الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ملتقى الهناجر يناقش الحفاظ على هوية أفريقيا.. ناهد عبدالحميد: الرئيس يضع مستقبل القارة في مقدمة أولوياته.. مشيرة خطاب: أفريقيا قوية وشريك عالمي مؤثر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عقد ملتقى الهناجر الثقافى، التابع لقطاع الإنتاج الثقافي، لقاءه الشهري تحت عنوان "أفريقيا.. التي نريدها" مساء أمس الاثنين، بمركز الهناجر للفنون، بحضور الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد، والسفيرة مشيرة خطاب، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والدكتور سمير صبرى، الخبير الاقتصادي، والنائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب وعضو البرلمان العربى، وعميد السلك الدبلوماسى الأفريقي الدكتور محمدو لابرنج سفير الكاميرون بالقاهرة، وحرمه المستشار الإعلامى للسفارة، ولفيف من المهتمين بالشأن الأفريقي.

رحبت الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد، مدير ومؤسس الملتقى، بالحضور قائلة: إن مصر بحكم الموقع وبحقائق التاريخ والجغرافيا دولة أفريقية وعودة مصر لأفريقيا إنجاز تاريخي للدولة المصرية لأننا أحق بأفريقيا، وهى أولى بنا، والانتماء المصري لأفريقيا هو انتماء يتجاوز الأبعاد التاريخية والجغرافية التقليدية، وذلك الانتماء يمثل محورا هاما في تكوين المعالم الثقافية للشخصية المصرية، وهذا ما أكدته بجلاء مواد الدستور المصري ٢٠١٤، وقد عمل الرئيس عبدالفتاح السيسي، على استعادة الريادة لمصر بأفريقيا، فحملت مصر مع دولها همومها ومشكلاتها داخل المحافل الدولية المختلفة.
وأضافت عبدالحميد، أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة الاتحاد الأفريقي يعد تتويجا لدور مصر التاريخي، وقد لعبت مصر دورا هاما في دعم حركات التحرر الوطني بين أبناء القارة الأفريقية مثل ثورة "لومومبا" و"ماوماو" في كينيا، كما دعمت الثورة الجزائرية، وإستراتيجية أفريقيا ٢٠٦٣ على قمة أولويات أجندة ٢٠٢٠، وقد تواجدت مصر في جميع المحافل الدولية لتحقيق أحلام وتطلعات الدول الأفريقية ورفع راية أفريقيا.

قالت السفيرة مشيرة خطاب، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي رئاسة غير عادية امتدت إلى الاستثمار في البشر متمثلا في منتدى الشباب، واستثمار اقتصادي أفريقي، وعلى مدى التاريخ تهتم مصر بأفريقيا، فمصر هي أفريقيا، وبعد مساندة مصر لدول أفريقية كثيرة حتى حصلت على الاستقلال كانت آخرها جنوب أفريقيا، هناك تقدير كبير تكنه القيادة الأفريقية لمصر، وأضافت أن إستراتيجية أفريقيا ٢٠٦٣ هي إستراتيجية متكاملة لتحقيق السلام والتنمية، والقارة الأفريقية قامت بنفس المساعى.
وأضافت خطاب، أن أفريقيا هي المنطقة الجغرافية الوحيدة على مستوى العالم التي قدمت وثيقة متكاملة، وقدمتها قبل أي دولة أخرى، وأهداف التنمية المستدامة عبارة عن ١٧ هدفا وتحت كل هدف تم وضع جملة واحدة تترجم هذا الهدف، وجميع هذه الأهداف هي ترجمة لحقوق الإنسان، مثل القضاء على الفقر، والتعليم الجيد الذي يشمل الجميع، والمساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، والعمل اللائق، والنمو الاقتصادي، والصناعة والابتكار، والبنية التحتية، ومدن ومجتمعات محلية ومستدامة، العمل المناخي وغيرها، وتم الإعلان عن هذه الأهداف بنيويورك، وأجندة أفريقيا ٢٠٦٣ تترجم هذه الأهداف بطريقة ممتازة وتتضمن ٢٠ هدفا، منها الحكم الرشيد، وحقوق الإنسان، والحفاظ على هوية أفريقيا الراسخة، ويتولي مواطنيها قيادة دفتها، أفريقيا قوية ومتحدة وشريكا عالميا مرنا ومؤثرا.

