الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

يسري عبدالله: العلاقة بين التحولات الاجتماعية والفعل الثقافي جدلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الناقد الدكتور يسري عبدالله: "لم تكن الثقافة في أية لحظة من اللحظات بمعزل عن سياقها السياسي، ولا التحولات الاجتماعية الممثلة لذلك الوسط البيئي المحيط بالكتابة، والفن، والأفكار، ومجمل أنماط الإنتاج الإبداعي بتنويعاته المختلفة، والمؤسِّسة للفعل الثقافي بتنوعه الخصب، والخلاق. وإذا كانت الثقافة تطمح بتوصيف الشاعر والناقد الأمريكي ت. إس. إليوت لجعل الحياة أفضل، فإن القلب من هذه الحياة يتمحور في الممارسة الاجتماعية التي تعمل الثقافة - أو هكذا يجب- على جعلها أكثر جمالا وإنسانية".
وأضاف عبدالله خلال مشاركته في الجلسة البحثية "جدل التغيرات الاجتماعية الجذرية والحراك الثقافي"، في المؤتمر العام لأدباء مصر، بورسعيد، ديسمبر ٢٠١٩، والتي أدارها الدكتور خالد أبو الليل، وشارك فيها الكاتب والباحث فؤاد مرسي، ود. إيهاب الشيوي: "وتنحو هذه الدراسة إلى تبيان أثر التحولات الاجتماعية في الحراك الثقافي العام من جهة، وجدل النص الروائي ومحيطه الاجتماعي من جهة ثانية، متخذة من نموذجين روائيين، هما "الإسكندرية في غيمة، قيام وانهيار الصاد شين" موضوعا للتطبيق".
وواصل عبدالله: "ثمة علاقة جدلية بين التحولات الاجتماعية والفعل الثقافي، فأرنولد هاوزر مثلا يرى الفن "داخل سياقه الاجتماعي والحضاري الأوسع"، وعلى مستوى الممارسة الإبداعية، فثمة علاقة وثيقة بين السياق الاجتماعي والنص الأدبي، يجملها بون باسكادي بقوله "إن العلاقة الجوهرية بين الحياة الاجتماعية والإبداع الأدبي لا تتعلق بمضمون هذين القطاعين من الواقع الإنساني، بل تتعلق فقط بالبنيات الذهنية، أي بهذه المقولات التي تنظم في نفس الوقت الوعي التجريبي لمجموعة اجتماعية والعالم المتخيل المبدع من طرف الكاتب. ليست هذه البنيات الذهنية ظواهر فردية بل ظواهر اجتماعية، وهي لا تتعلق بأيديولوجيا المبدع، بل تتعلق بما يرى، بما يحس"، فكل مقولة في العمل الأدبي إذن إنما تشير إلى خارجها في الحقيقة، شأنها شأن الشخوص الذين لا يمثلون ذواتهم الفردية فحسب، بل يعبرون أيضا عن ذات جماعية مأزومة ومعقدة، "فخطابنا المتقطع يندمج في خطاب أوسع يملأ حيز الزمان والمكان الذي ننتمي إليه. وكلامي مهما كان غامضا أو غير واضح، فإنه يعكس وجها من الحقيقة التي تتجاوزني، ولكنها تشمل مع ذلك كل الكائنات المعاصرة، وكل الإمكانات الرمزية لحقبة ما. وبالتالي فإني لا أكشف إلا عما أستطيع التعبير عنه في نطاق تاريخي".