السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رجال الكنيسة وخبراء نفسيون يكتبون روشتة الوقاية من الانتحار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما معنى أن ينهى الشخص حياته بيده تاركًا وراءه أنواعا من الحزن والألم والفقدان داخل نفوس أصحابه وأقاربه، فقد أصبح الشارع والأوساط الإيمانية، يعج بالكثير من التساؤلات، فكان رأى رجال الدين، أنه يجب على الشباب، أن يتسلحوا بالإيمان والصبر على الألم، بينما كان لدى الطب النفسى رأى آخر من الناحية الطبية، أن «الهلاوس» أحد أسباب الانتحار والأفكار الانتحارية تحتاج إلى علاج.
كاهن كنيسة سانت أنتوني بإنجلترا: لا يجوز قتل الإنسان لنفسه القمص موسى رشدى: يجب على الشباب التحلى بالإيمان والصبر نادية نظير: الاكتشاف المبكر لحالات الاكتئاب وعلاجها يحدان من الانتحار
أكد القمص موسى رشدي، كاهن كنيسة سانت انتونى بإنجلترا، أنه لا يجوز قتل الإنسان لنفسه بحسب ما جاء في الكتب المقدسة، حسب ما جاء في العهد القديم والجديد، والذى أكد فيه لا يجوز قتل النفس لأنه من الوصايا العشر «لا تقتل» (فإذا لا يملك الإنسان نفسه، وفقدان معنى الحياة وفقدان الرغبة، وأن يُكمل حياته ورجاءه في الحياة)، وقد استشهد الأب موسى بسفر أيوب داخل أسفار الكتاب المقدس في العهد القديم، «ليس جهاد للإنسان على الأرض وكأيام الأجير أيامه ٢ كما يتشوق العبد إلى الظل وكما يترجى الأجير أجرته ٣ هكذا تعين لى أشهر سوء وليالى شقاء قسمت لى ٤ إذا اضطجعت أقول متى أقوم الليل يطول وأشبع قلقا حتى الصبح ٥ لبس لحمى الدود مع مدر التراب جلدى كرش وساخ ٦ أيامى أسرع من الوشيعة وتنتهى بغير رجاء».
وأضاف كاهن كنيسة سانت انتونى أن أيوب النبى كان لديه كل المشكلات والمشاعر التى تجعله يرغب بشدة في الانتحار، ومن هنا تبرز فكرة انتهاء الرجاء، وتراجع الإيمان بشكل عام، ولقد عبر «أيوب»، عن الضيق بداخل نفسه فيقول «فاختارت نفسى الخنق الموت» ليس أيوب الصديق وحده من مر بهذا ولكن، دواد النبى أيضًا لأنه كان لديه دائما الإحساس أنه سوف يموت بيد شاول الملك، لكن الفكرة الرئيسية أن هؤلاء الأنبياء «كانوا يقفون على أرضية الإيمان».
ونوه الأب موسى إلى أن لكل شخص منا لديه الكثير، وأن لكل منا تجربته الخاصة، وعلى الأقل هناك وقت الله نجاه بطرق كثيرة، ضاربا المثل ليوسف الصديق الذى كان صامتًا وصامدًا أمام الألم، فكان يتعذب بصمت، فهو الوحيد الذى لم يفصح عن ألمه، متابعًا: أننا لا ينبغى أن نقول للشباب أنه لا يجب أن تأتى هذه الأفكار على خاطرك، ولكن فقط يجب أن نتذكر أن من سبقونا جاءت في أفكارهم فكرة الانتحار من أول أيوب إلى بولس الرسول الذى قال «حتى يأسنا من الحياة»، لكن يبقى في النهاية جزء واحد يعطى رجاء للإنسان أن الله سوف يفتح المُغلق، وأن الله له في الموت مخارج، وذلك بحسب الخزين الذى يخزنه الإنسان في حياته الروحية.
ووجه الأب موسى رسالته للآباء والأمهات، قائلًا: «خزنوا في أولادكم آيات للرجاء من صغرهم، ابنوا خزين الرجاء، لأنه سوف يأتى الوقت الذى سوف يُستعمل فيه، اغرسوا فيهم آيات الرجاء مثل «فكل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله»، و«من اتقى الرب لا يلقى ضررا عند التجربة بل يحفظه وينجينه من الشرور» وأيضًا كل المزامير بها آيات عن الرجاء؛ لأنه عندما تأتى أفكار الانتحار سوف يكون ما تم تخزينه وبناؤه في إيمان الشخص يكون هو السند الوحيد، الشيء الآخر».
وأعطى الأب موسى، نصيحته للشباب، بأن يتعلم أن يغلق الباب عند كل الناس المضطربة وقت ما تبقى تشعر بالأفكار الانتحارية إلا على الناس التى تتحدث معك بالكتاب المقدس، وميز منهم من يتكلم بالحقيقة سواء كان يعيش ما يقوله أم لا، لأنه لا يوجد أحد كامل، وكأنك تأخذ الكلام من فم الله، وحث على أنه يجب تمرين عضلتا الرجاء والأيمان، وهاتان العضلتان تحتاجان إلى التمرين وتذكر الشباب للأعمال الرائعة التى عملها الله في حياة الإنسان.
