الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

السيسي يفتتح منتدى أسوان للسلام والتنمية.. ويشهد توقيع اتفاقية استضافة مصر لمركز إعادة الإعمار للدول الأفريقية بمرحلة ما بعد النزاعات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، النسخة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة بمدينة أسوان "جوهرة النيل"، والتي تعبر بحق عن الهوية الأفريقية وارتباطا بتسميتها عاصمة الشباب الأفريقي، وذلك لفتح آفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة بالقارة السمراء في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي 2019.



كما شهد الرئيس السيسي مراسم التوقيع على اتفاقية استضافة مصر لمركز إعادة الإعمار والتنمية للدول الأفريقية بمرحلة ما بعد النزاعات، حيث وقع السفير سامح شكري وزير الخارجية وموسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي على اتفاقية استضافة مصر لمركز إعادة الإعمار والتنمية للدول الأفريقية بمرحلة ما بعد النزاعات.
وألقى الرئيس السيسي كلمة حيث وجه العديد من الرسائل وجاءت تفاصيلها:
وكان الرئيس قد بدأ كلمته بالترحيب بالحضور، بمناسبة تدشين الدورة الأولى لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، مضيفًا: "هذا المحفل الذي ينطلق اليوم من مدينة أسوان، جسر مصر الجنوبي إلى قارتها، ومعبر النيل الخالد الذي يتدفق بالحياة من قلب أفريقيا إلى شرايين أبناء مصر كرباط أبدي، يجسد الأخوة، ويؤكد وحدة المصير، وتمتزج فيه آمال شعوبنا الأفريقية".
وأشار الرئيس، إلى أنه ليس هناك أنسب من الوقت الراهن كي نجتمع فيه معًا في إطار هذا المنتدى، لبحث التحديات التي تواجهنا في أفريقيا، وفي مقدمتها استقرار حالة السلم والأمن، وتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع إليها، فضلًا عن حماية دولنا ومجتمعاتنا الأفريقية من تفشي وباء الإرهاب وما يرتبط به من ظواهر، لعل أخطرها تهريب وانتشار السلاح وتعاظم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، مضيفًا: "وفي خضم تلك المواجهات، نجد لزامًا علينا أن نتعامل أيضًا بمسئولية مع التداعيات السلبية لتغير المناخ الذي فاقم من مشكلات التصحر وندرة المياه والموارد الطبيعية، كل ذلك، في الوقت الذي ترى فيه شعوبنا أن السلام والأمن والتنمية والرفاهية هي حقوق إنسانية، وأنها جديرة بأن تنعم بهذه الحقوق كباقي شعوب العالم".
وقال الرئيس السيسي، إن مواجهة تلك التحديات والمشكلات تتطلب منا تضافر كافة الجهود، استنادًا إلى المبدأ الأفريقي الراسخ، "الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية"، مؤكدًا أن إدراكنا لهذا المبدأ دافعًا قويًا للقادة الأفارقة في السنوات الماضية للسعي إلى صياغة خطط واستراتيجيات محددة تهدف إلى تحقيق تطلعات الشعوب الأفريقية في مختلف المجالات، فمن خلال اجتماعات متواصلة وجهود حثيثة، نجحت أفريقيا في صياغة أجندة التنمية 2063 التي تلبي أهدافها احتياجات أبناء القارة.
وأضاف أن الاتحاد الأفريقي اعتمد مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020 التي تهدف إلى القضاء على كافة النزاعات والصراعات في القارة مع حلول عام 2020 من خلال إعداد أطر تنفيذية واضحة تعالج جذور النزاعات وتسهم في إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد انتهاء الصراع، ولا شك أن تفعيل تلك المبادرة يمثل ركنًا أساسيًا في تحقيق الاستقرار في ربوع القارة، خاصةً من خلال بناء مؤسسات الدولة الوطنية وتمكينها من الاضطلاع بمهامها والحفاظ على مقدراتها ومساعدة شعوبها على الانطلاق نحو التنمية والرخاء.
ونوه بأن توافر الإرادة السياسية لدى قادة الدول الأفريقية لحل النزاعات القائمة وتحصين الشعوب والدول من أية حروب ونزاعات ومخاطر مستقبلية، إنما يؤكد التزام دولنا بتحقيق النهضة الشاملة التي صاغت خطتها دول القارة؛ مضيفًا: "ومن هذا المنطلق، تؤمن مصر بأن السبيل الأمثل لإقرار السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، وفي العالم، هو العمل على معالجة الأسباب الجذرية للمشكلات التي تهدد السلم والأمن، ومنع نشوب النزاعات والأزمات في المقام الأول، لا سيما من خلال وسائل الدبلوماسية الوقائية والوساطة لتسوية الخلافات التي قد تنشأ بين الدول".
