتعذيبه أو قتله.
أيضا انتشار مشاهد العنف في الأعمال الدرامية التي تعرض بالتليفزيون والسينما والسوشيال ميديا، سبب مهم لأنها تنقل للمجتمع خناقات حية ومشاهد قتل، تجعل من السهل على الأشخاص ارتكاب مثلها فيما بعد.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد أوضحت "خضر" أن هناك عوامل أخرى، تودي لتلك الجرائم تتمثل في انتشار العشوائيات، والمخدرات التي تتسبب في تغيب عقل المتعاطي، ودفعه إلى ارتكاب أي فعل إجرامي مهما كان.. بالإضافة المؤثرات الخارجية كالتلوث، والازدحام، والضوضاء التي تزيد من الغضب والعنف لدي بعض وتصيبهم بضغط نفسي يفقدهم السيطرة على أنفسهم.

وفى ذات السياق أكد الدكتور جمال فرويز، إخصائي الطب النفسي، أن عامل الثقافة وتوعية الفرد يعد من أهم دوافع ارتكاب تلك الجرائم، لأنه يحدد درجة العنف التى يتسم بها الإنسان وهى التى تحدد مدى تقبله للانفعال وارتكاب الجرائم، مشيرا إلى أن للأسرة دورًا كبيرًا في ذلك، فقد يكون العنف الكامن بداخل الشخص المجرم متأصل لديه من موروث قديم تتمثل في التنشئة غير السوية وتعرضه للعديد من المشكلات الصحية، بل الاعتداء الجسدي المتكرر عليه في صغره.
وعن طرق تجنب وقوع تلك الجرائم، فقد أكد "فرويز" ضرورة التوعية ضد أخطار المخدرات، وتجنب نشر تفصيلي للحوادث في الدراما أو الإعلام أو السوشيال ميديا، وتوفير فرص عمل للشباب حتى لا يصابوا بأزمات نفسية تفقدهم السيطرة على أعصابهم
وعن العقوبات فقد أكد المحامي، محمد كساب، أن قانون العقوبات ينص على معاقبة المتهم بالقتل العمد بالسجن المؤبد، وقد تصل العقوبة إلى الإعدام في حالة توافر ظرف مشدد، وفقا لنص المادة ٢٣٠ من قانون العقوبات.