خيمت مشاعر الحزن والصدمة على جنبات الوسط الصحفي، عقب الإعلان عن رحيل الكاتب الصحفي الكبير محمود صلاح، الملقب بـ"ملك صحافة الحوادث"، باعتباره أشهر صحفي حوادث في مصر، طوال حقبة زمنية أقتربت من الأربعة عقود، وأحد مؤسسي جريدة "أخبار الحوادث"، بعد معاناته مع المرض خلال الفترة الماضية.
"ملك صحافة الحوادث" لقب لم يحصل عليه محمود صلاح من فراغ، لكنه حفره بقلمه البديع، خلال مسيرته الصحفية الحافلة التي حقق خلالها العديد من "الخبطات الصحفية" التي جعلت أخبار الحوادث والجريمة مقصدا للقارئ بحثا عن اسم الراحل الكبير، حيث خاض العديد من المغامرات الصحفية، أبرزها لحظات تطهير منطقة الباطنية من تجارة المخدرات، وأجرى عددًا من الحوارات الصحفية المهمة مع أباطرة الإجرام في مصر مثل الخط وعزت حنفي، واقتحم عالم الجريمة، وكان لأسلوبه الشيق في سرد الحوادث ومدرسته الفريدة جمهوره الخاص.
ونعى الكاتب الصحفي عبدالرحيم على، عضو مجلس النواب، رئيس مجلسي إدارة وتحرير "البوابة" الكاتب الصحفي محمود صلاح رئيس تحرير أخبار الحوادث الأسبق، الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض، داعيًا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يُلهم الأسرة الصبر والسلوان.
ونعت نقابة الصحفيين على لسان حسين الزناتي، وكيل النقابة للجنة النشاط، الكاتب الصحفي الراحل، مشيرًا إلى أن الساحة الصحفية فقدت أشهر صحفي حوادث في مصر، وأحد مؤسسي أخبار الحوادث، وكان معروف عنه تدويناته المميزة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح "الزناتي"، في تصريح خاص لـ"البوابة"، ان الكاتب الصحفي الراحل خاض خلال مسيرته الصحفية العديد من المغامرات الصحفية، وتميز بأسلوبه الشيق والفريد في سرد الحوادث والوقائع التي كان ينفرد بنشرها وكون لنفسه جمهور خاص، كان يتابع كتاباته بشغف.
وأكد وكيل نقابة الصحفيين، أن النقابة بصدد تنظيم حفل تأبين يليق بمكانة الكاتب الصحفي الراحل، لافتًا إلى انه سيتم خلال الساعات المقبلة الإعلان عن تفاصيل وموعد هذا الحفل، بالتنسيق مع مجلس النقابة، لإتاحة الفرصة أمام زملاء الراحل للمشاركة في هذا الحفل، بالإضافة إلى توجيه الدعوة لأفراد أسرته.
وأعلن حماد الرمحي، رئيس لجنة المعاشات بنقابة الصحفيين، عن إصدار النقابة لتعليمات فورية عقب علمها بخبر وفاة الكاتب الصحفي الكبير الراحل، وذلك لإنهاء كافة الإجراءات الخاصة بصرف المعاش، ومصاريف الوفاة، عرفانًا بالجميل على ما قدمه الكاتب الصحفي الراحل طوال مسيرته الصحفية في بلاط صاحبة الجلالة.
وأشار "الرمحي"، انه برحيل الكاتب الصحفي محمود صلاح، تكون مهنة الصحافة بشكل عام، ومؤسسة أخبار اليوم بشكل خاص، قد فقدت قيمة وقامة، وواحدًا من أهم أبناءها سعى جاهدًا خلال مسيرته المهنة لخدمة القارئ والمجتمع من خلال كتاباته الصحفية الشيقة.
ولفت رئيس لجنة المعاشات بنقابة الصحفيين، إلى ان الكاتب الصحفي الراحل كان يتميز بقلمه وكتاباته الشيقة، وكان له مدرسته وأسلوبه في صحافة الحوادث، حيث خاض العديد من المغامرات الصحفية التي أثرت في وجدان وأسلوب شباب الصحفيين ممن يتابعون الملف الأمني، مشددًا على أن تكريم النقابة له أقل واجب تقدمه لمثل هذا النوع من الكتاب.
وعلق الكاتب الصحفي ممدوح الصغير، رئيس تحرير أخبار الحوادث السابق، على خبر وفاة "صلاح"، فقال: "تألم كثيرا في آخر أيامه.. علم أجيالا الاخلاق قبل المهنية، ورغم الشهرة الكبيرة التي حققها لم يجني من الصحافة سوى المحبة والمرض، يرحل في ديسمبر في نفس الاسبوع الذي رحل فيه عظيم الصحافة إبراهيم سعده الذي انتقلت روحه إلى خالقها العام الماضي ١٢ديسمبر".
وقال الإعلامي محمد صلاح الزهار: "أبت سنة 2019 ان تمضي دون ان يمضي معها، وربما قبل أن تغلق صفحتها، المزيد من العزاز على القلب، الذين عايشناهم وصادقناهم وتعلمنا منهم في دار اخبار اليوم على مدي سنوات طويلة.. محمود صلاح كاتب قصص القضايا والجرائم المتميز الموهوب.. الرقيق الراقي.. لبى نداء ربه راضيا مرضيا".
وأضاف: "ذكريات طويلة معه لا تعد ولا تحصى، تحتاج الآف الصفحات لكتابتها، ولكن.. الأمر لله من قبل ومن بعد، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون".
ونعى الكاتب الصحفي محمود حامد، الراحل "محمود صلاح"، من خلال تدوينه له على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها: "رحل كاتب كبير صاحب قلب كبير وقلم رشيق.. رحل محمود صلاح رئيس تحرير آخر ساعة السابق، ورئيس تحرير أخبار الحوادث السابق، والذى أمتعنا بالكثير من الصفحات عن أحداث كثيرة.. كتب عن حريق القاهرة وكتب عن جواسيس وخونة.. بكلمات بسيطة وأسلوب سلس يجعلك لا تتوقف عن القراءة".
وأضاف: "في سنواته الأخيرة، شرفت جريدة البوابة بانضمامه لأسرة التحرير، وكان له دور فعال في الإشراف على عدة ملفات.. وداعًا الإنسان الرائع محمود صلاح".
