الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رسالة من أجزاء إلى المشير السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فعلها عبدالناصر فأحبته الملايين ونجح .. فافعلها مثله وسر على بركة الله 

ليس جديدا ولاهو عيبا ان نأخذ من تجارب التاريخ نماذج نقتاد بها .. وليس جديدا ولاهو عيبا أن نضع أمامنا تجربة من تجارب التاريخ وندرس تفاصيلها وظروفها ونعيد تطبيق مايناسبنا فيها ، بل ومن الممكن ايضا ان نطبقها حرفيا اذا كان فى التطبيق حرفيا مصلحة الوطن .. 
واذا مانظرنا الى ما تمر به مصر الآن ، ثم انتقلنا بذاكرتنا إلى الوراء لسنوات واستعرضنا ما مر بمصر من أحداث انذاك ، لوجدنا أن هناك تشابهات كثيرة بل هناك الكثير من التطابق فى الاحداث والظروف والتفاصيل ..
فمصر التى اندلعت بها ثورة فى الخامس والعشرين من يناير عام 2011 ضد نظام تغلغل الفساد فى جذوره ، نظام افقر شعبه بعد ان نهبت شريحة المقربين للنظام ثرواته ، نظام أفقد مصر منزلتها وقدرها وقيمتها بعد أن أفقدها ريادتها وقيادتها للمنطقة ، نظام استمرأ أن يكون تابعا منقادا لأمريكا وأوامر أمريكا مقابل استمرارية الحصول على معونات وقروض تضر بمصر أكثر مما تفيدها بكثير ، نظام انسلخ عن دوره العروبي والافريقي وتسبب انسلاخه هذا فى كوارث على الصعيد العربي والافريقي مازلنا نعانى منها حتى الان ومنتظر المزيد منها .. 
ومصر التى اندلعت فيها ثورة شعبية فى الثلاثين من يونيو عام 2013 ضد نظام فاشي ارهابي متخلف يتقنع بقناع الدين وما أبعده كل البعد عن الدين ، نظام يسيطر عليه تنظيم ارهابي صنعته المخابرات البريطانية وتلقفته المخابرات الامريكية تموله وترعاه وتحدد له أهدافه وترسم له خططه فى تخريب وتدمير مصر والقضاء عليها ، نظام خان بلده الخيانة العظمى وباع اراضيها الى العدو وجعل من ارضها مرتعا للارهابيين ، نظام قتل وسفك دماء الالاف من ابناء هذا الوطن شعبا وجيشا وشرطة .. 
مصر هذه هى نفسها مصر التى اندلعت فيها ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 ضد نظام ملكى فاسد منبطح للمستعمر يقوده ويتحكم فيه ، نظام افقر شعبه وأهدر آدميته الى درجة اللجوء الى مايسمى بـ ( مشروع قرش الحفاة ) لتوفير أحذية للملايين من الحفاة من ابناء الشعب الذى تحول إلى عبيد وأجراء وسخرة عند شريحة لاتزيد على النصف فى المئة ( 5.% ) هى التى تمتلك كل شئ وتتمتع بكل شئ وتستحوذ على كل شئ من ثروات مصر .. 
ومصر بعد ثورة 52 تعرضت لنفس الهجمة الغربية ضد ثورتها التى قادها ابناء من جيش مصر ، تحت قيادة ابن شجاع من ابنائها هو جمال عبد الناصر ، ابن احب مصر بإخلاص وآمن بحقها فى ان تتحرر من تبعية المستعمر وان تسود وتقود وتشارك امتها العربية ، كما آمن بحق شعبها ان يعيش حياة حرة كريمة يسودها العدل والمساواة ، حياة ليس فيها سيد وعبد، بل المواطنون سواسية فى كل شيء كما خلقهم رب العالمين.. 
أمريكا والصهيونية هزها وأرعبها ماحدث على ارض مصر فى عام 1952 ، وازعجها هذا الضابط الذى اسمه جمال عبد الناصر بكل مايحمله فى داخل رأسه من افكار اطلقها ، وبسرعة اتخذ طريقه لترجمتها فى افعال تتحقق يوما بعد يوم على ارض الواقع .. ولم تستطع امريكا والصهيونية وحلفاؤهما تصور أن يحدث مثل هذا التغيير فى المنطقة ، خصوصا أن التغيير لم يعد مقتصرا على مصر بل امتد تأثيره الى بلدان اخرى فى المنطقة العربية والافريقية بل والى امريكا الجنوبية .. وهاجت وماجت امريكا والصهيونية وحلفائهما ، والتاريخ يسجل ماذا فعلوا بمصر وكيف كانت مخططاتهم الشيطانية لوقف هذا الزحف المصري على طريق التقدم والتحرر من التبعية .. والتاريخ ايضا يسجل ماذا فعلت مصر وماذا فعل جمال عبد الناصر للتصدى امام هذه المخططات والحملات والمؤامرات والضغوطات .. لم تخف مصر ولم تتراجع أمام العاصفة الامريكية الصهيونية الهوجاء .. بل قررت مصر مواجهة العاصفة بما هو اقوى ، وكان هذا الاقوى هو قرار عبقري ابدا لايخيب ولايفشل .. ألا وهو : التحام قوي ومتين بين الشعب وقيادته .. 
