الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رسالة البابا للمشاركين في مؤتمر إعادة النظر بمعاهدة الألغام المضادة للأشخاص

البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان برسالة إلى المشاركين في المؤتمر الرابع لإعادة النظر في المعاهدة بشأن الألغام المضادة للأشخاص.
حملت الرسالة توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وكتب فيها البابا أنه بعد اثنين وعشرين عامًا على تبنّي هذه المعاهدة في مؤتمر أوسلو ما تزال أداة السلام هذه محفزًا يجعل بلدان الجماعة الدولية تتحد مع بعضها البعض كأعضاء في العائلة البشرية الواحدة. وأكد فرنسيس أن هذه المعاهدة، الرائدة في مجال تحقيق تعددية ناجحة وملموسة، أثبتت على مر الزمن جدواها أيضا فيما يتعلق بباقي الأسلحة، وهذه المبادرة ليست موجهةً من خلال المصالح السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، بل تدفعها الالتزامات والواجبات الخلقية في جعل الكائن البشري والمسئولية المشتركة في محور الاهتمامات. وأشار البابا إلى الرجال والنساء، والفتيان والفتيات، الذين تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بهذا النوع من السلاح الذي لا يميز بين شخص وآخر، مشددا في الوقت نفسه على أن هذه المعاهدة شكلت انتصارًا لثقافة الحياة والسلام على ثقافة الخوف والموت.
ومضى البابا فرنسيس إلى القول إن كل شخص يبحث عن السلام يناضل ضد الخوف مشيرا إلى أن الصراعات تشوّه العلاقات بين الناس وبين الدول، في وقت يدفع فيه المدنيون الثمن الأكبر الذي يترتب على هذه النزاعات المسلحة. وأكد أن الألغام المضادة للأشخاص، والتي غالبًا ما تحصد ضحاياها بين الأطفال، تذكّرنا بشراسة الحروب ومآسيها. وإذ تعبّر هذه النزاعات عن فشل الإنسان وإخفاقاته، تزيد هذه الألغام من مشاعر الخوف التي تقض مضجع الناس وتقف عائقًا في وجه المصالحة والسلام والتنمية المتكاملة. من هذا المنطلق ينبغي ألا يُنظر إلى الآخر كأنه عدو، بل كإنسان لديه كرامته غير القابلة للتصرف. واعتبر فرنسيس أن هدف المعاهدة الذي يتمثل في التوصل إلى عالم خالٍ من الألغام المضادة للأشخاص مع حلول العام 2025، لا يعني أن هذه الألغام لن تستمر في استهداف الضحايا، لأن قسمًا كبيرًا منها ما يزال مخفيًا وبالتالي يشكل تهديدًا لجماعات بأكملها.
لم تخلُ رسالة البابا من الإشارة إلى أهمية تقديم الدعم والمساعدة والرعاية لضحايا الألغام المضادة للأشخاص. وهذا الأمر يتطلب إعادة التأهيل، والاندماج الاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن الدعم السيكولوجي والروحي. وحذّر أيضا من مغبة أن يندرج ضحايا الألغام ضمن ما يسميه البابا بعولمة اللامبالاة في ثقافة الإقصاء. هذا وحيا البابا الجهود التي تبذلها في هذا الصدد العديد من الحكومات حول العالم، فضلا عن المجتمعات المدنية، وفي هذا السياق شجعت الرسالةُ الدول التي لم تنضم بعد إلى المعاهدة على أن تفعل ذلك وعلى السعي إلى تطبيقها نصا وروحا وشددت في الوقت نفسه على ضرورة أن تفي الدول الموقعة على المعاهدة بالتزاماتها كاملةً مع التذكير بالترابط القائم بين إزالة الألغام وإتلاف المخزون وتوفير الرعاية للضحايا. في ختام رسالته إلى المشاركين في المؤتمر وبعد أن أكد أن الألغام الأرضية تعطي شعورًا مزيفا بالأمن سأل البابا الله أن يبارك المؤتمرين، آملا أن يبقى الإنسان دائمًا في محور الاهتمامات وأن تُبذل كل الجهود اللازمة لتعزيز الحوار وتنمية ثقافة السلام.