الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليبيا على مائدة الغرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا تحل مشكلات العرب على موائد الغرب؟.. ولماذا يتقبل العرب تدخل الغرب فى مشكلاتهم وخلافاتهم؟.. ولا يقبلون تدخل إخوانهم العرب لحلها.. وأين جامعة الدول العربية من كل هذه المشكلات والقضايا العربية العالقة هنا وهناك؟.
لقد أصبحت جامعة الدول العربية.. كيانًا وهميًا.. لا دور له ولا وجود على أرض الواقع.. ولا حول لها ولا قوة.. وأكبر إنجازاتها هو الشجب والإدانة.. وكل ما اتخذته من قبل مجرد توصيات غير ملزمة.. ولم تتخذ فى تاريخها قرارا ملزما.. بل إنها نفسها كانت سببا فى تعميق الخلافات بين بعض الدول العربية.
لقد وُلدت جامعة الدول العربية عام ١٩٤٥ ميتة.. وتضمن ميثاقها التأسيسى أسباب موتها.. ولعل أهم هذه الأسباب هو اتخاذ القرارات بالإجماع.. أى موافقة كل الدول الأعضاء ومن بينهم الخصوم.. وكثيرا ما عقدت الجامعة قمما عادية وطارئة.. تمخضت جميعها عن لا شيء.. وكانت كل قراراتها لا تساوى ثمن الحبر الذى كتبت به ولا والورق الذى كتبت عليه.. وأحدث مثال على سلبية جامعة الدول العربية وعدم أهميتها.. هو بحث المشكلة الليبية على موائد أجنبية كروسيا وألمانيا وغيرها.. دون أن يكون للجامعة دور فيها.
لقد كانت القضية الفلسطينية هى الحاضرة فى كل اجتماعات القمم العربية.. إلى أن طواها النسيان.. وحل محلها قضايا عديدة.. ذهبت كلها إلى أرشيف الماضى وصفحات التاريخ.
والآن تطفو القضية الليبية على السطح.. وأرى أنها ستستعصى على الحل.. وسيترك الوضع على ما هو عليه.
هل ننتظر من الغرب حل مشكلة ليبيا؟.. أليس لنا فى تدخلاتهم السابقة عبرة.. أين مؤتمرات مدريد وأوسلو وحل الدولتين فى فلسطين المحتلة.. وأين الحل فى اليمن وسوريا والعراق؟.. جميع القضايا العربية عالقة برعاية أوروبية وأمريكية.
إن القضية الليبية معقدة للغاية.. فهى بخلاف طرفيها المتصارعين.. فإن الدول المهتمة بالأمر هى الأخرى منقسمة فيما بينها.. فبعضها يؤيد حفتر وبعضها يدعم السراج.. وكل طرف يصر على موقفه.. ولتذهب ليبيا وشعبها إلى الجحيم.
لن أعول كثيرًا على تدخل المجتمع الدولى هناك.. فالمجتمع الدولى كان يمكنه إنهاء المشكلة منذ وقوعها.. ولكن هناك أطراف يهمها استمرار النزاع ودمار ليبيا.
وبالنسبة لمصر فإننى أتفهم موقفها من القضية الليبية.. وضرورة مشاركتها فى أى بحث أو حل للمشكلة.. فهى دولة جوار لليبيا.. وعدم استقرار الأوضاع فيها من شأنه الإضرار بمصر.. أما تدخل تركيا وتواجدها كطرف فى مباحثات برلين.. وطلبها حضور دول بعينها.. فلا أجد له أى معنى أو أى مبرر أو أى صفة.. لتتدخل بنفسها وتطلب تدخل دول أخرى مؤيدة لتصرفاتها ومصلحتها.. ولا أدرى ما كل هذا التبجح والغطرسة التى يظهر به أردوغان.. وإصراره على التواجد فى ليبيا.. وقوله.. «وجودنا فى ليبيا أو الإرهاب».. مع أن تواجده ذاته فى الأمر هو الإرهاب بعينه.
أرى أن حل المشكلة فى ليبيا.. لا يكمن فى وقف إطلاق النار.. فوقف إطلاق النار يعني.. أن يبقى الوضع على ما هو عليه من وجود طرفين متصارعين كل منهما فى رقعة الأرض التى بحوزته.. وتبقى ليبيا ممزقة بين المتصارعين.. ولكن الحل الحقيقى هو وقف التدخل التركى فى ليبيا.. ومنعه من إرسال أسلحة ومرتزفة إليها.. وذلك تنفيذا لقرار مجلس الأمن بمنع توريد الأسلحة إلى ليبيا.