السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مخرجة فيلم "فخ" المشارك بـ"مهرجان كان السينمائي": الصورة المثالية بعيدة عن الواقع.. سينما المرأة ستأخذ مكانتها بالسنوات المقبلة.. والتصوير في العجمي لم يكن سهلًا

المخرجة المصرية الشابة
المخرجة المصرية الشابة ندى رياض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما ما تتساءل المخرجة المصرية الشابة ندى رياض، في أعمالها السينمائية عن الجوانب المتناقضة والمعقدة من العلاقات الإنسانية أكثر من الشكل أو الإطار الذي يحدد هذه العلاقة.
وتبرز رؤية ندى رياض السينمائية من خلال تسليط الضوء على مشكلات المجتمع وليس الانسياق وراء السائد، حيث الصورة النمطية الخالية من أى عيوب.
وحظى فيلمها الوثائقي الطويل الأول «نهايات سعيدة» باحتفاء دولي، وجاء العرض العالمى الأول له خلال مهرجان «إدفا» الدولى للأفلام التسجيلية في نوفمبر 2016، المقام في العاصمة الهولندية أمستردام، ليعرض بعدها في أكثر من عشرين مهرجانا عالميا.
ويلقى فيلمها القصير «فخ»، المشارك ضمن مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائى في دورته الـ72، الضوء على أنواع من المعاناة تتعرض لها المرأة.
وتدور أحداث الفيلم في 20 دقيقة، حول عاشقين يلجآن لمنتجع شاطئى متهدم ومهجور لقضاء بعض الوقت بعيدًا عن الأنظار، ولكن عندما تكشف الفتاة عن رغبتها في إنهاء علاقتهما، تبدأ أبعاد تلك العلاقة في الانكشاف تدريجيًا.
وشارك الفيلم مؤخرًا ضمن عروض مسابقة «سينما الغد» للأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الدورة الـ41، وحاز على ترشيح خاص من لجنة التحكيم. «البوابة» التقت المخرجة ندى رياض وأجرت هذا الحوار:
■ قبل ٣ سنوات تناولت أثر الثورات على العلاقات في فيلم «نهايات سعيدة»، وخلال فيلمك الجديد «فخ» تتعرضين لفكرة العلاقات مجددا ولكن المسيئة منها.. كيف ترين العلاقات ولماذا تركزين عليها في أفلامك؟
- نرى طوال الوقت أفلامًا كثيرة تتناول العلاقات، ولكن من وجهة نظر مخرجين رجال. من المهم لى كصانعة أفلام أن نرى العلاقات من منظور المخرجات، لهذا أحاول دائمًا أن أستكشف ذلك بأعين شخصية نسائية في إطار نفسى أكثر من أى جانب آخر.
فمنذ اللحظة الأولى التى اطلعت فيها على موضوع الفيلم، لفت نظرى أننا نقوم طوال الوقت بتعريف العلاقات المسيئة في إطار العنف الجسدى فقط، لكن أردت الذهاب لما هو أبعد من خلال التطرق إلى العلاقات من الجانب النفسى الذى يعتمد على استغلال طرف على حساب الآخر، وهو ما أردت أن نسلط الضوء عليه في الفيلم.
■ عقب عرض الفيلم بمهرجان كان.. هل ساورتك مخاوف من فكرة عرضه للجمهور المصرى خشية من ردة الفعل بسبب جرأة الطرح؟
- في البداية لم أكن أعلم من أين سيبدأ الفيلم جولته الأولى، لكننى تحمست لفكرة عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي، لأنه من وجهة نظرى أنه أكثر جمهور سيتفاعل مع الفيلم هو الجمهور المصري، بالإضافة إلى أن الفكرة ستصله بشكل أسرع لأنها نابعة من مجتمعنا. لذلك كنت سعيدة بتواجدى في مهرجان القاهرة.
فنحن نصنع الأفلام في الأساس للجمهور، لم نكن متخوفين من ردود الفعل على قدر حماستنا لسماع انطباعات الجمهور وخلق دوائر نقاشية عقب العرض. ونعتمد في أعمالنا طوال الوقت على طرح أسئلة أكثر من أى شيء آخر، لذلك من المهم وجود نقاش وجدال حول الموضوع والفكرة المطروحة، فعرض الفيلم بمهرجان كان السينمائى كان أمرًا مهما بالفعل.. لكن تواجدنا بمهرجان القاهرة السينمائى له طعم آخر.
■ هل تؤمنين بأن سينما المرأة وسيلة جيدة للتعبير عن قضاياها؟
- أعتقد أن الناس يرددون مصطلح سينما المرأة وهم يقصدون أشياءً كثيرة ومختلفة، على سبيل المثال هناك من يقولها ويقصد المخرجات بغض النظر عن الطرح هل هو نسوي أم غير نسوي؟ وهناك من يرى أن محتواها موجه للنساء فقط وليس الرجال، والبعض الآخر ينظر للمصطلح من وجهة نظر راديكالية بحتة.
وأرى أننا نستقبل المسمى نفسه كل بطريقته الخاصة، أشعر بأنه من الجيد أن يسلط الناس الضوء على قلة أعداد المخرجات داخل دائرة الصناعة. وأعتقد أن هذا النوع من الأعمال سيتواجد بكثرة خلال السنوات المقبلة، وأتمنى ألا يتم تصنيف هذه الأفلام من جانب الجمهور على أنها نسائية فقط.