وأضاف كاهن كنيسة سانت أنتوني، أنه لو كان الانتحار حلا ما كان أيوب النبى صبر ٣٣ عامًا من عمره، وكان أنهى حياته، ولكن صبره جعل له مجازاة من الله، وحث الأب موسى الشباب على أن يفكر بالمجازاة بعد التعب، وعلى الإنسان أن يذكر نفسه، بأن فكرة الانتحار فكرة عابرة لا يجب أن يستجيب لها، وأيضًا يجب على الإنسان يفحص نفسه دائمًا، هل هو في الإيمان أم خارج الإيمان، ولكن يجب أن تبقى في الذهن مجموعة من الحقائق، ومن المهم أن يبقى الإنسان في ذهنه المناعة القوية، في مواجهة الانتحار؛ واصفًا إياه بـ «الفيروس»، لذا فيجب أن نفعل مثلما تفعل الدول وقت السلم أن تُسلح نفسها وقت السلم، فتشترى السلاح، وتدرب الجيوش، لكى تستعد لهذه الحرب وتنتصر فيها.
أما عن الجانب النفسي، فأكدت الدكتورة نادية نظير، استشارى المخ والأعصاب والأمراض النفسية، أن حالات الاكتئاب الشديدة المصاحبة لحالات الذهان، وتعنى «الهلاوس» والضلالات، تُحدث الانتحار وهناك علامات تشير إلى جدية الرغبة في الانتحار مثل التخطيط للانتحار ويكون الشخص بمفرده وتكون مصاحبة ببعض الكلمات، مثل «لن ترونى مرة أخري»، «لن أتسبب لكم في المشكلات فيما بعد» «هترتاحوا منى»، «مفيش فايدة»، «أنا مسواش شيء»، «أنا سيئ وشرير وعملت حاجات سيئة كثيرة».
وأضافت «نظير»، أنه ربما يتخلص من الأشياء التى لها قيمة مثل التخلص من السيارة أو المنزل، وربما يكون التنظيف الزائد لحجرته الخاصة، أو اللامنطقية في الكلمات، وأخيرًا التهديد المباشر بالانتحار، ولا بد أن تؤخذ بجدية، مؤكدة أنه في الطب النفسى لا بد أن نأخذ التهديد بالانتحار أو المحاولات مأخذ الجد.
وأشارت استشارى المخ والأعصاب والأمراض النفسية، إلى أن الاكتشاف المبكر لحالات الاكتئاب وعلاجها، يعفى من حدوث الانتحار، وعلاج الاكتئاب ليس صعبا، فهناك مضادات الاكتئاب أو العلاج بالكهرباء، وهناك أيضًا العلاج النفسى سواء كان الفردى أو الجمعى أو العائلي، ويجب أن يكون هناك دعم اجتماعي، وفى حالات الاكتئاب الشديد يجب أن يترك في المستشفى ليكون تحت الملاحظة. 
وقال «نظير»، إنه من المهم تغيير أفكارنا أيضًا عن الطب النفسى بأنه وصمه عار، ولا بد أن يكون لدينا وعى بأنه طب مثل أى فروع الطب الأخرى، وأسبابه كيميائية مثل السكر والضغط، وتحتاج إلى تصحيح كيميائى في الجسم فقط، مع العلاج النفسى أيضا، لا يوجد في الدنيا ما يدعو إلى إنهاء حياة الإنسان.
وفى السياق نفسه، أشار الدكتور فادى صفوت، إخصائى الطب النفسى بمستشفى العباسية، إلى أن الانتحار ظاهرة عالمية لا تخص بها مصر وحدها، وأن ضحايا الانتحار أكبر من ضحايا القتل، مضيفًا أن الأفكار الانتحارية أو الأفكار السوداوية تأتى للشخص عندما يشعر بأنه لا قيمة له في هذه الحياة، وأن لا معنى لوجوده، موضحًا أنه في هذه الحالة يجب أن يُعرض على طبيب نفسى لمعرفة كيفية مقاومة هذه الأفكار.
واختتم «صفوت»، أن معالجة الأفكار سوف تؤدى إلى اختفاء الميول الانتحارية، ولكن يلزم المتابعة والإشراف الطبى اللازمين، وعبر عن عدم وجود أى عيب لدخول المستشفى إذا لزم الأمر.
موسى رشدى
نوه الأب موسى إلى أن لكل شخص منا الكثير، وأن لكل منا تجربته الخاصة، وعلى الأقل هناك وقت الله نجاه بطرق كثيرة، ضاربا المثل بيوسف الصديق الذى كان صامتًا وصامدًا أمام الألم، فكان يتعذب بصمت، فهو الوحيد الذى لم يفصح عن ألمه
فادى صفوت
فادى صفوت: معالجة الأفكار سوف تؤدى إلى اختفاء الميول الانتحارية، ولكن يلزم المتابعة والإشراف الطبى اللازمين، وعبر عن عدم وجود أى عيب لدخول المستشفى إذا لزم الأمر
إخصائى طب نفسى: الأفكار الانتحارية أو الأفكار السوداوية تأتى للشخص عندما يشعر بأنه لا قيمة له في هذه الحياة، وأن لا معنى لوجوده
استشارى مخ وأعصاب: هناك علامات تشير إلى جدية الرغبة في الانتحار مثل التخطيط للانتحار ويكون الشخص بمفرده وتكون مصاحبة ببعض الكلمات، مثل «لن ترونى مرة أخرى».