أكد محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، المتحدث الرسمي باسم وفد الحكومة لمحادثات السلام، أن تحقيق السلام الشامل في السودان بات ممكنًا، ولكنه ليس سهلاً، مجددًا رغبة واستعداد الحكومة لدفع استحقاقات السلام، مشيرًا إلى أن أطراف التفاوض الأخرى أبدت نفس الرغبة والاستعداد.
وقال التعايشي - في تصريح صحفي عقب جلسة المفاوضات حول مسار دارفور بين وفدي الحكومة وقادة الحركات المسلحة، بمقر المفاوضات بجوبا مساء اليوم - إن من يريد إيقاف الحرب وتوجيه الموارد البشرية والمالية لتنمية وازدهار السودان، فهناك ثمن يجب دفعه، وأن أطراف التفاوض وأصدقاء السودان الدوليين والإقليميين لابد لهم من دفع ثمن السلام، لافتًا إلى أن الاستعداد الذي أبدته أطراف التفاوض المختلفة لتقديم تنازلات متبادلة من أجل السلام يجعل إمكانية التوصل إلى سلام شامل في جوبا ممكنًا.
وأوضح عضو مجلس السيادة أن مفاوضات السلام في المسارات المختلفة تسير بصورة متزامنة، مشيرًا إلى عقد عدد من الجلسات في مختلف المسارات، من بينها جلسة محادثات مع "الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو" حول ملفات مسار المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان).
وبشأن مسار دارفور، قال التعايشي إن الطرف الحكومي بدأ اليوم مع قادة المسار نقاشًا حول ملف الأراضي، مضيفًا أنه ملف "مرتبط بصراعات قديمة ومعقدة".
ونوه بالتقدم الكبير الذي أحرزه الطرفان في هذا الملف خلال جلسة اليوم، موضحًا أنه سيخضع لمزيد من النقاش في جلسة الغد، فيما تعكف لجنة من الخبراء لوضع تصور لملف قضايا السلطة في دارفور الذي ستعاود الأطراف النقاش حوله في غضون يومين.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وفد الحكومة لمحادثات السلام، أن وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار" سيعقدان جلسة محادثات مساء اليوم، بمقر المفاوضات في جوبا، حول ملفات مسار المنطقتين.
وأضاف أن الطرفين على وشك الفراغ من إنهاء النقاش حول التصور المقدم من الحركة الشعبية في ملفات الحوار المختلفة، مبينًا أن ملف الترتيبات الأمنية في كل من دارفور والمنطقتين سيبدأ الحوار حوله خلال الأيام القادمة.
وأكد أن المفاوضات الجارية في جوبا أحرزت تقدمًا ملموسًا في الملفات الصعبة المتعلقة بالسلطة والأراضي.
من جانبه، قال توت قلواك رئيس فريق الوساطة في مفاوضات السلام السوداني، إن التقدم الذي أحرزته محادثات السلام السودانية في جوبا في المسارات المختلفة يعطي مؤشرًا بأن تحقيق السلام الشامل في السودان بات قريبًا، مشيرًا إلى أن التفاوض في المسارات المختلفة قطع أشواطًا متقدمة.