وأكد الرئيس السيسي، على ضرورة تكاتف كافة الجهود الإقليمية والدولية لدعم أمن واستقرار القارة الأفريقية، استنادًا إلى مبدأ سيادة الدول والدور المحوري للحكومات في صياغة اتفاقيات السلام وخطط التنمية وفقًا للأولويات الوطنية، بما يرسخ الملكية الوطنية لهذه الجهود، مشددًا على أن تحقيق السلام واستمراره على المدى الطويل لن يتحقق سوى بتعزيز قدرة الدول والحكومات على بسط سيادتها على كامل ترابها، والارتقاء بقدراتها المؤسسية في شتى المجالات، فالدولة الوطنية هي الوعاء الذي يضمن الأمن والاستقرار اللازمين لاستدامة التنمية.
وتابع: "أن رؤيتنا في القارة الأفريقية للواقع الذي نبنيه، وللغد الأفضل الذي نبتغيه، لا تكتمل إلا بإعطاء المكانة المستحقة فيهما للمرأة وللشباب، حيث إن الحديث عن تمكين المرأة وإدماج الشباب في مختلف المجالات والمستويات يتعين أن يترجم إلى سياسات تنفيذية، وذلك بهدف مواجهة الصعاب التي نحشد الجهود لعبورها، وسعيًا لتحقيق الآمال العريضة التي نتطلع إليها".
وقال الرئيس، إننا جميعًا نعي العلاقة الوطيدة بين تحقيق التنمية واستقرار حالة الأمن والسلم في قارتنا، وإذا كنا قد استطعنا سويًا التغلب على بعض المعوقات في سبيل إحلال السلام ودفع التنمية، فإن نجاح مجهوداتنا المتواصلة بات يتطلب منا المزيد من التضافر وتكثيف العمل لمسابقة الزمن وصولًا إلى الأهداف التي نسعى إليها، ولا شك أننا اليوم نحقق خطوة مهمة في ذلك الاتجاه من خلال اجتماعنا في منتدى أسوان، هذا المحفل الأفريقي الفريد، الذي يمثل منصة إقليمية وقارية للنقاش والحوار وتبادل الخبرات والتجارب، وإننا لعلى ثقة في أن أعمال المنتدى، سوف تدعم مساعي القارة نحو تطوير بنية السلم والأمن الأفريقية بشكل شامل ودائم، بالتوازي مع تحقيق التكامل بين هذه البنية وبين جهود تحقيق التنمية المستدامة، وكذا بين بناء السلام والدبلوماسية الوقائية والوساطة وبين جهود التعامل مع جذور الأزمات التي تواجه القارة. 
لقد آثرنا أن يكون المنتدى أفريقيًا في كل تفاصيله، سواءً من حيث الفكرة أو عملية الإعداد الموضوعي والتنظيمي أو برنامج العمل والجلسات، فمنتدى أسوان يعبر عن ملكية أبناء القارة لمصيرهم ويُجسد ريادتهم فيما يتعلق بالشأن الأفريقي. وإن هذه هي الضمانة الرئيسية لأن يتصدى المنتدى للمشكلات التي تواجه القارة وأن يطرح لها الحلول، وأن يبرز الفرص القائمة ويضع الخطط لاغتنامها، الأمر الذي لا يتناغم مع الانفتاح على التعاون مع الشركاء الدوليين على أساس تحقيق المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة.
وأكد الرئيس، أن أبلغ دليل على جدوى الأفكار الجادة والرؤى المدروسة هو تحويلها إلى واقع ملموس، مضيفًا: "وفي هذا الصدد، ما أحوجنا اليوم إلى إعادة إحياء وتفعيل سياسة قارتنا الأفريقية الإطارية لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، وترجمتها إلى خطط تنفيذية تحصن الدول الخارجة من النزاعات ضد إخطار الانتكاس، وتساعد على بناء قدرات مؤسساتها كي تقوم بمهامها، وتسهم في التئام جروح مجتمعاتها".
وعبر الرئيس، عن تطلعنا جميعًا إلى التوقيع على اتفاقية استضافة مصر لمركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، والذي نهدف إلى أن يكون بمثابة منصة تنسيق جامعة وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات، تراعي خصوصية كل دولة، وتحمي حقها في ملكية مسار إعادة الإعمار والتنمية.
واختتم الرئيس كلمته بالترحيب مجددًا بالضيوف في مدينة أسوان، معربًا عن ثقته في أن مشاركتهم وحواراتهم على مدى جلسات المنتدى سوف تكون بناءة ومثمرة، وستسهم في دعم جهود تحقيق السلام والتنمية المستدامة التي هي هدف وحق لدول القارة الأفريقية كافة لكي تتبوأ المكانة التي تستحقها بين دول العالم.