واجه جمال عبد الناصر مؤامرات ومخططات وتهديدات وضغوطات امريكا الصهيونية ما هو اقوى من قوة ومتانة الجبال .. بأن صنع من شعب مصر حائط المقاومة لقيادته وحائط الصد لأى مؤامرات او مخططات او ضغوطات امريكية صهيونية .. 
وقف جمال عبد الناصر مخاطبا شعبه قائلا ( انت القائد وانت المعلم ) .. وقرر جمال عبد الناصر اتخاذ سياسة الشفافية التامة مع شعب مصر .. فأشركه فى معرفة كل شئ يحدث من مؤامرات ومخططات وضغوطات للقضاء على ثورته وعلى ماحققته من خطوات اولى على طريق الانجازات .. وعرف الشعب حجم المؤامرة وقذارة المخططات فتحمل مسئوليته مشاركا قيادته فى الدفاع عن مصر فى مواجهة امريكا الصهيونية .. ببساطة راهن عبد الناصر على الشعب فكسب الرهان وكان لابد له من ان يكسب ، فالرهان على الشعب هو دائما الرهان الكاسب ولاوجود لاحتمالات الفشل فيه ..
وامامنا فى مصر تحديدا واقعتين تاريخيتين تؤكد ان الرهان على الشعب رهان يكسب لامحالة .. اولهما : ماحدث فى يونيو 1967 بعد الهزيمة العسكرية وقت ان انتفض الشعب المصري العظيم ، وهب واقفا صامدا ثابتا وراء قيادته مصمما على تحويل الهزيمة الى نصر وهو ماحدث وخلال ايام قليلة من ملحمة تاريخية يعرفها العالم بـ (ملحمة حروب الاستنزاف ) العظيمة وسلسلة الانتصارات التى امتدت من يونيو 1967 وصولا الى نصر اكتوبر العظيم عام 1973 .. 
وثانيهما : يوم أن وقف ابن مخلص اخر من ابناء جيش مصر العظيم .. ابن من جيش مصر وجد ان بلده الغالى يأخذ طريقه الى مسار الضياع والانتهاء ، وهو يخرب ويفتت ويمزق ويباع من تنظيم ارهابي خائن يحكمه ويسيطر عليه .. فقرر هذا الابن المخلص لوطنه ان يستعيد التاريخ وان يعيد من جديد لحظة من لحظاته ..
أعاد ابن جيش مصر عبد الفتاح السيسي مافعله ابن جيش مصر جمال عبد الناصر .. 
راهن عبد الفتاح السيسي على شعب مصر ، ونادى على شعب مصر ، فلبى شعب مصر العظيم الوفى النداء .. وامتلأت الميادين بالملايين ملبية النداء .. وكما استقوى عبد الناصر بشعبه فى يونيو 67 استقوى السيسي بشعبه فى الثالث من يوليو 2013 ، غير مفكرا فى حياته ولا فى حجم الخطر المحيط به .. ووقف شجاعا ثابتا معلنا انقاذ مصر وخلاص مصر من حكم العصابة الارهابية الظلامية .. وفى لحظة فارقة لم تكن ابدا فى الحسبان وكما نهضت مصر من جديد بعد تحويلها الهزيمة العسكرية الى نصر ، ايضا نهضت مصر وانتفضت وعادت من جديد مصر الجميلة الى شعبها الحقيقي ، الى شعبها الوفي الذى لايخذل ابدا قاداته طالما هم مخلصين لمصر اولا وقبل كل شئ ..
السيد المشير عبد الفتاح السيسي : لقد قطعت شوطا جيدا فى طريقك ، اهم مافيه انك اكتسبت محبة الشعب المصري ( الحقيقي ) .. والشعب ( الحقيقي ) هو الشعب العادى البسيط الذى لم تلوثه السياسة بعالمها المبنى على الحسابات والمصالح الشخصية .. فاحرص على هذه المحبة وهذه العلاقة بشدة، ودعك ممن يسمون بهذا المسمى ( الخائب ) النخبة .. خذ من الشعب البسيط سندك وحائط الصد والمقاومة لك ولمصر .. فهؤلاء هم فقط الاوفياء والمخلصون لوطنهم دون انتظار لمقابل سوى حياة كريمة بسيطة تؤكد لهم آدميتهم التى اختارها لهم رب العالمين منذ خلقهم سواسية كأسنان المشط ..
السيد المشير عبدالفتاح السيسي : ان الطريق مازال طويلا وصعبا ، واستدعاء التاريخ مازال ملحا .. وانت منذ البداية احسنت انك اخترت من استدعاء التاريخ افضل الاختيارات وانجحها ، وهى الرهان على الشعب والاستقواء به ، فعلى بركة الله استمر هكذا فى ان يكون طريقك معهم وبهم واحدا ، وزد على هذا ان تبرم بينك وبينهم عهدا ووعدا بأن تتخذ معهم سياسة الشفافية ، تحيطهم بكل شئ حتى يدركوا ، وبعد ان يدركوا سوف تجد منهم جيشا اخر لمصر قويا ووفيا ..
وللحديث بقية ان شاء الله ..