رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

عيد الميلاد في السودان يرسخ لـ "تسامح ديني" ترعاه الدولة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزين بهو الاستقبال في واحد من أشهر فنادق الخرطوم، بشجرة عيد الميلاد، ابتهاجا بـ "الكريسماس"، الذي تشهد احتفالاته هذا العام، مظاهر غابت عن السودان لعقود، تُعد تلك الشجرة إحداها، لتعكس سياسة "التسامح الديني"، التي تتبناها الحكومة الحالية، برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك.
وفي شارع النيل، وسط العاصمة، ظلت أجراس الكنيسة الكاثوليكية، تُقرع بلا أي تحفظات، وجالت الوفود الرسمية من أعضاء مجلسي السيادة والوزراء، على كنائس العاصمة، وزار الولاة، كنائس الولايات، لتهنئة المسيحيين بالأعياد، بلا أي حسابات لبعض "الفتاوى المشددة".
ونظمت غالبية الأماكن الترفيهية، حفلات، خلال "الكريسماس"، ورتبت لأخرى في ليلة رأس السنة، بدون أن تجد أي تضييقات في الإعلان عن تلك الفعاليات، التي تلقى إقبالا جماهيريا من الجمهور السوداني، الشغوف للترفيه.
واليوم تعطل العمل في المؤسسات الحكومية السودانية، ونال المسيحيين إجازة أمس وغدا، لمنحهم فرصة للاحتفال بعيد الميلاد، بعدما ألغيت عطلة عيد الميلاد، عقب انفصال جنوب السودان في عام 2011.
كل تلك المظاهر الجديدة على المجتمع السوداني، هي انعكاس عملي لتصريحات حكومية، من أعلى مستويات السلطة، بضرورة نشر ثقافة التسامح الديني، وتعتبر قطيعة مع سياسات سابقة، استدعت اعتذارا حكوميا نادرا للمسيحيين، من وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني نصر الدين مفرح، الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه معني بتمكين أصحاب كل الديانات من حرية ممارسة عقائدهم، وليس المسلمين فقط.
وحرص وزير الأوقاف السوداني، على الاعتذار للمسيحيين عن "جملة من السياسات الظالمة الخرقاء، التي تعرضت إليها أسرهم ودينهم إبان النظام البائد"، ووجه كلمة بمناسبة عيد الميلاد فيها، قال فيها: "اعتذر لكم أيضا عن البطش والأذى، الذي صاحب أجسادكم، وهدم معابدكم، ونهب ممتلكاتكم، واعتقال خدامكم ومحاكمتهم ظلما"، وهو الأمر الذي ترك أثرا طيبا عند الطوائف المسيحية، التي رحبت بالسياسات الحكومية الجديدة تجاههم.
كما حرص رئيس الوزراء، على تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد، مؤكدا أن "السودان الجديد" يحترم التنوع، ويُمكن جميع المواطنين من ممارسة حياتهم، في بيئة آمنة وكريمة.
وكما وجدت تلك السياسات ترحيبا في الداخل، فقد أتت ثمارها في الخارج سريعا، بأن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، قبل أيام، نقل اسم السودان من قائمة الدول "التي تثير قلقا خاصا"، فيما يتعلق بالحريات الدينية، إلى قائمة "المراقبة الخاصة"، بسبب "الخطوات الهامة التي اتخذتها الحكومة المدنية الانتقالية لمعالجة الانتهاكات المنهجية والمستمرة والفظيعة التي ارتكبها النظام السابق للحرية الدينية"، ليخطو السودان خطوة جديدة في اتجاه، رفع اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية.