السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

انتصار "سرت" يفتح الباب أمام الجيش الوطني الليبي لتحرير مصراتة وطرابلس.. فاينانشيال تايمز: السيطرة تمنع الميليشيات من شن هجمات.. مصادر: مطار معيتيقة استقبل ثلاث رحلات تقل عناصر إرهابية سورية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع النجاح الكبير الذى حققه الجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفة حفتر، بعد تحرير مدينة سرت من قبضة الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطنى الموالية لجماعة الإخوان، بارك مجلس النواب الليبى فى بيان له الانتصارات التى حققها الجيش الوطنى فى مدينة سرت، مؤكدا أن المدينة كانت قابعة تحت سيطرة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المتطرفة، داعيا القوات المسلحة إلى مواصلة تحرير كامل التراب الليبى من الميليشيات والجماعات الإرهابية، لينعم الوطن والشعب بالأمن والأمان والاستقرار.


ويعتبر تحرير مدينة سرت دفعة قوية للجيش الليبى تقوده إلى تحرير العاصمة طرابلس فى وقت قصير.
كما أكدت لجنة الدفاع والأمن بالمجلس فى بيان آخر لها، أنها تشد على أيدى القوات المسلحة للضرب بيد من حديد أماكن وجود الميليشيات المسلحة والمتطرفين، وكل من يدور فى فلك الخيانة وجلب الاستعمار، ودعت أهالى سرت وكافة المسئولين بها إلى إعلان تأييدهم للقوات المسلحة والالتفاف حول الجيش لبسط الأمن والاستقرار فى المدينة.
وباركت الحكومة الليبية (المؤقتة سابقًا) الانتصارات التى حققتها القوات المسلحة وتحريرها مدينة سرت، وقالت إن هذا النصر يبين لمختطفى العاصمة ومن تحالفوا معهم أن القوات المسلحة ستعيد طرابلس إلى أحضان الوطن.


من جانبه، أكد اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أن تحرير مدينة سرت يعطى دفعة معنوية كبيرة فى عملية تحرير طرابلس من العناصر الإرهابية، حيث إن ميليشيات مصراته كانت تظن فى نفسها أن مدينة سرت هى خط الدفاع الأول عن مصراتة، وبتدمير هذا الخط الدفاعى سيكون الجيش ليس ببعيد عن مصراتة وطرابلس.
وأكد المسماري، أنه وصلته معلومة بانسحاب ميليشيات مصراتة من طرابلس، ولكنه لا يعلم هل تم الانسحاب بشكل كلى أم جزئي، مؤكدًا أن قوات الجيش الليبى تتقدم بشكل جيد فى منطقة صلاح الدين ووصلت إلى أول إشارة ضوئية فى صلاح الدين، وبعد هذه الإشارة تبدأ حي الهضبة.
وأضاف المسماري، فى تصريحات صحفية، أنه بتحرير مدينة سرت أصبحت هناك مرافق عسكرية بالمدينة تستطيع القوات المسلحة الليبية من خلالها أن تنقل المعركة بشكل كبير جدًا لتطهير طرابلس، مثل المطار والميناء، وخاصة المطار.
ويرى مراقبون، أن سيطرة الجيش الليبى على مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية، تشكل ضربة لا يُستهان بها لحكومة فايز السراج على الصعيدين العسكري والسياسي، ونذيرًا باقتراب سقوط معقل الميليشيات فى العاصمة طرابلس، في يد القوات التابعة للمشير خليفة حفتر.
واعتبر محللون أن خسارة حكومة السراج للمدينة الواقعة وسط البلاد، يقلل من قدرة المسلحين المتشددين الداعمين لها، على وقف تقدم الجيش الوطنى صوب العاصمة، بعد أن أدى ذلك إلى اقتراب خطوط الجبهة الأمامية من مدينة مصراتة، التى تتولى عادة تعزيز ميليشيات طرابلس بالمقاتلين، منذ إطلاق المشير حفتر حملته العسكرية الحالية فى أبريل الماضي. صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، نشرت تصريحات لـ «فولفرام لآخر» الخبير فى الشئون الليبية فى المعهد الألمانى للشئون الدولية والأمنية، قال إن السيطرة على سرت - التى شكلت لنحو عامين معقلًا لتنظيم داعش الإرهابي - تمنح الفرصة للجيش الوطنى للوصول إلى مزيد من القواعد الجوية، ما يجعل بوسعها منع ميليشيات مصراتة، من شن هجمات على خطوط الإمداد الخاصة بقواته.
ويشير آخر فى هذا الشأن إلى قاعدة القرضابية الجوية الواقعة على مشارف سرت، التى دخلها الجيش الوطنى الليبى أمس الأول، قبل أن تتقدم قواته إلى وسط المدينة، بعد هجوم خاطف سبقته ضربات جوية استغرقت بضع ساعات.