■ العلاقات بين شخصياتك في فيلمي «نهايات سعيدة» و«فخ» كانت خارج إطار مؤسسة الزواج.. ما السبب وراء ذلك؟ وهل العلاقات خارج مؤسسة الزواج تحمل الكثير من المفارقات والقضايا أكثر منها داخله؟
- في فيلم «فخ» لم يكن من الواضح شكل العلاقة، هل هى داخل أو خارج مؤسسة الزواج، وهذا ما كنت أسعى لخلقه أن أرى شخصيتين أمامي بغض النظر عن الرابط الاجتماعي الموجود بينهما، قد تربطهم تعقيدات لها علاقة بشكل الأطر التى يضعها المجتمع وكيف يكون شكلها. أهتم في الأساس بتعقيدات العلاقة أكثر من شكلها الاجتماعي.
■ في تصريحات سابقة ذكرت أنه تم تصوير الفيلم مرتين بسبب اعتذار عدد من الممثلين الذى رأوا أن العمل غير مناسب لهم.. إلى أى مدى أثر هذا الأمر على حماسك أثناء عملية التصوير؟ وهل شعرت بخيبة أمل كون الفنانين الذين يقع على عاتقهم التنوير واقعين تحت أسر أفكار بالية؟
- أعتقد أن استقبال الجمهور الفيلم خلال عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي هو خير دليل على وعى ونضج الجمهور المصري.. وأرى طوال الوقت أن مجتمعنا المصرى ليس منفتحا سوى على الأفلام والعلاقات بأشكالها النمطية والصورة المثالية الخالية من أى مشكلات، أظن أن هذا أبعد ما يكون عن الواقع، لأن هذه هى طبيعة الحياة، نحن تحت رحمة الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية.
لقد توقعنا استقبال الجمهور للفيلم بشكل إيجابى قبل العرض. وهذا ليس بالأمر الغريب، فمن الطبيعى أن يتفاعل الجمهور مع عمل فنى يناقش مشكلاته وأزماته بشكل مباشر.. أتمنى أن يبدأ الجمهور بمشاهدة مثل هذه النوعية من الأفلام بشكل أكثر، وأن يعي أن الصورة المثالية في الحقيقية ليست قريبة من الناس.
الرحلة التى خضناها خلال صناعة الفيلم، كشفت عن أن هناك الكثير من العاملين في حقل السينما متحفظون أكثر من الجمهور نفسه، وهو ما يجب تغييره.. من المهم أن نكون منفتحين على طرق تعبير مختلفة وليس الشكل التقليدى الذى اعتاده الجمهور.
لم نتنازل عن رؤية المخرجة أثناء إعادة تصوير الفيلم في المرة الثانية، بل جعلنا أكثر إصرارًا على عمله وهو ما أوصلنا لعرض الفيلم في كان وتورنتو والقاهرة.
■ إلى أى مدى لعبت أماكن التصوير دورا في تعزيز دلالاتك ورؤيتك للفيلم؟ وهل اختيار منطقة العجمي كمكان للتصوير قرار واع؟
- التصوير في منطقة العجمى لم يكن قرارًا سهلًا، لكن ما ساعدنى أننى كنت أعلم أثناء كتابة السيناريو أن المكان سيكون له أثر مهم على القصة، قمنا بعمل زيارات عديدة للمنطقة هناك اكتشفنا خلالها الكثير من التفاصيل، كما قمنا بإعادة ترتيب ما كتبناه بالفعل بما يتوافق مع الصورة النهائية للفيلم. وكان مهما للممثلين أن يتعرفوا على هذا المكان بشكل جيد، لكى يظهر في الفيلم أن هذه الشخصيات تنتمى لهذا المكان فعلا وليست دخيلة عليه.
■ عرض الفيلم للمرة الأولى بمهرجان كان السينمائي ثم صال وجال بمهرجانات ساو باولو وتورنتو.. كيف تفاعل الجمهور الأجنبى مع الفيلم؟ وما هى أبرز التعليقات؟
- كانت النقاشات قريبة بشكل أو بآخر، وهو ما أثار استغرابي، الجمهور الذى تابع الفيلم، خاصة النساء تمكن من الارتباط مع هذا النوع من العلاقات وأثره عليهم نفسيا، لقد حاولوا أن يضعوا أنفسهم مكان بطلة الفيلم حتى لو لم يمروا بمثل تلك العلاقة التى مرت بها، شهدنا حالة من الإجماع على الفيلم في كل المهرجانات.
تدور دراما الفيلم في منطقة العجمى والتى لا يعرفها سوى المصريين فقط.. طوال الوقت كنا ننظر لقضايا وعلاقات إنسانية فقط، ما جعلها تصل لأى جمهور، فالهم الإنساني والتفاصيل الإنسانية واحدة مهما اختلفت الثقافات.
لم يع الجمهور الأجنبي أن هذه هى منطقة العجمي، لكنه أدرك أن هذا المكان بالتغييرات التى طرأت عليه آثر على العلاقات الإنسانية للشخصيات، ما يجعله يصل لشريحة أكبر مختلفة ومتنوعة من الجمهور.