من جانبه ألقى الدكتور سمير صبرى، الخبير الاقتصادي، الضوء على التحديات التى تواجه أفريقيا الآن والفرص الواعدة، وقال إننا نحتاج من كل المهتمين بالوعي والثقافة الاهتمام بأفريقيا، فكيف تكون قارة يمثل تعداد سكانها ١٥% من سكان العالم تساهم في الإنتاج العالمي بنسبة ٢.٥% فقط، كيف لقارة بهذه المساحة والتي تتحدث جميع لغات العالم، وتحتوي على كل الشعوب والأعراق، كيف تجتمع كل هذه الوفرة في قارة تعاني مشكلات كثيرة ومجاعات ونقص في التعليم، مؤكدا أن رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الأفريقي سيغير الكثير، فهو يضع أفريقيا في مقدمة أولوياته، وهناك نمور صاعدة في أفريقيا مثل روندا والكونغو ومصر والمغرب والكاميرون ونيجيريا وكينيا وزامبيا التي تتحدث الآن عن تصنيعها للنحاس وعدم اكتفائها بتصديره، أفريقيا حلم لنا جميعا، ووجودنا في هذا الموقع الجغرافي يجعل إسهامنا بـ٢.٥% من الناتج العالمي لا يليق بأفريقيا. 

قال النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب وعضو البرلمان العربى، وقال إن أهداف التنمية المستدامة هي مضمون جميع الرسالات السماوية، فماذا ينقصنا للنهوض بقارتنا الأفريقية، كان هناك في الماضي سياسه خاطئة في التعامل مع الوضع وعندما قمنا بتصحيح هذه السياسة حدث التغيير، وطالب علاء عابد بوجود اتحاد كونفدرالي أفريقي، مؤكدا أن لدينا الإرادة الحقيقة لتحقيق هذا، مشيرا إلى أن وجود برلمان لحوض النيل لا يعني تهميش أدوار باقي البرلمانات، وأن تنتج أفريقيا ٢.٥% فقط، فهذا ليس عيب شعوب، بل هو مجموعة من التراكمات، والتكامل الاقتصادي بدايته علاقات قوية، والأمن عنصر مهم لأي نجاح، ونحتاج إلى الإرادة الحقيقية للإصلاح الاقتصادي، لافتا إلى أن مصر بها ٥.٦ مليون ضيف وتلقت مصر العديد من العروض للمعونات لهؤلاء الضيوف، ولكن الرئيس السيسي رفض، وقال هم ضيوفنا ونحن قادرون على مساعدتهم، مؤكدا على أهمية ضرورة وجود خريطة عمل بأفريقيا تشمل ال٥٥ دولة وليس مصر فقط.

وأكد الدكتور رمضان قرنى، مستشار المنظمة الأفريقية للثقافة وتنشيط السياحة، أن تفعيل دور المجتمع المدني بجانب المؤسسات السياسة مهم جدا، وفكرة المكانة العالمية كانت الجوهر الرئيسي لـ ٢٠٦٣، ووجود مؤسسات مجتمع مدني مصرية أفريقية هي أحد أهم مكاسب مصر، وتمنى أن يكون لدينا فروع داخل الدول الأفريقية، حيث سيعد ذلك اختراقا مهما لملف العلاقات المصرية الأفريقية، لافتا إلى أن أفريقيا من الناحية الإعلامية مظلومة لأن القوى الاستعمارية من مصلحتها ذلك، وهذا يصبح طمس للوقائع، لكن الآن أفريقيا تعمل على تعديل هذه الصورة الذهنية، وأصبحت أفريقيا لاعب رئيسي في القوى الدولية، ففى القمة البريطانية الأفريقية قالت بريطانيا إن أفريقيا هي بوابة رجوع بريطانيا للاتحاد الأوروبي، فنحن الآن أمام قارة مختلفة تماما عن القارة التي اعتدنا عليها، مصر تمتلك ثلاث بصمات خلال رئاسة الاتحاد الأفريقي، البصمة الأولى أكملت ما بدأه الآخرون في قضية منطقة التجارة الحرة الأفريقية وتصليح الجانب الهيكلي الأفريقي، البصمة الثانية هي قضية التنمية والأمن، والبصمة الثالثة استطاعت أن تنقل القضايا الأفريقية على أجندة القضايا الدولية حيث شاركت مصر في ٨ قمم مع ٨ دول أوروبية، الآن نستطيع أن نقول وبكل فخر أن أفريقيا أصبحت الدائرة الأولى في حركة السياسة العالمية، واختتم حديثه قائلا:"من لا يحب أفريقيا لا يعمل بأفريقيا".

تخلل الملتقى باقة من الفقرات الغنائية والاستعراضية لفرقة كرم مراد، منها أغنية "نعناع الجنينة" و"النيل بيتمشى"، كما قدمت فرقة "كنداكة زول سودانيز" لجمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبي بالقاهرة، برئاسة الدكتورة ست البنات حسن، مجموعة من الفقرات الغنائية والاستعراضية.