الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دعونا نتفاءل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علينا أن نعترف أولًا أن القيادة المصرية تدير ملف أزمتي سد النهضة والإرهاب التركي بليبيا ببراعة واقتدار ودعونا اليوم نتحدث عن القضية الأولى لأن الثانية سيطول فيها الكلام ولن يهدأ صوت المدافع والرصاص إلا برحيل الإرهابيين فيما أوشكت أزمة النيل حسب التصريحات الأخيرة الإثيوبية والمصرية وحتى السودانية على الحل.
وبصراحة لن تهدأ نفسى أو يرتاح لى بال، وهذا حال كل المصريين بالطبع إلا بعد نزع الفتيل لقنبلة النيل بتوقيع اتفاق واضح المعالم بيننا وإثيوبيا نهاية الشهر الجارى لنغلق ملف سد النهضة ونحصل على حصتنا من المياه لتواصل مصر بعدها براحة واطمئنان حركة التشييد والبناء التى انطلقت ولا نريد أن تتوقف.
وبأمانة مازلت أشعر بالريبة وعدم الراحة رغم بوادر التفاؤل التى لاحت بالأفق بعد اجتماع دول حوض النيل الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان في أمريكا وانبعاث ضوء خافت يعد بمثابة شعاع أمل قوى في نهاية نفق مظلم نأمل أن تنتهى معه المراوغات الإثيوبية وننزع عبره الفتيل الذى تسعى دول الشر لإشعاله لتاجيج الصراع المائى بيننا وإثيوبيا لنصل إلى نتيجة واضحة.
والحقيقة التى لا تخفى على أحد أن البعض من شياطين الإنس وسوس واشتغل على دماغ الإثيوبيين خلال السنوات الماضية وأفهمهم أن المياه الإثيوبية ليست أرخص من المياه العربية وهى كنز سيدر المليارات على البلد الأفريقي الشقيق إذا باع مياه النيل لمصر مع منح السودان بحصة مجانية من الكهرباء لتغض الطرف وهو ما قبل به الرئيس السودانى المعزول البشير الذى كان قلبه أسود على مصر ولا أعرف سببًا لذلك اللهم تعاطفه مع الإخوان وإن كنت أعتقد أنه كان أحد قياداتهم مثل أردوغان الذى ارتدى عباءة الإخوان لتنصيبه سيدا على العرب.
وحتى لا أصدر لكم روح التشاؤم وأدعو الله أن تسير مفاوضاتنا مع إثيوبيا بشكل طيب فيه الخير لجميع بلدان النيل وهو الأمر الذى تقاتل القيادة المصرية فعليا دبلوماسيا للوصول إليه لنزع فتيل أى حرب مستقبلية على المياه يدق أعداء مصر طبولها منذ سنوات فإننى أرى أنه علينا بعد حصولنا على حقوقنا كاملة من مياه النيل ألا نغلق أيضا ملف توصيل المياه إلينا من نهر الكونغو وهو الأمر الذى لو تم لن نكون أبدا تحت رحمة إثيوبيا إذا فتحت صنبور سد النهضة أو أغلقته وسيكون لدينا فائضا هائلا من المياه يمكننا بفضل الله وخبراتنا وخبرائنا الاستفادة منها في مشاريع ضخمة تدر الخير على البلدان التى ستستفيد من مياه نهر الكونغو ولكن يبقى السؤال الصعب وهو كيف نحول حلم نهر الكونغو إلى حقيقة وهو بالفعل في ظل ظروفنا الاقتصادية الحالية أمر شبه مستحيل إلا إذا طرحنا أفكارا من خارج الصندوق وأنا هنا أطرح أحد هذه الأفكار ولا أعتقد أنها صعبة المنال أو سرابا سنجرى وراءه فنحن الآن والحمد لله نعيش صورة طيبة ورائعة للتعاون والمحبة بيننا ودول الخليج فيما عدا قطر راعية الإرهاب، علما بأن هذه الدول مثلنا تعانى الفقر المائى وهى تصرف المليارات سنويا على محطات تحلية المياه لأجل توفير المياه العذبة لشعوبها فما هو المانع من أن تدخل دول الخليج في شراكة مع مصر لتنفيذ توصيلة نهر الكونغو إلى مصر على أن يتم توصيل خطوط من هذه المياه من مصر إلى دول الخليج مثلما يحدث بأنابيب البترول العملاقة التى تمتد لآلاف الكيلومترات من المصب أى الدول البترولية إلى موانئ التصدير.
ولكن هل ستكفينا أى مصر ودول الخليج مياه نهر الكونغو؟ والإجابة نعم فنحن حاليا نقاتل لأجل الحصول على حصة 55 مليون سنويا من مياه النيل فيما أنه يمكن أن يصلنا أضعاف الأضعاف من هذه الكمية فهناك ما يفوق المليار و200 مليون من مياه الكونغو التى تذهب هدرا للبحر وعرض رئيسها مشكورا أن تحل بها مصر مشكلتها لأن بلاده ليست في حاجة إليها فالبشر أولى بها من البحر والله رجل حكيم وأكيد نواياه الطيبة ستقابل بمشاريع مشتركة فيها الخير لنا وللكونغو ونحن بالفعل بحاجة إليهم وهم بحاجة إلينا فلديهم الطبيعة البكر والمساحات الشاسعة الخضراء ولدينا الأفواه التى تبحث عن الغذاء ولقمة العيش.
فهل يا سادة كلامى هذا تخاريف وأحلام يقظة أم أنها فكرة قابلة للتنفيذ فالحمد لله نحن في مصر لدينا الإرادة والشركات الكبيرة والخبراء والمهندسين ولكننا لا نمتلك المال وغيرنا يمتلك من الفوائض بحيث إن هذا المبلغ لن يقصم ظهره وإذا تبنى معنا الفكرة سيحل مشكلة صعبة ويحقق حلما كبيرا لشعوب الخليج بشرب المياه العذبة من النهر وليس محطات التحلية فيما أن الكونغو لن تخرج من المولد بلا حمص.