وقال المحلل إن انسحاب الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق من سرت «يشكل انتكاسة من الوجهة النفسية، (للسراج وحلفائه)، فى ضوء أنه يجعل الحرب تدق أبواب مصراتة تقريبًا، ويعزز عقلية الحصار المهيمنة على الأذهان» داخل ثالثة كبريات المدن الليبية من حيث عدد السكان، بعد طرابلس وبنغازي.
وربطت فاينانشيال تايمز بين توقيت تحرير المدينة، وإعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قبل ذلك بساعات، أن نظامه بدأ إرسال قوات لدعم حكومة فايز السراج، مُشيرة إلى أن هذا التصريح مثلّ تصعيدًا كبيرًا فى الحرب بالوكالة الدائرة فى ليبيا» منذ سنوات.


وأكدت أن وصول القوات التركية إلى الأراضى الليبية ينذر بتصاعد خطير فى الصراع الدموى الدائر هناك، وسيؤدي إلى تفاقم الخلافات بين أنقرة والعديد من القوى الإقليمية والدولية الرافضة، لدعم نظام أردوغان السافر للميليشيات المتشددة المتحصنة فى طرابلس.
وأبرزت الصحيفة فى الوقت نفسه توقعات محللين عسكريين بأن يستخدم أردوغان ميليشيات سورية متطرفة فى العمليات العسكرية ضد قوات الجيش الوطنى الليبي، كما فعل من قبل فى سوريا نفسها.
وفى ٤ أبريل الماضى، أعلن القائد العام للجيش الليبى المشير خليفة حفتر، بدء العملية العسكرية لدخول العاصمة الليبية طرابلس، والتخلص من الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا التى تقف عائقا ضد أى تقدم سياسي.
وأكدت مصادر استخباراتية عسكرية ليبية، أن مطار معيتيقة فى طرابلس استقبل ثلاث رحلات طيران قادمة من أنقرة وإسطنبول، وعلى متنها عناصر إرهابية سورية، على متن الرحلة رقم «A٣٣٠-٢٠٢» التابعة لشركة «الأجنحة» التى يمتلكها الإرهابى عبدالحكيم بلحاج، قائد الجماعة الليبية المقاتلة، والمقيم فى إسطنبول، وكانت تحمل على متنها ٥٠ عنصرا إرهابيا، ووصلت يوم الأحد الماضى إلى مطار معيتيقة فى طرابلس، والرحلتان الأخريان حملتا أرقام «A٣١٩- ١١٢» قادمة من إسطنبول و»A٣٢٠-٢١٤» قادمة من أنقرة، وتتبعان الخطوط الجوية الليبية، حيث وصلتا لمطار معيتيقة فى توقيتين متقاربين.


كما أكدت المعارضة السورية عن وجود أكثر من ألف مقاتل يتم تجهيزهم الآن فى تركيا لإرسالهم للمشاركة فى معركة طرابلس، فى محاولة لتغيير المعادلة العسكرية داخل محاور القتال فى طرابلس، وعلى أقل تقدير وقف تقدم الجيش الليبى لحين بحث كيفية نقل قوات تركية إلى ليبيا.
تشهد الخريطة الميدانية العسكرية تغيرات سريعة خلال الأسبوع الماضى، وذلك مع ارتفاع حدة الاشتباكات بين الجيش الليبى وميليشيات الوفاق خلال الأيام الماضية فى جنوب طرابلس على محاور عين زاره، وجنوب قرهبولى والطريق السريع السوانى - العزيزية.


ونجح الجيش الوطنى الليبى بالسيطرة على مسجد الفرجان، وكذلك استطاع الجيش السيطرة على أكاديمية الشرطة شمال معسكر اليرموك.
كما تمكّنت قوات الجيش الليبى من السيطرة على مناطق القويعة، خواليق، زطارنة والزيانية فى محور شرق طرابلس وجنوب منطقة قره بولى.
هدف الجيش الوطنى من هذه التحركات التحكم بالطريق السريع لشرقى طرابلس، وقطع الاتصال بين طرابلس ومدينة مصراتة غرب العاصمة.
محور الطريق السريع السواني- العزيزية: سيطرة الجيش الليبى على كوبرى الزهراء، كما تمكن من السيطرة على الطويشة، ومتمركز حاليًا على شرق الطريق السريع.
إلى ذلك، حققت فيه قوات الجيش التقدم الأهم خلال الأسبوع الماضى، بتأمينها طريق المطار ومحيطه، الذى يشمل مناطق مسجد صلاح الدين، معسكر النقلية، مسجد الزيتونة، كوبرى الفروسية ووصولا إلى منطقة خزانات النفط، لتصبح بذلك على أبواب أحياء أبو سليم والانتصار وصلاح الدين، وهى الأحياء الأهم فى قلب العاصمة، كذلك تستمر المعارك فى المناطق الواقعة شرقى طريق المطار، لتطهير منطقة مشروع الهضبة من أى تمركز للميليشيات.
وتنقسم محاور القتال فى طرابلس إلى محور رئيسى هو محور جنوب طرابلس، ومحاور فرعية تتوزع ما بين غرب العاصمة بجانب مواجهات خارج العاصمة فى شرق مدينة سرت وعلى حدود جنوب مدينة مصراتة.